المطربون يقفون هنا.. واحد والثانى والثالث، قد يصلون إلى عشرة أو حتى عشرين، من سيفوز بإعجاب الجالسين فى الصف الأول، ويستحوذ على تصفيقه وابتسامته الغامضة؟ كلٌ عليه أن يبذل المجهود الأكبر.. وسنرى.. المشهد تكرر عشرات المرات فى احتفالات الرئيس السابق حسنى مبارك بالمناسبات القومية، لكننا لن نشتاق إلى هذا المشهد كثيرا، حيث سيقف المطربون نفس الوقفة، ولكن سيحتفلون بالثورة على مبارك.. وبدلا من أن يكون الرئيس السابق هو بطل الحدث الذى يأخذ نصيب الأسد من التمجيد، سيكون هناك غزل لقادة المجلس العسكرى الذين سيجلسون فى الصفوف الأولى لمسرح الجمهورية يوم 25 يناير، لن يغنى المطربون «اخترناه وبايعناه»، ولكن سيغنون تفاصيل مشابهة يطلقونها على الجيش. الأوبريت الذى كتب كلماته عوض بدوى ويشارك فى غنائه مدحت صالح، وحمادة هلال ونادية مصطفى ومحمد الحلو، ولؤى وإيهاب توفيق، ووضع ألحانه وليد سعد، ويوزعه عادل عايش، يبدأ ب«طول عمرك يا مصر آملنا.. لولادنا ومستقبلنا.. الشعب العظيم بيعاهدك والجيش اللى صاين عهدك بإدينا نحقق مجدك بسنين الكفاح وعملنا»، فكلمة الجيش هى البطل ومنها «مليون سلام للجيش كمان المخلصين.. صانوا البلاد حضنوا الولاد فى يناير»، حيث تحتوى معظم المقاطع التى يغنيها المطربون بلهجات محافظات مصر بكاملها «اللهجات السكندرية والبورسعيدية والسيناوية.. وغيرها».. على عبارات تتعلق بالجيش ودوره فى الثورة وبناء البلد، ومنها «بلاد الدهب يا سمرا يا حاضنة عيون الثورة.. شعب وجيش هنكون إيد واحدة ونعدى بمر الحرة.. ياللى حمينا ومعدينا هتوصلنا لبر ومينا، والجيش معانا وحارس خطانا». الفنانون شاركوا فى الخمس عشرة أغنية التى يتكون منها الأوبريت، وتبرعوا بأجورهم بعد أن كلفهم اللواء إسماعيل عتمان مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة بتقديم أوبريت للاحتفال بثورة 25 يناير، بينما يتكفل بإخراجه العميد أحمد أحمد فاروق، وهو عميد فى الجيش أخرج احتفالات أكتوبر العام الماضى. المشاهد على موعد مع عدد لا بأس به من الأغنيات التى تمدح فى الجيش فى يوم الثورة، فى الوقت الذى يكون فيه آلاف النشطاء فى الميدان يكملون الثورة، ومن هذه المقاطع «وتحية للجيش المصرى صانع فرحة مصر اللى معاه الثورة اكتملت»، و«كان للجيش شهداؤه فى سينا جاب النصر لمصر ولينا.. وآدى شهيد فى يناير ضحى شاب وعانى وحاسس بينا».