إدارة الإفصاح بالبورصة المصرية تلقت خطابا صباح أمس «الخميس» من الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول «موبينيل»، تفيد بأنها لم تتلق أى عروض من رجل الأعمال نجيب ساويرس لبيع حصته ل«فرانس تليكوم» الشريك الثانى فى موبينيل، حيث قالت الشركة فى نص بيانها المرسل إلى إدارة الإفصاح «(موبينيل) لم يرد إليها أى إخطار من قبل رجل الأعمال نجيب ساويرس، حول نيته بيع حصته بالشركة لصالح شركة فرانس تليكوم بسعر 160 جنيها للسهم». وكانت أسهم «موبينيل» و«أوراسكوم تليكوم» قد شهدت ارتفاعا قويا خلال تعاملات أول من أمس، إثر شائعة انتشرت فى سوق الأوراق المالية، تفيد بيع حصة نجيب ساويرس فى «موبينيل» ل«فرانس تليكوم»، حيث تصدرت أسهم «الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول- موبينيل» قائمة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث قيم التداولات، حيث بلغت 48.04 مليون جنيه بتداول 486.516 ألف سهم، من خلال 1028 عملية منفذة. من الجدير بالذكر أن رأسمال «موبينيل» يبلغ نحو مليار جنيه، موزعا على 100 مليون سهم، بقيمة اسمية قدرها 10 جنيهات للسهم، وتملك شركة فرانس تليكوم حصة 37%، فيما تملك «أوراسكوم» بشكل مباشر وغير مباشر نحو 36%، والبقية موزعة بين أفراد ومؤسسات ونسب تداول حر بالبورصة المصرية. التعليق: متخصص: المضاربات تنعش البورصة فى فترات الركود.. وعلى المستثمرين الحرص الشديد محسن عادل المحلل المالى: السوق المصرية عادة ما تحظى بمثل هذه الشائعات فى فترات الركود. «موبينيل» كانت مستهدفة بهذه الشائعات، نتيجة انخفاض أسهمها، على خلفية أن الشركة تأثرت بشدة من جراء حملة مقاطعة خدماتها، بسبب أزمة رسوم ميكى ماوس الشهيرة، حيث ألغى بعض العملاء اشتراكاتهم فى «موبينيل»، مما كبد سهم «موبينيل» خسائر بأكثر من 30% منذ بدء حملة المقاطعة. فى كل الأحوال على المستثمرين فى السوق عدم الانسياق وراء الشائعات التى يرددها بعض المضاربين، مع ضرورة قراءة الأخبار المتعلقة بالشركات قراءة جيدة، حتى لا يتسبب تسرعهم وانسياقهم فى خسارة أموالهم، وعلى المستثمرين دوما الرجوع إلى الإفصاحات المتعلقة بالشراكة بين «أوراسكوم تليكوم» و«فرانس تليكوم»، والاتفاق المبرم بين بعض مساهمى «موبينيل» والشركة الفرنسية فى هذا الشأن. التحليل: الشائعات تنقذ «موبينيل» من أزمة «ميكى ماوس».. وخلل نظام الإفصاح يهدد بثلاثاء أسود جديد شائعة بيع ساويرس حصته فى «موبينيل» أتت بنتيجة إيجابية نسبية مؤقتة، حيث أسهمت أسهم «موبينيل» و«أوراسكوم للإنشاء والصناعة» فى صعود المؤشر الرئيسى للبورصة، بعد تراجع وتذبذب دام لأكثر من أسبوعين، بسبب تبعات أزمة الديون الأمريكية والأزمات المالية فى بعض الدول الأوروبية، ولكن ليس هذا هو المهم، المهم هو أن تبحث إدارة البورصة المصرية فى من وراء إطلاق هذه الشائعة، فحتما هناك «ماركت ميكرز» -صناع السوق- يروجون هذه الشائعات، ليربحوا من خلال مضارباتهم فى البورصة، وهو الأمر الذى يؤدى تكراره إلى انهيار قوى فى سوق المال، كما حدث فى الثلاثاء الأسود لعام 2006، الذى لعبت الشائعات والحرب المعلوماتية للشركات المقيدة بالبورصة، وتحديدا شركات الأسهم القيادية، إلى انهيار البورصة فى عام 2006. الشائعة التى انتشرت بسرعة البرق، ورفعت معدلات الشراء على أسهم شركات نجيب ساويرس طرقة قوية جدا على باب إدارة الإفصاح. طرقة توحى بما يعانيه نظام الإفصاح بالبورصة المصرية من خلل، سمح لشائعة مثل هذه أن تتلاعب بالمستثمرين، وترفع سهم «موبينيل» بنحو 7% فى جلسة واحدة، بعد انخفاض وصل لأدنى مستوياته منذ 2004، بسبب حملة مقاطعة «موبينيل» التى دعا إليها الإسلاميون، ردا على رسوم ساويرس.