صرح الدكتور محمد الشرنوبي، أمين المجمع العلمي المصري، باتخاذ بيت السناري مقرا مؤقتا للمجمع لحين الانتهاء من ترميمه وتجديده، حيث سيتم استئناف الفعاليات الثقافية والندوات العلمية المقررة للمجمع في فبراير المقبل، على أن يتم تلقي كل المنح الخاصة للمجمع من الكتب والتبرعات من مختلف الجهات بالمقر المؤقت، ببيت السناري، فيما يقوم المسؤولون عن المجمع بإدارة شؤونه وتسيير أعماله بمبنى الجمعية الجغرافية، الواقع في محيط مجلسي الشعب والشورى، والمجاور لمبنى المجمع المحترق. وقال الشرنوبي إنه سيقوم بمخاطبة الجهات والمؤسسات العلمية والفنية، ومنها هيئة المساحة العامة، وهيئة المساحة العسكرية، إضافة إلى الجمعيات العلمية والأدبية التي تصدر الدوريات العلمية المحكمة، لتزويد المجمع بالكتب والوثائق والخرائط التي تم فقد وتلف الكثير منها في الحريق. وأضاف أمين المجمع، في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد ظهر اليوم، الاثنين، ببيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية بالسيدة زينب، أنه قد تم تخصيص رقم حساب خاص لتلقي كل التبرعات من الراغبين، داخل مصر وخارجها، للمساهمة في ترميم المجمع وتزويده بالمقتنيات والمحتويات العلمية. ونفى الشرنوبي، في بيان رسمي صادر عن المجلس وأعضائه، أن يكون أيا من ثوار مصر من الشباب له يد في الحريق الذي تعرض له المجمع، وأكد مطالبته النائب العام بسرعة الكشف عن المتسببين في هذه الكارثة، وإعلان نتائج التحقيقات على الرأي العام المصري والعالمي، واصفا الكارثة بأنها “أصابت قلب العلماء في مصر وخارجها في مقتل”، حسرة على المجمع المحترق ومقتنياته التي لا تقدر بثمن. وكشف أمين المجمع العلمي، عن العثور على ثمانية أجزاء كاملة من كتاب «وصف مصر» بصورة سليمة ولم يصبها أي سوء جراء الحريق، وهو ما يمثل بارقة أمل كبيرة، في العثور على بقية الأجزاء ال 24؛ خصوصا وأنها جميعها كانت مرصوصة في مكان واحد، مما يشي باحتمالية عدم حرقها أو إصابتها بالتلف. وأوضح الشرنوبي أن الأجزاء الناجية من الحريق من كتاب وصف مصر، هي من الطبعة الثانية للكتاب، المكونة من 24 مجلدا، وأن الطبعة الأولى من الكتاب، والصادرة في 20 مجلدا وتحمل إهداء للإمبراطور نابليون، توجد منها حوالي 11 نسخة تقريبا بمصر، كما أكد على توافر نسخ إلكترونية من وصف مصر، منها نسخة المجمع، وهي مرفوعة ومتاحة للجميع على الموقع الإلكتروني لمكتبة الإسكندرية، مشيرا أيضا إلى وجود نسخة إلكترونية من جميع الكتب التي كانت بالمجمع. وأكد الشرنوبي أن إعادة بناء المجمع وتنكيسه جارية بالتعاون مع القوات المسلحة، وأن الاتصالات لجمع المقتنيات التي فقدت جارية على قدم وساق مع جهات دولة ومحلية، كما أكد وقوع أعمال سرقة لمقتنيات المجمع، وتم إبلاغ الإنتربول بها، وقال إن جميع كتب المعهد مختومة بختمه. وأعلن الشرنوبي عن الكتب التي تم إنقاها حتى ليلة أمس تم وضعها في 20 سيارة نصف نقل إلى دار الكتب، وأوضح أن معظم الكتب كانت مهترئة تماماً أو محروقة أو نصف محروقة وبعضها كان سليماً ونسبتها لا تتعدى ربع عدد السيارات التي قامت بالنقل، وأشار إلى أن تقدير عدد الكتب التي تم إنقاذها من الحريق غير ممكن الآن، حيث لا تزال توجد كميات كبيرة من الكتب تحت الأنقاض التي بلغ ارتفاعها 20 متراً بفعل سقوط سقف المجمع العلمي.