( 1) لم يكن تحرشا .. ما رأيته فى الفيديو الذى صور فتاة عارية على جسدها أثار كدمات و جروح تسير عارية وسط افراد امن لم يكن تحرشا .. هو فعل عنف مارسه مجموعة من الشباب تجاه " إحداهن " تجاه كائن من وجهة نظرهم أضعف و اقل مرتبة منهم .. هم يرون الفتاة او السيدة بنى آدم فى الحلقة الوسطى بين الرجال – البنى آدمين الحقيقيين – و الحيوانات .. الذين جردوها من ملابسها لم يكونوا ينوون لمسها او اغتصابها ، هم فقط استمتعوا فى فعل جماعى و بشكل هستيرى فى تعريتها من ملابسها و سحلها على الارض لمجرد كونها فتاة نزلت الى الميدان لترقص حتى يا أخى .. لنفترض انها كانت ترتدى " بادى " مجسم و بنطلونا جينز و بلا حجاب .. هل كان هذا يبرر كل هذا العنف ؟ ( 2 ) أنا أم لطفلة فى الخامسة من عمرها .. ستصير يوما فتاة جميلة على ما أعتقد ، سأحكم قبضتى على يدها كثيرا الفترة القادمة إذا خرجنا سويا. ( 3 ) منذ أربعة أيام أصدر المستشار عدلى منصور قبل ان يترك " الاتحادية " قانونا بتغليظ العقوبات على المتحرش لتصل الى تغريمه خمسين ألف جنية ، الحل ليس فى سن القوانين بل تفعيلها .. فنحن فى مجتمع يعتبر الحديث عن معاكسة أحدهم للزوجة او الأخت فضيحة فمن المؤكد تماما " أنها هى اللى غلطانة " و " إيه اللى نزلها التحرير وسط الزحمة " او طبعا " ابقى البسى واسع يا هانم و إنتى نازلة " دائما ما نكون نحن السبب ، نحن المخطئات جالبات العار للأسرة الكريمة التى هى نفسها الأسرة التى تربى الذكور على أن التحرش له دائما مبرر و ليس مجرم كالسرقة و القتل و النصب ، التحرش فى اوساط الذكور اصحاب السن الصغيرة بتوع المدارس دليل على النضج و التباهى وسط الأقران و الشلة بأنه لمس واحدة او قالها كلمة عيب جرحتها ، التحرش عندنا يعنى بقيت راجل و بتعرف تجرح انثى. ( 4) يستوقنى كثيرا مشهد الفتاة عارية تماما تسير بين الأمن لماذا لم يخلع احدهم قميصه ليستر عريها ؟ ( 5 ) الخوف من الفضيحة هو الذى يلجم لسان السيدات و عدم المطالبة بمعاقبة المتحرش بها .. فهى دائما ما تكبر دماغها او تغير مكانها اذا كانت فى مواصلة فمن سيصدقها ، من سيقف الى جوارها ، كثيرات رفعن اصواتهن و طالبن بمعاقبة الجانى فتأتى النصائح " خلاص المسامح كريم " او ينظرون اليها و يديرون رؤسهم او يطالبنها بالصمت " ربنا أمر بالستر " ستر مين يا كابتن هو انا اللى غلطت ؟ انا ضحية حضرتك. ( 6 ) دراسة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تشيرالى أن أكثر من 90% يتعرضن للتحرش سواء باللمس او اللفظ او النظر و فى كثير من الحالات يتطور الموضوع ليصل الى اغتصاب و تجريد من الملابس كما حدث فى ميدان التحرير أكثر من مرة فى العامين الاخيرين تحديدا 90% فقط ؟ ده ما فيش واحدة أعرفها الا و تم التحرش بيها ! ( 7 ) هو بالتأكيد مجتمع ذكورى ذلك الذى يسب الرجل غيره بعضو فى جسد المرأة .. ما الذى يجعل هذا العضو مدعاة للسب و الإهانة ؟ ما الذى يجعل كل الشتائم تنهال على رأس أم الطرف الاخر لمجرد انها أنثى .. فى الشام يسبون الرجل بأخته على سبيل التغيير عن باقى الدول لكن تبقى الانثى هى دائما فى ثقافتنا نقطة ضعف إذا جاء وقت الإهانة. ( 8 ) أنظر الى مقاطع الفيديو الأخير و أحاول أن أدارى شاشة الكومبيوتر عن عينى ابنتى التى تلعب قريبة منى .. يشد انتباهها الصوت المنبعث .. اكتم الصوت عنها ، أنظر إليها خائفة عليها و أتساءل : يا ترى أما تكبرى كام واحد هيلمسك يا حبيبتى ؟ " يا بنات يا بنات يا بنات .. اللى ما خلفش بنات ربنا رحمه فى البلد دى "