الصحافة البرازيلية نجحت فى الضغط على الاتحاد البرازيلى لتغيير المدرب عقب مونديالى 2006 و2010 المثير للضحك رغم الهزيمة المذلة بسباعية أن الألمان سيحظون بدعم الجماهير البرازيلية قبل أربع سنوات، كانت هولندا سببًا فى عودة البرازيل إلى ديارها. وكان هناك خطأ خوليو سيزار، الذى ظل ملتصقا بمسيرته وبمسيرة فليبى ميلو مع المنتخب البرازيلى. يلتقى الفريقان مجددًا على ملعب مانى جارينشا، ولكن فى وضع مختلف تماما: لعبة ومباراة لا يريد أحد أن يلعبها. لقد كان لويس فان جال (مدرب المنتخب الهولندى) واضحا، بعد خسارته أمام الأرجنتين، ليس هناك أى سبب لوجود هذه المباراة، بقوله: «أنا أعتقد أن هذه المباراة لا ينبغى أن تلعب أبدًا، وأنا أقول هذا منذ 15 عاما. خوض مباراة المركز الثالث ليست من العدالة فى شىء ببطولات كرة القدم، لا أحد يستحق أن يبذل جهدًا من أجلها. فهناك دومًا جائزة واحدة فقط، وهى لقب كأس العالم». حاول لويس فيليبى سكولارى (مدرب المنتخب البرازيلى) أن يجد دافعًا لخوض البرازيل لتلك المباراة، حتى لا يدخل الفريق إلى أرض الملعب ولا يوجد لديه أى دافع للعب. لكن كيف يمكنه أن يفعل ذلك بعد هزيمته 7-1 على أرضه؟ وقال سكولارى إنه على البرازيل أن تحذو حذو ألمانيا فى 2006، لكنه نسى أن فريق يورجن كلينسمان، خسر فقط فى الوقت الإضافى أمام المنتخب الإيطالى فى الدور قبل النهائى.. لقد كان خطاب سكولارى وكارلوس ألبرتو بريرا بعد المأساة فى مينيراو كوميديا إلى أبعد حد، ولا نريد استخدام كلمات أسوأ. إنهما استخدما الإحصائيات والأرقام لإثبات أن البرازيل فى الطريق الصحيح لتحقيق النجاح، على سبيل المثال ما حدث من فوزهم بلقب كأس القارات، لكنهم نسوا أن البرازيل فازت بكأس القارات فى عامى 2005 و2009 أيضا. تضغط الصحافة البرازيلية على الاتحاد البرازيلى لكرة القدم من أجل تغيير كل شىء، ونفس الأمر يحدث فى آخر بطولتى كأس عالم. فقد كان تحت يد بريرا فى عام 2006 أفضل جيل منذ عام 1982، معه روبرتو كارلوس، وكافو، وكاكا، وروبينيو، وأدريانو، ورونالدو، كلهم مجتمعون معًا فى فريق واحد، ولكن الفريق لم يظهر وكأن به نظاما جيدا، ولم نلعب بشكل جيد، ورأينا كيف أن تييرى هنرى أنهى حلم اللقب السادس. بعد أربع سنوات، ذهب دونجا إلى جنوب إفريقيا مع فريق ذى كفاءات مع وجود نظام جيد، ولكن من دون نجوم يقودون الفريق إلى النصر، وسببت السيرة الذاتية لدونجا بعض الأضرار بصورة الاتحاد البرازيلى لكرة القدم، وحدثت تغييرات جذرية به، وتم التعاقد بهدوء مع مانو مينيزيس، ولكنه لم يحصل على الاعتماد الكافى وتم استبدال المدرب الكاريزما سكولارى به. ستكون مباراة البرازيلوهولندا، مبارزة وجهًا لوجه مع اثنين من المدربين تقريبًا فى نفس العمر، لكن بينهما اختلافات كبيرة. فسكولارى يمتلك تاريخا جميلا فى عالم كرة القدم البرازيلية، وحصل على ذروته فى عام 2002، وقدم عملا جيدا مع البرتغال حتى عام 2006، ولكن بعد ذلك لم يحصل على منصب جيد، وفشل مع تشيلسى، ومرت به السنوات حتى درب فى أوزباكستان، وكان مسؤولا عن هبوط بالميراس البرازيلى لدورى الدرجة الثانية قبل بضعة أشهر فقط من توليه قيادة المنتخب البرازيلى. من الجانب الآخر، لويس فان جال لديه مسيرة عظيمة مع أندية أوروبية كبيرة، خصوصا فى برشلونة وبايرن ميونخ، وكان على وشك أن يوقع عقدا ليستعيد أمجاد مانشستر يونايتد بعد حقبة أليكس فيرجسون. أبرز الانتقادات الموجهة لسكولارى هو أنه مدرب عفا عليه الزمن، فسكولارى يشتهر بأنه «الأب» الخاص باللاعبين، وهو بمثابة حافز جيد لهم، لكنه أظهر فى كأس العالم هذه أنه توقف عن اختيار تشكيلة اللاعبين المناسبة، فالبرازيل لم تتدرب كثيرًا، ولم يكن لديه خطة جيدة للعب، ولم يظهر أى تحركات مفاجئة لخصومه. مباراة مانى جارينشا ستكون الأخيرة لمنتخب البرازيل فى كأس العالم، لسوء الحظ أنها لن تكون فى الماراكانا، أعظم رموز كرة القدم البرازيلية. يطلق عليه الاستاد الوطنى من قبل الفيفا، والاسم الحقيقى للملعب الموجود فى مدينة برازيليا كان تكريما لجارينشا، ذلك الرجل الذى قاد البرازيل إلى الفوز بكأس العالم من دون بيليه فى عام 1962، وبالنسبة إلى كثيرين كان أفضل من بيليه، خلال مسيرته الكروية، فالبرازيل لم تخسر أبدًا أى لقاء اجتمع فيه بيليه وجارينشا معًا. لن تكون هناك مباراة للبرازيل فى الماراكانا، وتلك واحدة من أكبر الذنوب والفضائح التى تعيشها البرازيل فى كأس العالم، فالماراكانا، تستحق أن تستضيف مباراة للمنتخب البرازيلى. الآن البرازيل تخاطر بمشاهدة أكبر منافسيها فى عالم كرة القدم، وهم يتم تتويجهم كأبطال للعالم، على أرض البرازيل. الأمر المثير للضحك أنه على الرغم من الهزيمة المذلة 7-1، فإن الألمان سيحظون بدعم الجماهير البرازيلية فى تلك المباراة، فالمنتخب الألمانى حظى بتعاطف البرازيليين بعد لقاء الدور قبل النهائى، وسيكونون إلى جانبه فى الماراكانا يوم الأحد، فالأمر الذى لا يمكن تصوره على الإطلاق أن يدعم البرازيليون الأرجنتين فى تلك المباراة. الحقيقة أن البرازيل تلعب المباراة ولا أحد يرغب فى أن يلعبها. وكلا الفريقين اللذين يلعبانها يحسد الأرجنتينيين والألمان، الذين سيكونون على أرض الماراكانا بعدها بيوم واحد.