عام 2011 الذي أوشك على الرحيل .. ليس ككل الأعوام حيث كان بإمكان الباحث أن يجمع إحصائيات دقيقة عن عدد الجرائم التي ارتكبت فيه عبر سجلات وزارة الداخلية بالإسكندرية لان هذا العام شهد العديد من الأحداث المتلاحقة التي طالت مباني الوزارة وسجلاتها ومعداتها ، عام 2011 ممتلئ بالإحداث منذ أول ساعة فيه حيث كانت بدايته بإنفجار كنيسه القديسين بعد أيام من أنهيار مصنع محرم بك ، ثم يمر العام بأحداث متلاحقة مع بدء ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي شهدت إحراق مبني محافظة الإسكندرية التاريخي وإحراق 15 قسم شرطة ومبني مديرية أمن الإسكندرية القديمة. وبدأ العام بحادث تفجيرات كنيسة القديسين بسيدي بشر والذي راح ضحاياه 21 شخصا ، بالاضافة إلي إصابة 79 اخرين وحتي الان لم تتوصل جهات التحقيق إلي مرتكبي الحادث ، الذي دفع عددا من ضباط جهاز أمن الدولة المنحل بإحتجاز مجموعة من الشباب للتحقيق معهم بلا نتيجة وكان أحدهم السيد بلال الذي كان في العقد الثالث من عمرة وقام مجموعة من أفراد الجهاز بإصطحابه لمكتب أمن الدولة باللبان للتحقيق معه ثم أعلن عن وفاته . وأستمرت النيابه العامة في التحقيق في تلك القضية علي مدي أشهر حتي قررت إحالة 4 متهمين للمحاكمة هم ،« محمد عبد الرحمن شيمي سليمان وشهرته علاء زيدان «محبوس»، وحسام إبراهيم محمد رضا الشناوي «هارب» وأسامة محمود عبد المنعم الكنيسي «هارب» و أحمد مصطفي كامل ، و شهرته أدهم البدري ومحمود عبد العليم محمود علي «هارب» »، وذلك بعد إتهامهم بقتل بلال عمدا إثر قيامهم بضربه وإحتجازة علي ذمة قضية تفجيرات القديسين بدون إذن النيابة. وجاء يوم الخامس والعشرين من يناير لتشهد الاسكندرية مسيرات حاشدة تجوب المدينة علي مدي نحو 6 ساعات انتهت في منطقة سيدي جابر حيث حاصرت قوات الأمن المتظاهرين وحاولت فضهم بالقوة مما أسفر عن إصابة العشرات منهم . وفي يوم الثامن والعشرين من يناير الذي أطلق عليه المتظاهرون «جمعة الغضب» سقط 78 شهيد في الإسكندرية ، فضلا عن ضابط من الأمن المركزي ، فيما تم إضرام النيران في 15 قسم شرطة من أصل 17 قسم بالمحافظة ، فضلا عن إحراق كل إدارات المرور ومبني مديرية أمن الإسكندرية القديمة بمنطقة اللبان ، والعشرات من سيارات الشرطة ومعداته. كما احترق في جمعة الغضب أيضا مبني ديوان عام محافظة الإسكندرية التاريخي والذي إنهار إثر تعرضة للاشتعال لمدة طويلة في غياب من سيارات الأطفاء ، وعددا من مباني الأحياء ، فضلا عن مقر الحزب الوطني المنحل بمنطقة سموحة والذي قام المحتجون بإختراقة وإضرام النياران فيه . وعقب ذلك قام المتظاهرون بإقتحام مقر مباحث أمن الدولة بشارع الفراعنه وسط المدنية ،ثم تسليم المبني ومحتوياته للقوات المسلحة .. وأدى كل ذلك الى اصابة جهاز الشرطة بالإسكندرية بإرتباك بعد هذا التدمير . و يعد عام 2011 هو الانشط للنيابه العامة بالإسكندرية حيث إتخذت فية العديد من القرارات الحاسمة في قضايا كبيرة علي رأسها ، إحلالة مدير أمن الإسكندرية السابق اللواء محمد إبراهيم ومدير قطاع الأمن المركزي اللواء عادل اللقاني و4 ضباط أخرين للمحامة بتهمة قتل المتظاهرين ، ثم إحالة اربعة من ضباط جهاز أمن الدولة المنحل بتهمة قتل السيد بلال ، ثم طعن النيابه العامة في الحكم الصادر بقضية خالد سعيد ومازال أمام النيابة العامة العديد من الملفات التي تحتاج إلي حسم علي رأسها متابعة ملف كنيسة القديسين والذي لم يتم حسمة حتي الأن .. وقامت النيابه العامة بالإسكندرية أمس بمداهمة مقر المركز الوطني الأمريكي الديمقراطي وإرسال ما تم ضبطه من محتويات الى قاضي التحقيقات في القاهرة لمتابعة قضية التمويل غير المشروع لبعض الجمعيات الأهلية في مصر .