البرازيل على وشك أن يكون بها أقوى نهائى كأس عالم فى جميع البطولات الصحافة الدولية شككت فى قدرات البرازيل على استضافة البطولة.. ولكن بلاد السامبا كتبت التاريخ بأقوى كأس عالم الأرجنتين فى مواجهة هولندا.. والبرازيل أمام ألمانيا.. مباراتان، وأربعة من العمالقة، وعشرة من الألقاب، حتى الشخص الأكثر تفاؤلا لا يمكنه تخيل أن تكون نهائيات كأس العالم 2014 مذهلة بتلك الطريقة. كانت أخبار التظاهرات ومشكلات البنية التحتية تتصدر عناوين الصحف قبل البطولة. كان هناك الكثير من المخاوف، التى جعلت الصحافة الدولية تشكك فى قدرات البرازيل على استضافة بطولة كبرى مثل تلك البطولة، ولكن التاريخ كتب سطوره، ولكن بصورة مختلفة تماما عما اعتقدوا. البرازيل هى على وشك أن يكون بها أقوى نهائى كأس عالم فى جميع البطولات. البرازيل × الأرجنتين، أو البرازيل × هولندا، أو ألمانيا × الأرجنتين، أو ألمانيا × هولندا، أىّ من تلك المباريات سيكون تاريخيا فى النهائى. يمكن أن يكون لدينا فريق ينتزع أول بطولة كأس عالم فى تاريخه مثل منتخب هولندا، أو فريق يحصد اللقب الثالث له مثل الأرجنتين، أو الرابع له مثل ألمانيا، أو فريق يجمع سادس ألقابه فى المونديال.. يا له من أمر تاريخى بالنسبة إلى الجميع. كنت فى برازيليا أول من أمس لمشاهدة مباراة الأرجنتينوبلجيكا، التى فازت بها الأرجنتين بهدف دون رد. جماهير البرازيل كانت تشكو من أن منتخب بلادها لا يلعب بصورة جيدة، لكن لم يتمكن أى من جماهير الفرق الأربعة من القول بأن فريقهم هو الأوفر حظا بصورة حقيقية وأكيدة للفوز فى الدور قبل النهائى: كل فريق لديه مشكلاته التى قد يواجهها فى الفوز والاستمرار فى المنافسة. أخيرًا، قدم إيجواين مباراة جيدة، وتم اختياره رجل المباراة. ولكن دى ماريا قد يغيب عن لقاء نصف النهائى، مما يمكن أن يكون خسارة كبيرة بالنسبة إلى أليخاندرو سابيلا (مدرب منتخب الأرجنتين). لكن أى فريق عانى أكثر من هولندا؟! فمنتخب كوستاريكا أثبت أنه أكبر مفاجأة فى البرازيل. تقريبا تقريبا.. لولا تألق تيم كرول الحارس البديل لهولندا فى ركلات الترجيح، وإثباته كيف أن لويس فان جال (مدرب منتخب هولندا) اتخذ القرار الصحيح بإشراكه قبل 30 ثانية فقط من نهاية الوقت الإضافى، لكانت الطواحين خارج المونديال. البرازيل تستعد حاليا لاستقبال أفضل نهائى كأس عالم على الإطلاق، ونأمل أن يكون المنتخب البرازيلى أحد طرفيه، ليكون هناك ويصنع التاريخ الذى سيسعد الملايين. ■ ■ ■ كان يوم الجمعة حافلا جدا، وممتعًا أيضا. مما لا شك فيه، أننا بدأنا اليوم نراقب فوز ألمانيا على فرنسا فى الماراكانا فى ريو دى جانيرو، وانتهت بمشاهدتنا الأرجنتين وهى تهزم بلجيكا فى برازيليا على استاد مانى جارينشا. ماذا عن مباراة البرازيل × كولومبيا؟ لقد شاهدت تلك المباراة على متن الطائرة، وفى أغرب مكان يمكن أن تتابع فيه مباراة كرة قدم على الإطلاق. أولا، دعونا نتكلم عن المنتخب الألمانى، لقد كانت المباراة الأخيرة على استاد ماراكانا قبل خوضه المباريات الحاسمة ليست جيدة كما توقعنا. فريقان كبيران، ولاعبان كبيران على أرض الملعب، لكنهم لا يمتلكون العاطفة والحماسة الكافية لإبهار الجميع. أما بالنسبة إلىّ فتلك كانت مباراة خاصة جدا. فأنا تمكنت من اصطحاب والدى إلى الاستاد، وتلك كانت أول مباراة فى كأس العالم يتمكن من مشاهدتها فى الملعب طوال حياته. هنا فى البرازيل، حب كرة القدم ينتقل من الأب إلى الأبناء، إنها ثقافة يتوارثها الجميع، لذلك فهى تمثل مشاعر خاصة بالنسبة إلينا. لذلك كان أول من أمس يوما حافلا جدا، وممتعا أيضا. بعد مباراة المنتخب الألمانى، ذهبت إلى المطار وركبت على متن رحلة متجهة إلى برازيليا. على الأقل، كان هناك شاشة كبيرة فى قاعدة المغادرة بالمطار، والتى تجمع حولها الكثير من الناس لمشاهدة مباراة البرازيل وكولومبيا. لكن كان لزامًا علىّ أن أدخل إلى الطائرة، خلال الشوط الثانى من المباراة، لأن وقت الرحيل سيكون قبل 10 دقائق من نهاية اللقاء. لكن الطيار الخاص بتلك الطائرة، قرر الانتظار وتأجيل الرحلة حتى نهاية المباراة، وشهد الجميع النصر البرازيلى الرائع من على هاتفى الذكى، الذى كنت أطالع منه المباراة. لقد كان يوما حافلا، ولكنه انتهى بهذا الخبر المريع والرهيب حول إصابة نيمار.