نائب وزير الدفاع الروسي يدعو الناتو والبنتاجون إلى عدم خداع المجتمع الدولي والخارجية تصفهما بالعميان أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء ردود فعل كييف على نتائج لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركهالتر الذي جرى في موسكو الأربعاء 7 مايو الحالي. وذكر بيان للخارجية الروسية، عقب اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والألماني فالتر شتاينماير أن لافروف أشار إلى أن الدعوة إلى تأجيل الاستفتاء التي أطلقها الرئيس بوتين لأنصار فدرلة أوكرانيا في جنوب شرق البلاد تخلق فرصا سانحة لبدء حوار جدي بين الأطراف الأوكرانية في ضوء "خريطة الطريق" التي اقترحتها الرئاسة السويسرية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحل الأزمة الأوكرانية الداخلية. وشددت الوزارة أن إطلاق مثل هذا الحوار مرهون بالوقف الفوري لاستخدام القوة من جانب الجيش النظامي الاوكراني، إضافة إلى اتخاذ خطوات عملية بهدف نزع سلاح القوات والتشكيلات غير الشرعية. وشددت الوزارة على أنه في هذه الأثناء من المثير للقلق تشكيك سلطة كييف في نتائج لقاء رئيسي روسيا وسويسرا في موسكو المتعلقة بجهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الرامية إلى إطلاق حوار شامل. وأضافت أن لافروف وشتاينماير بحثا ما يجب اتخاذه من الخطوات من أجل منع إفشال مبادرة الرئاسة السويسرية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. هذا وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا أن روسيا ليست غير مبالية بمصير أوكرانيا، مؤكدا في الوقت ذاته على استعداد موسكو احترام الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى موسكو. وقال بوتين خلال لقائه مع رؤساء أرمينياوبيلاروسيا وقرغيزيا وطاجيكستان في الكرملين الخميس لقد تم تحديد خطوات محددة لتفعيل جهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بهدف تهدئة التوتر في أوكرانيا. وأكد أن هذا الأمر يجب أن يتم في سياق بدء حوار مباشر بين السلطات في كييف وممثلي المقاطعات في جنوب شرق البلاد. وأأعرب بوتين في هذا السياق تحديدا عن القلق إزاء تنامي خطر العنصرية في أوروبا، مشيرا إلى الأحداث التي تجري في الآونة الأخيرة بأوكرانيا. وقال إن "العنصرية ترفع رأسها من جديد في أوروبا، وهي نفس العنصرية التي أدت إلى ظهور الأيديولوجية النازية". ومن جانبه أكد دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي أن الكرملين سيقوم بإعادة تقييم الأوضاع في أوكرانيا في ظل قرار أنصار فدرلة البلاد عدم تأجيل الاستفتاء في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك. وقال بيسكوف إن هناك معطيات جديدة. يجب تحليلها، موضحا أن موسكو حصلت عبر القنوات الدبلوماسية على نسخة من "خريطة الطريق" التي أعدتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسوية الأزمة في أوكرانيا، ولكنها تحتاج إلى وقت لدراستها بسرعة. وردا على تصريحات كييف بأنها ستواصل عملياتها التأديبية في جنوب وشرق أوكرانيا بصرف النظر عن تأجيل الاستفتاء، أعلن مجلس "جمهورية دونيتسك الشعبية" عدم تأجيل الاستفتاء المقرر في 11 مايو الحالي حول مصير المنطقة. وبالتالي لم يستجب المجلس لطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا المحتجين إلى تأجيل الاستفتاء من أجل دعم الحوار الوطني في البلاد. ومن جهة التصعيد العسكري، أكد نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف أن روسيا سحبت قواتها من المناطق الحدودية مع أوكرانيا وصولا إلى الوحدات من المستوى التكتيكي، التي كانت تنفذ مهام تدريبية في ميادين الرمي، في حين قامت القوات المسلحة الأوكرانية بنشر15 ألف جندي بالقرب من الحدود مع روسيا. وأشار أنطونوف إلى أن الناتو وخاصة الأمريكيين لم يدعموا تصريحاتهم بأي أدلة حول وضع القوات الروسية، موضحا أنه في المقابل قامت كييف بنشر 15 ألف جندي بالقرب من الحدود، وتم تجديد الاستدعاء للخدمة العسكرية، وفي الوقت ذاته تتم زيادة الوحدات التابعة للناتو في أوروبا الشرقية". وشدد نائب وزير الدفاع الروسي على أن هذه التصرفات، في ظل الأزمة الأوكرانية، لا تساعد على أقل حد من تهدئة التوتر في أوكرانيا. ودعا المسؤولين في الناتو والبنتاجون للابتعاد عن التصرفات المتعالية وخداع المجتمع الدولي إزاء الوضع الحقيقي على الحدود الروسية - الأوكرانية. ومن جانبها، أبدت وزارة الخارجية الروسية استغرابها من تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن الذي أعلن أن الحلف لم يلاحظ أية إشارة تتعلق بتغيير موقف القوات العسكرية الروسية على طول الحدود الأوكرانية. وذكرت الوزارة على صفحتها في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي الخميس: "ندعو العميان الى الإطلاع على تصريحات الرئيس الروسي في 7 مايو". وكان الرئيس الروسي قد أعلن مساء الأربعاء في مؤتمر صحفي بموسكو عن عودة الجيش الروسي الى مواقعه بعد انتهاء المناورات الدورية مضيفا: "كانوا يقولون لنا دائما إنهم قلقون من قواتنا المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا. وقمنا بسحبها وهي الآن ليست قرب الحدود الأوكرانية بل في المناطق التي تجري فيها تدريباتها الدورية". لكن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية أعلنوا إنهم لا يرون دلائل على صحة ما أعلنه بوتين عن سحب القوات الروسية من المناطق المحاذية للحدود مع أوكرانيا. من جهة أخرى تابع بوتين الخميس برفقة زعماء دول رابطة الدول المستقلة، (رؤساء أرمينياوبيلاروسيا وقرغيزيا وطاجيكستان)، تدريبات القوات الخاصة لصد هجوم نووي وتوجيه ضربة جوابية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي- الفضائي نجحت خلال التدريب في صد ضربة صاروخية نووية افتراضية. وتم إطلاق 3 صواريخ باليستية استراتيجية في إطار التدريبات. وأظهرت تدريبات الأفراد والوحدات تدمير حشود القوات البرية وصد الضربات المعادية باستخدام الصواريخ والطائرات. وكذلك توجيه ضربات نووية جوابية باستخدام قوات الردع النووي وصد ضربة نووية من قبل منظومة الدرع الصاروخية لمدينة موسكو. وأكدت وزارة الدفاع أنه تم خلال التدريبات إطلاق صاروخ "توبول 12 أم " الباليستي العابر للقارات الذي دمر هدفا افتراضيا في ميدان "كورا" التدريبي في شبه جزيرة كامتشاتكا بدقة فائقة. وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن هذه التدريبات مبرمجة مسبقا، وليست لها علاقة بالتطورات الأخيرة في أوكرانيا.