بلهجة متناقضة، غاضبة، شن رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد المعز إبراهيم، هجومه على الثوار فى ميدان التحرير، ممن سماهم «الحاقدين» الذين يصرون على المشاركة فى مليونيات ميدان التحرير، رغم أن هناك 17 مليون مصرى قد شاركوا فى مليونية التوجه إلى صناديق الاقتراع فى المرحلة الأولى و18 مليونا فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. رئيس اللجنة العليا للانتخابات خلع عن نفسه رداء القاضى أمس، بينما كان يعلن النتيجة النهائية للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وهاجم الذين شاركوا فى اعتصام مجلس الوزراء، محملا إياهم مسؤولية حرق المجمع العلمى دون أن ينتظر نتائج التحقيق، التى أعلن عنها بعد احتراق المجمع العلمى الأسبوع الماضى. المستشار قال «بعد الانتخابات البرلمانية لا قيمة للمليونيات، ولن تكون هناك حاجة للدعوة والقيام بها»، معتبرا أن المليونيات الحقيقية تلك التى خرجت إلى مراكز الاقتراع لتشارك فى الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة، متفاخرا بالأعداد التى شاركت فى الانتخابات. رئيس «العليا للانتخابات»، لا يمكن أن يصدقه أحد حتى نفسه، لأنه بنفسه أعلن من قبل أن عدد المشاركين فى الجولة الأولى للانتخابات 8 ملايين و449 ألفا و115 ناخبا، لتبلغ نسبة المشاركة 62%، كما قال أمس إن نسبة المشاركة بالجولة الثانية من المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب بلغت 43%، أى أقل من 8 ملايين، وهو ما يعنى أن نسبة الإقبال فى المرحلة الثانية أقل من الأولى. إبراهيم خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس بالهيئة العامة للاستعلامات للإعلان عن نتائج جولة الإعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات، قال إن هؤلاء الحاقدين قد اتخذوا من الجهل أسلوب حياة وأحرقوا المجمع العلمى الذى أسسه الفرنسيون ويحتوى على تراث وثقافة مصر، كما أنهم اتخذوا من البطالة والبلطجة سلاحا وعطلوا مسيرة الديمقراطية، مؤكدا أنه بعد انتهاء الانتخابات بمراحلها الثلاث وتشكيل البرلمان لن يكون هناك داع لمليونيات ميدان التحرير. رئيس اللجنة العليا للانتخابات قال إن إجمالى عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى المرحلة الثانية من الجولة الثانية بلغ 7 ملايين و489 ألفا و191 ناخبا، بنسبة مئوية 43%. أحمد بهاء الدين شعبان أحد مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى قال إن تصريحات المستشار عبد المعز إبراهيم ليست فى محلها، واعتبرها تدخلا فى حقوق الشعب المصرى والقوى الوطنية وملايين المصريين الذين خرجوا يوم 25 يناير الذين شعروا بأن الثورة تسرق منهم، وكل أهدافها التى نادوا بتحقيقها لم يتحقق منها شىء حتى الآن، مشيرا إلى أن عبد المعز منصبه قانونى لا سياسى ليشير على القوى السياسية والأحزاب ما تفعله ولا يحدد لها مواعيد تظاهراتها ومليونياتها. معاذ عبد الكريم عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة قال إننا نتمنى أن لا توجد مليونيات فى الشارع، ولكن هذا يتوقف على تحقيق المجلس العسكرى مطالب وأهداف الثورة من عدمه وكذلك يتوقف على دور النواب داخل مجلس الشعب من تحقيق مطالب الموطنين وأن يتقدموا بالدولة إلى مستوى أفضل وهذا يتضح خلال المرحلة المقبلة.