يبدو أن مسلسل القتل ونزيف الدم من الشهداء والضحايا لم يتوقف عند حد الثمانية عشر شهيدا فى أحداث مجلس الوزراء، بل انضم شهيد جديد إلى القائمة فى أحداث مجلس الوزراء وقصر العينى الدامية، ليضيف جريمة جديدة فى كشف حساب قوات الأمن والمجلس العسكرى الحاكم. الشهيد قناوى محمد أحمد محمد الشهير ب«المصرى»، الذى يبلغ من العمر 27 عاما، وكان يعمل فى محل أكسسوارات حريمى، قبل أن يتجه إلى ميدان التحرير ويشارك الثوار اعتصامهم منذ اندلاع ثورة 25 يناير، مرورا بأحداث «محمد محمود» وصولا إلى أحداث مجلس الوزراء وشارع قصر العينى. نشأت شقيق الشهيد، روى ل«التحرير» تفاصيل استشهاد شقيقه، قائلا إن قناوى نزل إلى الميدان للمشاركة فى الاعتصام، احتجاجا على الأوضاع التى تمر بها البلاد فى يوم 13 ديسمبر، وكان حريصا على الوجود الدائم فى التحرير وسط أصدقائه، وكان يساعد فى إسعاف المصابين والجرحى فى المستشفى الميدانى، وأحيانا كان يقوم بدور اللجان الشعبية فى حماية المستشفيات الميدانية الموجودة بجوار مجمع التحرير. صدمة كبيرة لا تفارق خيال نشأت عندما وقع بصره على جثة أخيه، موضحا بمرارة وصدمة ل«التحرير» «رأيت على وجهه آثار تعذيب أحالت وجهه إلى اللون الأزرق، فضلا عن وجود دم ناشف على رأسه ووجهه من جراء نزيف تعرض له، وتورم بالعينين، وعلامات التشريح كانت واضحة على جسده من فتحات وخيوط بمنتصف الجثة». نشأت أشار إلى أن أحد معاونى ضباط المباحث بقسم شرطة منشأة ناصر، ويدعى أحمد سمير، قال له إن الشهيد لاقى حتفه نتيجة تعرضه لطلق نارى بالرأس، وفور رؤية الشهيد فى المشرحة، توجه نشأت إلى قسم شرطة حلوان، عقب استخراج رقم صادر للجثة من مشرحة زينهم، لتطابق صورة الشهيد مع صورة المجنى عليه الذى تم العثور عليه بقطعة أرض بجوار الكورنيش بمنطقة عرب سلام بالمعصرة، موضحا أنه تعرض للاستجواب هو وزوجته حول حالة المجنى عليه وأسباب الوفاة، لكن نشأت اتهم المجلس العسكرى بضلوعه واشتراكه فى قتل أخيه عمدا، لمشاركته فى أحداث ميدان التحرير ضمن المتظاهرين الذين يصفهم المجلس بالبلطجية، قائلا «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يقتل أبناءنا دون حساب».