تبدو العيون المراقبة عاجزة عن الرؤية والحقيقة واضحة أمامها، فرغم وجود المراقبين العرب على أرض سوريا لا يزال القتل والاعتقال والتعذيب مستمرا على قدم وساق، ولا تزال قوات الأسد تباشر عملياتها مع استمرار وجود العربات المدرعة فى شوارع المدن السورية، حتى بعد إعلان البعثة العربية عن انسحاب المظاهر العسكرية من المدن. أمس سقط عشرات الشهداء من أحرار سوريا معظمهم بدير الزور، وقامت القوات الأسدية باقتحام بلدة «غريبة»، وسط قصف عنيف، ومنعت القادمين من درعا من الدخول إلى دمشق، فى وقت نقلت فيه وكالة الأنباء الكويتية عن رئيس الوزراء القطرى، الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى، قوله إن مراقبى جامعة الدول العربية ارتكبوا «أخطاء» فى سوريا دون ذكر تفاصيل، وذلك عقب اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، قال فيه «هذه هى التجربة الأولى بالنسبة إلينا.. وبلا أدنى شك أستطيع أن أرى أخطاء، بيد أننا ذهبنا إلى هناك لا لوقف القتل ولكن للمراقبة». على الجانب الآخر، ذكرت منظمة «آفاز» الحقوقية، على لسان أحد نشطائها بمدينة حماة قولها حول زيارة المراقبين للمدينة أول من أمس «لم يمكث المراقبون بالمدينة سوى وقت قصير، وكانوا فى حماية قوات الأمن السورية، ورفض رئيس البعثة محمد الدابى التحدث إلينا.. لقد شعرنا بالإذلال». وأضافت «كان الجميع فى صدمة من عدم قيام البعثة العربية بعملها على الإطلاق، بينما مهمتها هى مراقبة الحقيقة». فى السياق ذاته، أعلنت الهيئة العليا للإغاثة السورية، أن مدينة حمص على شفا كارثة إنسانية، حيث تواجه ارتفاعا حادا فى الأسعار، وترديا فى أحوال القطاع الطبى، بينما تعانى 3600 أسرة منكوبة تعرضت منازلها للتدمير. على صعيد النظام السورى، أعلن التليفزيون الرسمى أمس أن السلطات السورية أفرجت عن 552 موقوفا اعتقلوا خلال الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد الأخيرة، ولم تتلطخ أيديهم بالدماء. كان المفتش الأول فى الجهاز المركزى للرقابة المالية، برئاسة الوزراء السورية ومسؤول التفتيش عن وزارة الدفاع، محمود سليمان الحاج حمد، قد أعلن انشقاقه عن النظام السورى والتحاقه بالثورة. وقال فى مؤتمر صحفى عقده بالقاهرة إن النظام أنفق مليارى ليرة سورية على الشبيحة لقتل المتظاهرين، وأضاف أن النظام يتلقى دعما ماليا من العراق وإيران.