"سنعمل كل شئ لإعادة الأمن للإسرائيليين"، كانت هذه إحدى تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والتي أدلى بها في بداية جلسة حكومية صباح اليوم "الأحد" مقرنا تصريحاته بغارات على غزة ونشر مكثف لقواته في الضفة وحملات اعتقال وحرق للسيارات. نتنياهو أضاف أن "تل أبيب تدير الردود على التصعيد بروح من المسؤولية، وليس بطريقة ردود الأفعال المتسرعة"، مشيرا إلى أن "الدعوات في الحكومة الإسرائيلية حاليا تطالب باتخاذ خطوات أشد صعوبة ضد حماس". ودخل على خط الهجوم وزير المالية يائير لابيد الذي قال إنه "يتوجب على حماس ان تدرك بأننا لن نمر مرور الكرام عما يدور على الجبهة الجنوبية، وأننا لن نستمر في دفع الثمن جراء عمليات اطلاق الصواريخ"، بينما قال وزير العلوم يعقوب بيري إن "إسرائيل قد تحتاج لعملية عسكرية في قطاع غزة تشبه العمليات السابقة" بدوره قال رئيس جهاز الموساد تامير باردو إن "النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وليس المشروع النووي الايراني يشكل اكبر تهديد للامن الوطني الاسرائيلي في المرحلة الراهنة" وكان حكومة تل أبيب قد عقدت 4 اجتماعات لدراسة شكل الردود على حركة حماس من دون الإعلان عن نتائج، حيث يزعم الاحتلال أنها مسؤولة بشكل مباشر عن عملية خطف ثلاثة مستوطنين مجندين في الجيش في 12 يونيو ، والذين عثر عليهم قتلى في بلدة حلحول بالخليل جنوب الضفة الغربية. التحركات الميدانية كانت تطبيقا لوحشية تصريحات نتنياهو حيث أحرق جيش الاحتلال 12 سيارة فلسطينية، ومنع جنود الاحتلال عربات الإطفاء من الوصول لإخماد الحريق لأكثر من 40 دقيقة مما أدى لاحتراق السيارات بشكل كامل. ونشرت تل أبيب 10 آلاف شرطي بأراضي 48 المحتلة، وسط تواصل المواجهات هناك بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، كما تم اعتقال العشرات بينهم 12 قاصرا، وأصيب 20 فلسطيني بالرصاص المطاطي في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مواقع متفرقة من الضفة الغربية، وقال اهارون اكسول -رئيس هيئة العمليات- إنه "تم نشر حوالي 10 آلاف عنصر تحسبا لاستمرار أعمال العنف"، وجاءت المواجهات على خلفية قتل المستوطنين الوحشي للفتى المقدسي محمد أبو خضير حيث أحرق حياً في مدينة القدس الأسبوع الماضي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أضاف في جلسته الحكومية أنه "لا مكان في دولة اسرائيل لملقي الحجارة والزجاجات الحارقة ومغلقي الطرقات العامة"، داعيا الجمهور الفلسطيني في اراضي 48 ب"التصرف بمسؤولية". وفي غزة استمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية أمس مستهدفة عشرات الأماكن ردا على ما بررته تل أبيب بالقصف الصاروخي المستمرة من القطاع، وقال روعي باري -قائد الجبهة الداخلية بالمنطقة العسكرية الجنوبية- إنه "سقط منذ يوم الاربعاء الماضي حتى أمس الاحد 110 صواريخ، أطلقت من قطاع غزة". ونقلت الإذاعة العبرية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن "تل أبيب تفضل الحفاظ على الهدوء في الجنوب إلا أنها تعد العدة في الوقت نفسه لاحتمال تصعيد الموقف". وأوضح المصدر للإذاعة أنه "تقرر احتواء الاحداث الاخيرة لافساح المجال أمام التوصل الى وقف اطلاق النار ومنع جماعات الجهاد العالمي من السيطرة على القطاع" ، مشيرا إلى أن حركة حماس لمحت في رسائل نقلت إلى اسرائيل عن طريق وسطاء الى انها معنية ايضا بعدم تصعيد الموقف. من جانبه أكد وائل عطية - السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية-إن القاهرة "تبذل جهودا مكثفة واتصالات حثيثة لإعادة فرض التهدئة في قطاع غزة"، موضحا في تصريحات لوكالة معا الفلسطينية أن "هناك اتصالات منذ أيام للعودة للتهدئة"، وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية