ترجمة: مرفت صلاح محسن قال أستاذ الاقتصاد الكندي «ميشيل شوسودوفسكي»، إن عملية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة تم التخطيط لها قبل مدة من اختطاف وقتل الشبان الثلاثة الإسرائيليين؛ وأن رئيس الموساد الإسرائيلي، كان قد تنبأ باختطاف الشبان الثلاثة. وأضاف «شوسودوفسكي» أستاذ الاقتصاد بجامعة «أوتاوا» الكندية، في مقال على موقع «AfriqueAsie.fr»، أن صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، نشرت بعددها الصادر في تاريخ 13 يوليو 2014 مقالًا مفزعًا بعنوان «النبوءة المرعبة لرئيس الموساد» حول حادث الاختطاف ذكرت فيه أن «تامير باردو رئيس الموساد طرح سيناريو مماثلًا بصورة مذهلة لاختطاف الشبان الثلاثة الذين اختفوا في الضفة الغربية». وتابع: «ومن أجل تبرير عملية عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة ووجه الاتهام دون أدلة إلى حماس بقتل مدنيين إسرائيليين. وتمثل الهدف النهائي لعملية "الجرف الصامد" في كسر القاعدة المؤسسية لقيادة حماس وتدمير البنية الأساسية المدنية لقطاع غزة بهدف ضمه إن آجلا أو عاجلا إلى إسرائيل». وأردف: «بدأت عملية "الجرف الصامد" في 8 يوليو 2014، وبحلول الثالث عشر من نفس الشهر، ضربت إسرائيل 1320 موقعًا في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 167 فلسطينيًا وإصابة أكثر من ألف آخرين، وفقًا لموقع وكالة أنباء "معا" الفلسطينية». هل قتلت حماس الشبان الثلاثة؟ «شوسودوفسكي»، الذي أسس في عام 2001، «مركز البحوث حول العولمة» ومقره مونتريال بكندا، ويركز على ضرورة مكافحة العولمة والنظام العالمي الجديد، أشار إلى أن الصحافة الإسرائيلية ألمحت إلى أن الشبان الثلاثة قتلتهم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهي كيان جهادي تابع لتنظيم القاعدة، الذي تدعمه إسرائيل «سرًا وعلنًا»، حسب تعبيره. وأوضح أن صحيفة «Times of Israel»، الإليكترونية الإسرائيلية، التي تصدر بالإنجليزية والعربية والفرنسية والصينية، وتغطي التطورات في إسرائيل والشرق الأوسط والعالم، أكدت في مقال بعنوان «مجموعة جهادية تعلن مسئوليتها عن قتل الشبان الثلاثة»، أن مجموعة جهادية فلسطينية جديدة، موالية للدولة الإسلامية، أعلنت مسئوليتها عن قتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة بالضفة الغربية، ومسئوليتها عن اعتداءات دموية أخرى استهدفت مؤخرًا جنودًا ومدنيين إسرائيليين. وأضاف: «وأوضحت الصحيفة ذاتها أن بيان المجموعة الجهادية الفلسطينية الجديدة جاء فيه أن هذه العمليات تم تنفيذها تحية ل«أبو بكر البغدادي»، الذي أعلن نفسه خليفة للدولة الإسلامية في العراق والشام، المُعلن عن قيامها في يونيو الماضي. ورغم أن «داعش» كيان تابع للقاعدة، وتمولها -في رأي الخبير الاقتصادي الكندي-السعودية وقطر، فان انتقام إسرائيل لمقتل الشبان الثلاثة، استهدف غزة وليس السعودية ودول الخليج. وقال «شوسودوفسكي» إن مساندة الولاياتالمتحدة وإسرائيل للكيان التابع للقاعدة لا يقتصر على مجال الاستخبارات. فالجيش الإسرائيلي يدعم الكيان الجهادي، انطلاقًا من الجولان المحتل. والأدهي من ذلك أن وجود قوات خاصة غربية وإسرائيلية بين صفوف المتمردين التابعين للدولة الإسلامية في العراق والشام، ثابت بالوثائق على نحو كبير. وأضاف: «وفي مارس الماضي، أكد ضابط نمساوي في قوات الأممالمتحدة للمراقبة بالجولان المحتل، أن إسرائيل قدمت دعمًا عسكريًا وفي مجال الإمداد والتموين، علي نطاق واسع، إلى الإرهابيين والمتمردين التابعين للدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة في أجزاء مختلفة من سوريا. بل أكد الضابط نفسه وجود "غرفة عمليات مشتركة" لإسرائيل والمتمردين التابعين للقاعدة، هدفها نقل المساعدات الإسرائيلية إلى الإرهابيين». وتابع: «وذكرت القناة الأولى الإسرائيلية أن مصادر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أوضحت أن نظام صواريخ جديد يطلق عليه «ميتار»، أقيم في الجولان، ويستخدم كغطاء دعم للمجموعات القتالية المناهضة للنظام السوري. وأفاد التحقيق الصحفي للقناة بأن "هذا النظام الصاروخي يتألف من صواريخ متوسطة وطويلة المدي". وأقيم مستشفى عسكري إسرائيلي في الجولان المحتل لعلاج المتمردين التابعين للقاعدة حال إصابتهم». وأردف: «كانت صحيفة جيروزاليم بوست، كتبت في فبراير الماضي أن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل زار المستشفى الميداني الإسرائيلي بالجولان المحتل، والمقام لمساندة المتمردين الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا وعلاج المتمردين التابعين للقاعدة إذا أصيبوا في المعارك. واعترفت الصحيفة بأن المستشفى يستخدم لدعم المتمردين الجهاديين». واستطرد «شوسودوفسكي»: «هناك معلومات تؤكد أن الإمام أبو بكر البغدادي الذي أمر، على ما يبدو، باختطاف وقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة، تلقي تدريبًا عسكريًا مكثفًا طوال عام كامل على أيدي الموساد، ودروسا في اللاهوت وفن الخطابة في إسرائيل، حسبما جاء في صحيفة "جالف نيوز" في 15 يوليو الفائت»، مشيرًا إلى أن إدوارد سنودن المسئول السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، كشف عن أن أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية، عملت معًا على إقامة «الدولة الإسلامية». واختتم: «أفادت وثائق تابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكي بنصب "فخ " لحماية الكيان الصهيوني، يجذب عناصر بعينها، عن طريق طرح شعارات دينية وإسلامية، وأشارت الوثائق -نشرها سنودن- إلى أن الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية هو خلق عدو بالقرب من حدودها».