فى واقعة أثارت كثيرًا من الجدل استضافت قناة الأهلى العامرى فاروق فى حوار مطول مدته أربع ساعات تقريبًا تمت إذاعته على جزئين فى يومين متتاليين. أسباب اللغط لا علاقة لها بشخصية الضيف -الذى كان وزيرًا للرياضة فى عهد الإخوان وقبلها كان عضوًا فى مجلس إدارة النادى لمدة 12 عامًا- بل كانت: كيف تفرد القناة مساحة إعلامية بهذا الحجم لشخص لا يتولى أى منصب حالى فى الدولة أو النادى؟ هل هناك حاجة ملحة أو موضوع حيوى يستدعى وجوده على الشاشة كل هذا الوقت؟ الحقيقة أن السبب الوحيد هو تسديد فاتورة انتخابية باعتباره سببًا رئيسيًّا فى نجاح قائمة محمود طاهر بالكامل ومن ضمنها شقيق العامرى، ولذلك قررت الإدارة رد الجميل بالسماح له بتلميع نفسه إعلاميًّا -يمكن يعينوه وزير تانى- مع تصديع دماغنا إحنا! لم يفت الرجل الفرصة وأطلق للسانه وخياله العنان، متحدثًا عن إنجازاته الباهرة فى أثناء توليه المسؤولية -التى دامت سبعة أشهر فقط- حتى شعرنا أنه الوزير النجم اللى لا قبله ولا بعده! تباهى أيضًا بدوره فى إدارة الانتخابات وتطرق إلى أمور كثيرة داخل الأهلى بأسلوب العارف الخبير الذى جعلنا نشك أنه الحاكم الفعلى والمحرك الأول لكل الأحداث! العامرى تجاوز حدوده وفقد مصداقيته أمام الجماهير الحمراء عندما تعرض بالنقد غير اللائق إلى النجم محمود الخطيب، واتهمه بأنه يهرب من المواجهات ولا يتبنى مواقف محددة، كما ألمح إلى أنه كان أحد الرافضين لتوليه منصب المشرف العام على شؤون كرة القدم فى المرحلة الحالية. لا أفهم كيف لا يزن وزير سابق -المفترض أنه يتمتع بحنكة سياسية- تصريحاته وكلماته التى ستفتح عليه النار من كل اتجاه! ألا يعلم من هو محمود الخطيب وما مدى تعلق الأهلاوية بشخصه وتاريخه وإنجازاته؟ هل حقق العامرى لناديه ربع أو خمس أو عشر ما حققه الخطيب على المستويين الرياضى والإدارى؟ إذا كان يأخذ عليه عدم القدرة على اتخاذ مواقف حاسمة، فهل العامرى يثبت على مبدأ؟ أعلم أن النجم الكبير يرفض تمامًا تولى أى مسؤوليات فى الوقت الراهن، وقد أخبرنى شخصيًّا قبل الانتخابات بفترة طويلة أنه قرر الحصول على راحة طويلة بعد انتهائها من أجل التفرغ للعناية بصحته والاستمتاع بحياته الخاصة وسط أسرته وأحفاده. الجميع يعلم أنه لم يسع إلى مناصب طوال حياته، بل كانت هى التى كانت تسعى إليه للاستفادة من شهرته ونجوميته! لو كان يريد أن يصبح وزيرًا منذ زمن طويل لتحقق ذلك بكل بساطة وبترحيب من الكل.. الخطيب ليس فى حاجة إلى منصب، بل هو فى حد ذاته.. منصب! كى يدرك العامرى حجم شعبيته الحقيقية مقارنة بمن يتحدث عنه، أدعوه إلى الدخول أمامه فى انتخابات على أى مستوى أو حتى مجرد الوجود معه فى مكان واحد، سيرى وقتها كيف سيتجه الجميع نحو النجم الأسطورى ويمنحونه ثقتهم وحبهم، أما العامرى نفسه فمعظم الناس لن تتعرف عليه من الأساس!