اصمت.. اسكت.. لا تفتح فمك بأى كلام ف«الحيطان ليها ودان»، كلها كلمات تجدها رائجة الاستخدام داخل القارة الإفريقية التى بات القمع أحدث وأبرز الأساليب التى تستخدمها الحكومات لإسكات أى صوت معارض لها. لكن القمع فى أوغندا أخذ منحى آخر، فبعدما فرضت قوات الأمن حصارا على منزل زعيم المعارضة كيزا بيسيجى، ومع إصرار أنصاره على الخروج للتظاهر فى العاصمة كمبالا. مسيرة بالشموع خرجت مساء الأربعاء الماضى فى ضاحية كيريرا، يترأسها زعيم إحدى جماعات المعارضة، ناندالا مفابى، لتأبين 9 أشخاص قتلوا فى الاحتجاجات التى اندلعت فى أبريل الماضى، وأطلق عليها «السير إلى العمل»، وللاحتفال بتبرئة المحكمة لبيسيجى من تهم التآمر، للقيام بانتفاضة على الطريقة المصرية، وإذا بقوات الأمن تطلق عليهم القنابل المسيلة للدموع، ثم دخلت مدافع المياه التى تعود المتظاهرون عليها، ولكنهم فوجئوا بها لا تخرج المياه، بل تخرج صبغة وردية اللون، ليصبغ الجميع باللون الوردى، الذى قد يوحى فى معظم الأحيان بالرومانسية والحب، ولكنه فى تلك المرة كان شاهدا على قمع جديد على الطريقة الإفريقية. الصبغة كانت لمنع حدوث ما هو أسوأ من هذا، ذلك كان التحذير الذى أطلقه المتحدث باسم الشرطة الأوغندية، مشيرا إلى أن تلك التظاهرة لم تكن قانونية، وأن استخدام تلك الصبغة جاء عوضا عن وسائل عنف أخرى، فضلت الشرطة عدم استخدامها.