روسيا تتهم الاتحاد الأوروبي بإغماض العين عن مظاهر النازية في أوكرانيا في الوقت الذي تعد فيه سلطات كييف للانتخابات الرئاسية المبكرة الأحد المقبل، وعلى خلفية التهديدات الغربيةلروسيا، أعلنت "جمهورية لوجانسك الشعبية" بشرق أوكرانيا فرض الأحكام العرفية والتعبئة العامة لجميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما. وذكر مصدر أمني في مقاطعة لوجانسك أن الاشتباكات متواصلة منذ صباح الخميس بغرب المقاطعة بين الحرس الوطني الأوكراني وجيش جنوب الشرق، مشيرا إلى سقوط جرحى في صفوف قوات الأمن الأوكرانية. من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية عن مقتل عسكري وإصابة اثنين آخرين بجروح نتيجة هجوم شنه مسلحون على قافلة من السيارات والعسكرية غرب مقاطعة لوجانسك الليلة الماضية. وأوضحت الوزارة أن القوات النظامية كانت تقوم بإعادة انتشارها في المنطقة. وبدوره أكد رئيس "جمهورية لوجانسك الشعبية" فاليري بولوتوف سقوط قتلى في صفوف القوات الأوكرانية وجرحى بين عناصر قوات الدفاع الشعبي، مشيرا إلى أن قوات الدفاع الشعبي فجّرت جسورا غرب مقاطعة لوجانسك. كما أفادت هيئة حرس الحدود الأوكرانية بأن 6 من حرس الحدود جرحوا في اشتباك قرب نقطة تفتيش شرق مقاطعة لوجانسك. وفي مقاطعة دونيتسك قتل 8 من العسكريين الأوكرانيين وأصيب نحو 20 آخرين بجروح بعد هجوم باستخدام راجمات وهاون وأسلحة خفيفة تعرض له أحد حواجز الجيش الأوكراني. وأكد مصدر في قوات الدفاع الشعبي أن عناصر قواته لم تصب خلال المعركة. وفي سلافيانسك أفادت قوات الدفاع الشعبي بأن الجيش الأوكراني قصف المدينة ليلة الأربعاء، دون أن ترد معطيات حول وقوع أية خسائر بشرية. من جهة أخرى أوقفت سلطات كييف عشية الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 25 مايو الحالي عمل شركة "مولتي ميديا إنفيست جروب" الإعلامية الضخمة. وأوضح مصدر في الشركة أنه تم تجميد الحسابات التابعة لإحدى الشركات واستولى مسلحون ملثمون على صحيفة "فيستي"، مضيفا بأن هذا التصرف يمثل ضغطا سياسيا على وسائل الإعلام التي تغطي الأحداث في البلاد بشكل موضوعي وتنشر مواد تنتقد السلطة الحالية. وهذه التصرفات تضع العملية الديمقراطية موضع الشك خاصة. وأشار المصدر إلى أن التصرف حيال "مولتي ميديا انفيست غروب" يهدد عمل صحف أوكرانية أخرى مثل "فيستي ريبورتيور" وقناة "UBR" و"راديو فيستي". وقالت مصادر إعلامية إن الموقع الاخباري الأوكراني "فيستي" كشف مؤخرا عن أن الشباب المدعو إلى شُعب التجنيد غربي البلاد للخدمة في صفوف القوات المسلحة يدفعون رشاوى لعدم إرسالهم إلى منطقة دونباس شرق أوكرانيا. وأكد الموقع أن قيمة الرشوة تعادل 500 دولار. من جانبها نفت شعب التجنيد هذه المعلومات، رغم أن هيئات الأمن تحدثت عن أن حالات الرشوة كثرت في الآونة الأخيرة. يذكر أن الرئيس الأوكراني المعين من قبل البرلمان ألكسندر تورتشينوف وقع على مرسوم بداية شهر مايو للتعبئة العسكرية في البلاد. وفي تصريحات جديدة للخارجية الروسية، بعد أن ظهرت فرص لإرساء الحوار بين سلطات كييف وقيادات الأقاليم التي أعلنت استقلالها عن أوكرانيا، ذكرت الوزارة أن سلطات كييف لم توقف عمليتها القمعية ضد شعبها، بل كثفتها، إذ تتعرض مدن وبلدات في شرق البلاد لعمليات قصف منتظمة، بما فيها القصف بالأسلحة الثقيلة. وأشار المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في إلى تعرض عدد من المناطق في محيط مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك لعمليات قصف بقذائف الهاون، أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. واعتبرت الخارجية الروسية مجددا أنه من الصعب تصور إجراء عملية انتخابية في دولة تجري عمليات قمعية ضد جزء من الأقاليم، وتدعو في الوقت نفسه المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات لاختيار رئيس جديد. كما اعتبرت الخارجية الروسية أن سلطات كييف مازالت غير مستعدة أو غير راغبة في تنفيذ اتفاقية جنيف وخريطة الطريق التي اقترحتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسوية الأزمة الأوكرانية. وكانت أوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد توصلت 17 أبريل الماضي الى اتفاقية لتسوية الوضع في أوكرانيا، حيث تستمر المواجهة المسلحة بين الجيش والمحتجين المطالبين بفدرلة البلاد. وتنص الاتفاقية على إنهاء أعمال العنف ونزع السلاح عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية. وعلى الرغم من عقد الاتفاق واصلت كييف حملتها العسكرية ضد أنصار الفيدرالية في جنوب شرق البلاد. بدوره طرح رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركهالتر خريطة طريق تنص على بدء حوار وطني شامل. وتساعد المنظمة في إجراء "الطاولات المستديرة" التي تنظمها كييف لإقامة حوار مع مختلف مكونات المجتمع. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد رحب بالاتصالات الأولى بين سلطات كييف وممثلي جنوب شرق وكرانيا. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن سلسلة الأحداث التي شهدتها أوكرانيا في الآونة الأخيرة لم تؤد الى تحول جدي للوضع في البلاد. من جانبه اعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن الاتحاد يرى مظاهر النازية في أوكرانيا، لكنه يلازم الصمت، بعد أن حشر نفسه في الزاوية بتأييده لسلطات كييف، على الرغم من أنه كان يدرك جيدا من هم هؤلاء الناس وما هي آراء زعمائهم. وأشار تشيجوف إلى أن البرلمان الأوروبي دعا في قراره الذي جاء بعد دخول الحزب القومي المتشدد للبرلمان الأوكراني، جميع الأحزاب السياسية الأخرى في أوكرانيا إلى عدم التعامل معه، ولكن الاتحاد اتلأوروبي هو الذي يتعامل رسميا مع هذا الحزب في الوقت الراهن. وذكر تشيجوف أنه حتى حركة "القطاع الأيمن" الأوكرانية المتطرفة تحولت مؤخرا الى حزب سياسي ويخوض زعيمها الانتخابات الرئاسية القادمة، ويهدد في الوقت نفسه بشن هجمات تخريبية وحرب عصابات ليس في شرق أوكرانيا فحسب، بل وفي الأراضي الروسية. وشدد تشيجوف على استحالة تحقيق تسوية سياسية بأوكرانيا دون أن يشارك فيها معارضو نظام كييف. وأعرب عن قلقه من موقف الغرب الذي يخشى من احتمال فشل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في 25 مايو الجاري، ويحاول مسبقا تحميل روسيا مسؤولية ذلك. على صعيد متصل وجه المفوض الروسي لشؤون الأطفال بافيل أستاخوف رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يعرب فيها عن قلقه من الانتهاكات التي ترتكبها سلطات كييف بحق الأطفال في مناطق النزاع المسلح. وقرر أستاخوف توجيه الرسالة هذه بسبب تقديم عدد كبير من الشكاوى المتعلقة بانتهاكات حقوق أطفال، بينهم مواطنون أوكرانيون وروس في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك جنوب شرق أوكرانيا، حيث يجري الجيش الأوكراني عملية عسكرية ضد المحتجين المطالبين بفدرلة البلاد. وأشار المفوض الروسي إلى أن السلطات الأوكرانية لا تتخذ أية خطوات لإجلاء الأطفال من مناطق النزاع المسلح ولتسهيل لم شمل العائلات التي فرقتها العمليات القتالية. كما تتضمن رسالة أستاخوف وقائع بشأن معاناة السكان المسالمين نتيجة النزاع في أوكرانيا ومقتل عائلات بكاملها عندما كانت تحاول الخروج من مناطق تجري فيها عمليات قتالية.