أكد الدكتور ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والدكتور عمرو الشوبكي عضو مجلس الشعب والباحث السياسي بالمركز أن مهمة مجلس الشعب القادم ستتمثل في سن التشريعات والقوانين الجديدة التي تنظم الحياة المصرية وإدارة مؤسسات وقطاعات الدولة المختلفة، مشيرين إلى ضرورة منح الفرصة الكاملة لمجلس الشعب للقيام بدوره المنوط به طالما انه يعبر عن الإرادة الشعبية ويمثلها وشددا على أهمية تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور بصورة توافقية تمثل كافة أطياف المجتمع المصري بمختلف انتماءاته باعتبارها ستضع الدستور الذي سيحكم البلاد مستقبلا، مطالبين الشباب بضرورة التفكير في بناء مؤسسات الدولة وتطويرها من خلال وضع أسس جديدة لها تأتى من الثوار أنفسهم وليس من أي فئة أخرى. جاء ذلك خلال لقاء رشوان والشوبكي اليوم بمجموعة من شباب وفتيات مصر من مختلف الإنتماءات والتوجهات السياسية ضمن سلسلة حوارات شبابية التي ينظمها المجلس القومى للشباب أسبوعيا لفتح باب الحوار والنقاش بين الشباب والمسئولين والمتخصصين حول الأوضاع السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد. كما اتفقا رشوان والشوبكى خلال اللقاء أن الشباب في حاجة إلى التأمل والتفكير في مجريات الأمور التي تقع حولهم مع اقتراب الاحتفال بثورة 25 يناير، مشيرين الى أن الثورة وسيلة لتحقيق النهضة والتقدم للبلاد وتغيير بنية النظام السياسي الحاكم، وإنه لا توجد تجربة ثورية قامت لإسقاط دولة وتفكيك مؤسساتها. وأوضح الدكتور ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية خلال اللقاء الشبابى أن ثورة 25 يناير قد اكتملت من المنظور السياسي وتمكنت من الإطاحة بنظام سياسي بأكمله، لكن الشعب لم يشعر بها واكتفى بمتابعتها عبر وسائل الإعلام المختلفة، مشيرا الى أن الشعور بالثورة لن ينتاب المصريين إلا عندما يشعر كل مواطن بالتأثير الحقيقي لها على أحواله المعيشية وكل ما يدور حوله. وأشار الى أن مصر قطعت شوطا كبيرا في طريقها نحو تحقيق الديمقراطية الحقيقية من خلال نجاح انتخابات مجلس الشعب التي أجريت على ثلاث مراحل مختلفة كأفضل انتخابات حرة شهدتها مصر منذ عام 1924م، و أن هذا يعد نجاحا للثورة على مستوى تحقيق الديمقراطية كجزء من أهدافها، مشددا على ضرورة العمل على تحقيق باقي شعار الثورة بالنسبة للكرامة الإنسانية والحياة المعيشية للمواطن المصري. ومن جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكي عضو مجلس الشعب والباحث السياسي بمركز الاهرام «إننا بحاجة إلى تكريس تجربة جديدة على غرار الدول التي حققت الديمقراطية بشكل حقيقي، تتركز التجربة في ترسيخ مفهوم مؤسسات الخدمة العامة التي تمتلكها الدولة وليس الحزب الحاكم»، متمنيا تعميق هذه الفكرة بصورة كبيرة خلال هذا العام لتجنب سيطرة الحزب الفائز بالأغلبية في البرلمان على مؤسسات الدولة. وقال خلال لقائه مع الشباب أن ذلك يتم من خلال سن تشريعات وقوانين تحكم هذه العملية وتعاون بين كافة السلطات والاجهزة ، مؤكدا على ضرورة إعادة هيكلة بعض مؤسسات الدولة وتطويرها من خلال وضع تصور نستطيع من خلاله تغيير بنيتها الجذرية بما يتناسب وطبيعة المرحلة الجديدة التي تعيشها مصر، مع اشتراك الشباب في عملية التغيير، ووضع النظام السياسي الجديد للدولة. وأعرب الشوبكى عن تفاؤله بشباب مصر بالرغم من التحديات والصعوبات التي تواجهه، متمنيا أن يستطيعوا التغلب علي هذه التحديات من خلال بذل الجهد والعمل والاشتراك في تطوير مؤسسات الدولة لبناء مستقبل الوطن.