موسكو- أشرف الصباغ في تطور خطير للأوضاع حول أوكرانيا، وفي إطار تحركات قوات حلف الناتو تجاه الحدود الروسية، أعلنت وزارة الدفاع الرومانية عن تحريك قطع عسكرية نحو الحدود الشرقية عبر العاصمة بوخاريست باتجاه مدينة كونستانتسا الواقعة على البحر الأسود حيث وصل قطار عسكري محمل بأسلحة الدفاع الجوي والشاحنات ومنظومات إطلاق صواريخ (أرض – جو). وأوضحت الوزارة أن هذه الأسلحة ضرورية لإجراء المناورات العسكرية بالاشتراك مع القوات الأمريكية والمقاتلات من طراز (إف – 16). وفي وقت سابق كان وزير الدفاع الروماني ميرتشا دوشا قد صرح بأن المناورات ستجري وفق خطة الشراكة الاستراتيجية بين رومانياوالولاياتالمتحدة. وكانت كل من لاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وإستونيا قد طلبت من الناتو والولاياتالمتحدة تعزيز الحضور العسكري على أراضيها على خلفية الأزمة الأوكرانية. ومنذ بدء هذه الأزمة بدأت طائرات الاستطلاع المتمركزة في قاعدة الناتو بألمانيا القيام بتحليقات يومية فوق جنوبرومانيا لإجراء استطلاع تجسسي لجنوبأوكرانيا ومولدافيا والقرم. وفي بداية العام نقل حلف الناتو رسميا المهمات العسكرية لمركز النقل التابع للبنتاجون في قاعدة "ماناس" القيرغيزية التي غادرتها القوات الأمريكية مؤخرا إلى القاعدة الجوية الرومانية "ميخائيل كوجيلنيتشانو" قرب كونستانتسا حيث ستساهم بنقل الشحن والعسكريين في إطار العمليات العسكرية في أفغانستان. وفي سياق متصل نفَّذ الرئيس الروماني ترايان بيسيسكو طلب واشنطن زيادة عدد قوات المارينز الأمريكية في هذه القاعدة من 1000 إلى 1600 شخص. كما طلبت السلطات الرومانية من واشنطن نشر سرب مقاتلات أمريكية على الأراضي الرومانية حتى عام 2017. هذا وتثير خطط تعزيز الحضور الأمريكي العسكري في رومانيا النقد من قبل السياسيين والمجتمع، اذ اعرب مستشار رئيس الوزراء الروماني إيونيل بلينكوليكسو عن تخوفه من أن تجعل الولاياتالمتحدة من رومانيا "هدفا رائعا" في حال حصول تصعيد عسكري في المنطقة. من جهة أخرى، يعتبر بعض المحللين الرومانيين أن على البلاد الاستعداد لإدخال قوات إلى مقاطعتي أوديسا وتشيرنوفيتسك الأوكرانيتين "عندما تصبح الدولة الأوكرانية غير قادرة على الحفاظ على النظام العام في هذه المناطق التي تسكنها أيضا أقلية رومانية". وعلى صعيد ما يتردد من تهديدات أمريكية بفرض المزيد من العقوبات على روسيا، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصدر في الاتحاد الأوروبي أن العقوبات التجارية والاقتصادية التي يزمع الاتحاد فرضها على روسيا غير ممكنة في الظروف الحالية. وأكد المصدر أنه لا يوجد أي إجماع بين دول الاتحاد الأوروبي على الإجراءات الاقتصادية ضد روسيا. وكذلك بالنسبة للجدوى أو الفائدة من هذه الاجراءات. وشدد المصدر الأوروبي على أن الدول الأعضاء في الاتحاد يمكنها اتخاذ مثل هذه الإجراءات فقط في حالة قيام القوات العسكرية الروسية بغزو أراضي شرق أوكرانيا أو في حالة الحصول على دليل قاطع يثبت قيام هذه القوات بأعمال على أراضي أوكرانيا. وأشار الدبلوماسي الأوروبي إلى أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا لحد الآن والمتعلقة بوجودها العسكري داخل الأراضي الأوكرانية تستند إلى "معلومات غير مؤكدة". وأوضح أن مفوضية الشؤون الخارجية الأوروبية برئاسة كاثرين آشتون تدرس حاليا الاجراءات الاقتصادية التي يمكنها أن تؤثر على روسيا ولا تعود، في الوقت نفسه، بالضرر على دول الاتحاد الاوروبي. وعلى الصعيد الميداني في الداخل الأوكراني، أكدت هيئة الأمن الأوكرانية أن ثلاثة من ضباطها اعتُقلوا قرب مدينة جورلوفكا بمقاطعة دونيتسك التي ترفض الاعتراف بالسطات الجديدة في كييف. وأضافت الهيئة أن مجموعة من ضباط الأمن الأوكراني توجهت إلى هذه المنطقة لإلقاء القبض على مشتبه بتورطه في اغتيال عضو مجلس محلي، دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل. من جانبها أعلنت قيادة الدفاع الشعبي في مقاطعة دونيتسك أن الضباط الثلاثة المحتجزين اعترفوا بأنهم يتبعون لقوات "ألفا" الخاصة وأنهم وافقوا على تنفيذ المهمة بسبب الضغوط التي قد تمارسها السلطات الجديدة في كييف على أسرهم. وكانت المجموعة تتكون من 7 ضباط، تمكن 4 منهم من الفرار، بينما ألقي القبض على ثلاثة بعد اشتباك مسلح. وأكد قيادات الدفاع الشعبي وجود كميات كبيرة من السلاح بحوزة المحتجزين، مشيرة إلى أنهم سيعتبرون أسرى حرب. من جهة أخرى وصل إلى مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا فريق مفاوضين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في محاولة للإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين لدى عناصر الدفاع الشعبي هناك. وأوضحت المنظمة أن الضباط المحتجزين هم فعلا مواطنو بعض الدول الأعضاء فيها، لكنهم تابعون لبعثة أخرى وصلت إلى أوكرانيا بدعوة من كييفلمراقبة الوضع في مناطق شرق وجنوبأوكرانيا والبحث عن طرق لإشراك المجتمع الدولي في التوصل الى تسوية سلمية. هذا وأكد أحد الضباط المحتجزين، في مؤتمر صحفي، أنه وزملاءه لا يعتبرون أنفسهم أسرى حرب. وقال إنهم تحدثوا مع الذين يحرسونهم وفهموا رأي سكان هذه المدينة في الوضع الراهن. وأكد أنه لا يعرف مكان وجود الضباط الأوكرانيين الخمسة الذين كانوا داخل الحافلة التي أوقفها عناصر الدفاع الشعبي، مشيرا إلى أن أحد هؤلاء الضباط تم إطلاق سراحه فورا.