كشف مصدر مطلع بالهيئة القومية للبريد فى تصريحات خاصة ل«التحرير» عن وجود سحوبات من الهيئة بلغت قيمتها 500 مليون جنيه خلال الشهرين الماضيين من المودعين، موضحا أن تلك السحوبات كانت نتيجة سعر الفائدة المنخفضة التي يقدمها البريد لعملائه، والتى تصل إلى 9 % بينما تقدم بعض البنوك أسعار فوائد تصل الى 11.5 % ، مشيرا إلى أن أسعار الفوائد المرتفعه التي تقدمها البنوك مقارنة بالبريد تهدد مستقبل الأخير مما يستوجب قرارا من وزارة المالية يسمح للبريد برفع الفائدة حتى تتوقف عمليات السحب المستمرة. وقال المصدر، أن المشكلة لاتكمن فقط في ضرورة قيام الهيئة برفع سعر الفائدة التي تقدمها للعملاء، ولكن فى المشروعات التى تستثمر فيها الهيئة والتى توقف بعض منها متأثرا بأحداث الاضطرابات الأخيرة ، مشيرا إلى أن هناك مفاوضات كانت تجرى منذ شهرين بين وزير الاتصالات الدكتور محمد سالم ورئيس الوزراء السابق عصام شرف ورئيس هيئة البريد السابق طارق السعدنى بشأن رفع سعر الفائدة التى يقدمها البريد لعملائه أسوة بالبنوك، إلا أن التعديلات الوزارية واستقالة السعدنى حالة دون اتمام تلك المفاوضات. وبعد عام ونصف على إقرار البنك المركزي المصري بتثبيت سعر الفائدة بالبنوك المصرية، قامت بنوك قطاع الأعمال العام مؤخرا برفع سعر الفائدة على المدخرات لديها بنحو 1.5% و2%، وهو ما دفع بعض بنوك القطاع الخاص لمنح نفس الزيادة، ليصبح سعر الفائدة على الودائع بالبنوك المصرية 11% و11.5% . بدورة أكد وزير الاتصالات محمد سالم -فى تصريحات خاصة ل«التحرير »- على وجود مفاوضات حالية تجرى مع وزير المالية لرفع سعر فائدة البريد للمودعين حسب الخطة الموسعة لإصلاح الهيئة، مؤكدا فى الوقت نفسه أن أعلى فائدة يقدمها البريد لعملائة والتى تصل الى 9% ، لافتا الى طلب رفع فائدة العملاء كان مقدم منذ عامين وليس منذ شهور قليله . تجدر الاشارة الى أن هيئة البريد تمتلك 11 مليار جنيه ودائع بحسب تصريحات الدكتور طارق السعدني -رئيس الهيئة السابق- والذي تقدم باستقالته منذ شهر، مما أدى إلى قيام وزير الاتصالات الاسبوع الماضى بتعيين مسعد عبد الغنى قائما بأعمال رئيس الهيئة وتعيين هانى محمود مستشارا لوزير الاتصالات للسياسات البريدية.