لليوم الثانى على التوالى، يمثل الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، اليوم، أمام محكمة جنايات القاهرة لاستئناف الاستماع إلى مرافعة المدعين بالحق المدنى، فى قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام. مرافعات أمس جاءت ساخنة وغاضبة، بدأها نقيب المحامين سامح عاشور، ثم أكمل أمير سالم، وخالد أبو بكر. عاشور طالب بتوقيع أقصى العقوبة على مبارك، لأن كل شىء فى الوطن سُخِّر لمشروع التوريث الذى وصفه ب«الإجرامى الكبير»، موضحا «نحن لسنا أمام جريمة عادية للقتل أو مسرح واحد للجريمة»، مشيرا إلى أن مسرح الجريمة كان جميع ساحات مصر، وأنه يكفى شهيد واحد من المئات من الشهداء حتى تتحقق أركان هذه الجريمة، مشيرا إلى أن مبارك انتقى قيادات تؤمن بهذا المشروع، متهما جمال بأنه بدأ المشروع ببيع ديون مصر والمتاجرة فيها والسمسرة بدماء المصريين، المحامى أمير سالم طالب بتوجيه تهمة الشهادة الزور وتضليل العدالة لكل من رئيس المخابرات السابق عمر سليمان، والمشير حسين طنطاوى، وتهمة الخيانة العظمى لمبارك، لأنه حسبما يقول كان يعرف باستهداف المتظاهرين السلميين ووافق على ذلك، ولأن العادلى أصدر التعليمات باستخدام الذخيرة الحية ضد تجمعات المتظاهرين، ولأن أحداث الثورة انطوت على اتفاق جنائى مسبق على نحو يشكل جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار، ولأن مبارك والعادلى شكلا ميليشيات مسلحة من البلطجية ومسجلى الخطر للاعتداء على المواطنين. خالد أبو بكر أكد خلال مرافعته أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى قال فى أقوال له إنه كان على اتصال دائم برئيس الجمهورية طوال الأحداث، وكان يخبره بالموقف أولا بأول، وإنه أخطره بسقوط أول 4 قتلى «شهداء» فى السويس نتيجة طلقات حية، وتساءل أبو بكر «ماذا فعل المتهم الأول حين علم أن شعبه يُقتل؟!»، وكيف يحاكم جمال مبارك الذى تولى أخطر المناصب الاقتصادية فى البلاد بالحصول على فيلا؟ من ناحية أخرى، بدا الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجلاه ووزير داخليته، أمس وكأنهم لا يصدقون ما يحدث، فساعة الحكم قد اقتربت، مع بدء المدعين بالحق المدنى مرافعاتهم، مطالبين بتوقيع أقصى العقوبة، وتوجيه تهمة الخيانة العظمى لمبارك والعادلى. جمال مبارك بدا فى القفص غير مصدق ما يحدث، أخذ يَعَض على أصابعه، ويمسح وجهه، طوال مرافعات المحامين، فى حين بدا علاء مبارك شاحبا، واضعا يديه أسفل ذقنه وينظر إلى المحكمة والحضور بأسى شديد، مبارك تجنب النظر إلى القاعة طوال الجلسة، ولم يحرك ساكنا، وظل يصوب نظره إلى أعلى القفص طوال الجلسة.