ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة للأمة بمناسبة الاحتفال بذكري العاشر من رمضان،وتطرق الرئيس في كلمتة للقرارات التي اتخذتها الحكومة خلال الأيام الأخيرة،وأكد الرئيس أن هذه القرارات رغم صعوبتها ولكنها ضرورية حتى ننتشل الاقتصاد من عثرتة وفيما يلي نص الكلمة: إن قرار تحريك الأسعار لمواجهة تخفيض الدعم قد لا يناسب التوقيت ، وقد يضر بشعبيتى ، ولكنى اتخذته لإنقاذ الوطن ، وأضاف " الخطر الكبير الذى تتعرض له البلاد هو السبب وراء القرارات الأخيرة ". وتابع " لا أستطيع بمفردى ولا تستطيع الحكومة بمفردها العمل دون مشاركة الشعب "، مشيرا إلى أن القرارات الأخيرة تصب فى مصلحة الوطن والمواطنين. وقال إنه اضطر إلى اتخاذ القرارات الاقتصادية الأخيرة ، واصفا إياها بالدواء المر ، لإنقاذ الاقتصاد المصري ، وخفض عجز الموازنة ، وأضاف " عجز الموازنة في العام المالي المقبل تعدى 300 مليار جنيه ، واحنا بندفع يوميا 600 مليون جنيه لخدمة الديون ، والدعم يكلف الموازنة العامة 400 مليون جنيه يوميا ". وتابع "إنه بالرغم من القرارات الأخيرة إلا إننا مازلنا نحتاج لاقتراض 250 مليار جنيه للوفاء بالتزاماتنا ، وقد كان هناك بند يدخل لمصر عملة حرة وفقدته فى الثلاث سنوات الأخيرة وهو كان مصدرا رئيسيا للنقد الأجنبى وهو السياحة ، وإن الأشقاء العرب ساعدونا لتجاوز الأزمة الاقتصادية". وقال الرئيس السيسي إن كل إجراء يتخذ الهدف منه محاولة ضبط حقيقية ، لافتا إلى أن هناك من يستغلون القرارات استغلالا سيئا ، وأضاف أن نظام الدعم السابق استفاد منه الأغنياء على حساب الفقراء ، مؤكدا أن الشعب لم يجد من يحنو عليه. وأضاف إن قرار تحريك الأسعار متأخر سنين ، ولم يستطع أحد تجربة تحريك الأسعار منذ 1977 ، وجميع الحكومات لم تستطع اتخاذ القرار ، لكن أنا لو قلقت وخفت أبقى مبخافش من ربنا ، ولن أكون مصريا حقيقيا مستعد أموت عشان خاطرهم". وتابع " أخاطب جميع المصريين ليعرفوا حجم المشكلة ، فقد اضطررنا الي رفع الأسعار لغياب خيار آخر ، ولقد ساعدنا الأشقاء العرب لتجاوز الأزمة الاقتصادية. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى ، إنه يحاول تحسين أحوال غير القادرين ، مشددا على أن مصر لن تقوم إلا بسواعد المصريين ، ولن تنهض سوى بجهد وعمل المصريين. وأضاف " أطلب من كل مسؤول فى مصر أن لا يترك فرصة للانتهازية أو استغلال الفقراء ، وأذكر الإعلاميين بدورهم فى الحرب التى نخوضها لبناء مصر رغم التحديات الأمنية ، والإعلام له دور كبير فى الحرب التى نخوضها لبناء مصر ضد التحديات الأمنية والإقتصادية داخليا وخارجيا". وتابع " هناك قوافل تسمى التنمية والتعمير وهى تجهز الآن للتحرك لتأخذ أماكنها فى مناطق المشروعات ، وإن بعض المشروعات مثل عملية إصلاح مليون فدان وشبكة الطرق سيتم البدء فيها بعد رمضان ، وإن جميع المشروعات ستكون من أجل الفقراء وتزويد دخل المواطن الغلبان". وقال السيسي " إن الحكومة كلها تتحرك وتقف في الشوارع من أجل بلدنا والناس ولتقليل المعاناة على المواطنين ، وأري أن هذا وقت القادرين كي يقفوا إلى جانب مصر ، ونطالبهم بدعم صندوق دعم الاقتصاد". وأضاف أن التحدي الموجود في مصر هو خلق فرص عمل للشباب ، فلابد أن يكون لدينا مليارات خارج موازنة الدولة لخلق فرص استثمار للمشروعات الصغيرة للشباب ، وحل مشكلة العشوائيات ، ومواجهة مشكلة أطفال الشوارع. وقال السيسى " اليوم استخدم الدين كأداة لتدمير الدول ، وسابقا كان العدو من الخارج ، ويوجد فصيل لا يعرف ربنا ، ومستعد يهد الدولة المصرية ، ويعتقد أن هذا حربا مقدسة ، وإن الله لا يرضى بالفساد ، ونحن لن نظلم أو نكون مفسدين فى الأرض". وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسى " إن مصر لديها جيش وشعب لديه وعى وصلابة وحضارة وتاريخ ، ولا يستطيع أحد أن يؤذى مصر ، ويجب أن نكون واثقين من ذلك ، وإن الدولة المصرية ستحمى وتحافظ عليها". وأضاف إنه حذر منذ أكثر من سنة من أن الإرهاب سينتشر فى المنطقة ، وأن هذا الأمر يهم المجتمع الدولى كله وليس المجتمع العربى فقط ، وتابع " إن هذه المنطقة (منطقة الشرق الأوسط) يتم تدميرها الآن ، وإننا يجب أن لا نسمح بذلك ، وإن غدا سيكون أفضل للمخلصين والشرفاء". قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن 60% من الشعب لم يعايش الحرب التى مرت بها مصر فى ذكرى العاشر من رمضان. وأضاف السيسي خلال كلمة ألقاها الي الأمة فى ذكرى العاشر من رمضان عام 1973 أن عبقرية قرار شن الحرب ، أهم ما يميز انتصار الجيش المصري في حرب العاشر من رمضان ، السادس من أكتوبر عام 1973. وتابع " إن الشعب المصرى تحمل تبعات الحرب لمدة 7 سنوات ، الشعب لم يفكر سوى فى الكرامة واستعادة الأرض ، وقد كنا عايشين وراضيين ، والشعب صمد وراء الجيش حتى تنجح الحرب". وقال السيسي إن حرب أكتوبر كسرت لدى المصريين والعرب حاجز الخوف ، مشيرا إلى أن الشعب المصري تحمل مرارة هزيمة الخامس من يونيو عام 1967. وأضاف أن الشعب المصري شريك القوات المسلحة في تحقيق نصر السادس من أكتوبر ، العاشر من رمضان عام 1973. وأوضح أنه كان صريحا مع الشعب منذ البداية ، وقال " إننا سنحتاج سنتين من العمل الجاد وسنتخذ إجراءات صعبة ، وإنه لا يوجد رئيس أو حكومة تستطيع أن تفعل شىء بمفردها ، ولكن بشعبها يستطيع أن يفعل المستحيل". وتابع " عندما أتحدث عن الدعم والموازنة فالهدف هو أن يكون الشعب شركاء معنا ، وإننا جميعنا نعمل سويا لأن الخطر علينا جميعا". وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه لا يستطيع بمفرده أن يفعل شيئا ، وأنه لابد من تعاون الشعب معه ، مشيرا إلى أنه تعهد باتخاذ إجراءات صعبة لإنقاذ الاقتصاد. وأضاف " إن الحكومة والرئاسة لا يستطيعان إنجاز شيء وحدهما ، وبالشعب قادرون على تحقيق المستحيل ، وأريد أن أقول للمصريين إنكم تستطيعون تحديد ما إذا كانت القرارات التي اتخذتها في صالحكم أم لا ، وإننا نؤكد أن القرارات الاقتصادية الأخيرة تصب في مصلحة الوطن والمواطنين".