قرأت الموضوع الذى كتبه الأستاذ إيهاب التركى، وذكر أمورا تخصنى به، وكان لى عليه الرد التالى: أوضح أننى لم أتحدث أساسا فى أثناء اللقاء مع محلب، ولم أنشر أى كلمة حتى تاريخ نشر مقال التركى تنبئ بموافقتى على القرار، وكذلك لم أتحدث إلى أى وسيلة إعلام مرئية أو مسموعة بهذا الخصوص. بعد انتهاء لقاء محلب بالفنانين واصلنا اللقاء مع وزير الثقافة، وقلت إن تقديم طفل فى لحظة محاكاة جنسية هو فعل مجرم عالميا فى أى فيلم حتى لو كان فيلم «بورنو» صريح. وسقت أمثلة لأفلام منعت عالميا فى بلاد غربية بعد التصريح بعرضها لتقديمها الأطفال فى مواقف جنسية صريحة مثل High School dxd، Evil Dead، وذكرت أن الإعلان العالمى لحقوق الطفل يمنع تصوير الطفل فى ممارسة الجنس أو بالمحاكاة، وكذلك قانون حماية الطفل بمصر الذى يحظر عرض أى مصنفات فنية خاصة بالطفل تخاطب غرائزه الدنيا. طلب منى وزير الثقافة نسخة من القانون العالمى، فأعطيتها له ولم أتبرع بذلك. ولم أجهز له ملفا بالموضوع كما يدعى البعض. وهنا أؤكد أننى لست مع قرار محلب بتوجيه وزير الثقافة لاستخدام مادة القانون التى تبيح إعادة النظر فى الترخيص، ولا مع منع الفيلم تماما. أنا مع حذف لقطات الطفل المليئة بالإثارة الجنسية. ثم يتحدث التركى عن فيلمى «الغابة»، ويسوق عديدا من المعلومات غير الحقيقية. لا أتذكر أننى تعرضت، كما يقول، لحملة تتهمنى بالإساءة لسمعة مصر، وأنا لدىّ أرشيف كامل لأغلب ما نشر عن الفيلم. مجرد مقال أو اثنين قالوا ذلك. يقول التركى إن فيلمى «الغابة» تتجاوز مشاهده الصادمة «حلاوة روح» بسنوات ضوئية، مقارنا بين «الغابة» و«حلاوة روح» رغم عدم وجود مجال للمقارنة. لقد قدمت بالفعل قضية زنى المحارم، ودعارة فتيات الشوارع وقضية الجنس الجماعى لشباب الشوارع، لكن أتحدى أن تكون هناك لقطة بالفيلم قصد بها الإثارة الرخيصة أو البذاءة. ولاختيارات فنية وليست أخلاقية، لم يلمس الأب ابنته التى يزنى بها، ولم يضاجع صبية الشوارع فتاتهم فى أى مشهد مقصود به طرح القضية. تم الإيحاء بذلك فقط. يقول إيهاب التركى إن الفيلم فج وضعيف فنيا فى لفظ مطلق، وكأنه الرأى النقدى العام عن الفيلم. ردى هو أن الفيلم عرض فى أكثر من 40 مهرجانا دوليا، وحصد جوائز من إفريقيا إلى واشنطن بأمريكا، وكتبت عنه إيجابيا أهم وسائل الإعلام بالعالم من «لوس أنجلوس تايمز» إلى «فاريتى». وبلغ مشاهدو الفيلم على ال«يوتيوب» الثلاثة ملايين. كثيرون لو كانوا مكانى وأنتجوا هذا الفيلم كانوا استغلوا فرصة قصة الفيلم، وصنعوا منه فيلم إثارة جنسية ليكسبوا منه ملايين. إننا نطرح القضايا الفنية بشرف وبأساليب فنية لا بأساليب تجارية رخيصة كأفلام الإثارة الجنسية. ويقول التركى إن فيلمى انتهك عدة مواد خاصة بقانون الطفل مثل تشغيل الأطفال تحت 15 سنة. وأرد عليه أن عمل الأطفال بالفيلم تم من خلال اتفاق موقع مع جمعية «قرية الأمل» وبالمعايير الدولية للحفاظ على صحة الأطفال النفسية والجسمانية وتشغيلهم عددا معينا من الساعات تحت إشراف إخصائيين اجتماعيين؟ ليس مجرما ولا محرما دوليا تشغيل الأطفال فى الأفلام، وليس مجرما فنيا تقديم الأطفال فى عرض قضايا شائكة، لكن الفيصل كيف نقدم ذلك. ولو كان «الغابة» استغل الأطفال لما كرم من عديد من جمعيات الطفولة بمصر والعالم. وأخيرا أسوق رأيا أوافق عليه تماما كتبته الحقوقية منال الطيبى: كثيرا ما يحدث تصادم وصراع بين حقين من حقوق الإنسان. وفى موضوع فيلم «حلاوة روح» حدث تصادم بين حرية الإبداع وبين حقوق الطفل. وفى حالة تضارب الحقوق يتم تغليب المصلحة العليا على المصلحة الخاصة. أخيرا أقول: حرية الإبداع مقدسة، لكنها ليست مطلقة. ولا يمكن أن يكون استغلال الأطفال فى مشاهد جنسية يدخل فى نطاق حرية التعبير. إن تجريم ذلك هو قاعدة متأصلة فى النفس البشرية، بل وتجد ذكرها فى جميع المواثيق الدولية، خصوصا العهد الدولى لحقوق الإنسان ذاته الذى تنطلق من عنده كل الآراء الليبرالية.