اليوم تبدأ مباريات الحسم فى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أوروبا، والتى يوجد فيها الأربعة الكبار حاليا، البايرن والريال وتشيلسى والأتليتى، أربعة أندية لديها كل الحظوظ فى التأهل إلى نهائى الحلم فى لشبونة، ولا نستطيع أن نجزم من سيتوج باللقب الأغلى عالميا فى مختلف بطولات القارات. الكل استعد، الأتليتى بعد لقائه الأخير فى الليجا، والفوز بصعوبة على إليتش، وهو منتشٍ وفى حالة نفسية عالية لتصدره الليجا الإسبانية، وأيضا لديه يوم راحة زيادة، على عكس تشيلسى الذى تجرع كأس الهزيمة من فريق قارب على الهبوط إلى دورى المظاليم الإنجليزى، ومن الواضح أن تفكير اللاعبين ينصب على دورى الأبطال، وهذا هو الغريب والعجيب للبرتغالى مورينيو، دائما تجده فى قلب المنافسة حتى ولو كانت لديه قدرات خاصة، وبالتالى الصراع بين اثنين من المدربين الذين لديهم قدرات خاصة فى التعامل النفسى، وتحفيز اللاعبين، ورفع الروح المعنوية لكل لاعبى الفريق، ويمكن أن نقول إن سيميونى هذا العام تفوق على كثير من المدربين، أولهم البرتغالى فى الشكل التكتيكى للفوز، وعدد مرات الهزيمة، وكيفية الحفاظ على لقب أقوى دفاع أوروبى حاليا، والعمل على إعطاء شكل تنظيمى للفريق يبدأ من الخط الأمامى، ووضح جليا فى لقائه مع البارسا فى مباراة التأهل. وبمقارنة بسيطة لأفضلية نادٍ على آخر بين الأتليتى الفريق الظاهرة ومورينيو المدرب الظاهرة هو الآخر، البداية مع حراسة المرمى، الاثنان من صُنع وملك الناديين، لكن يتفوق البلجيكى ولو مؤخرا فى إنقاذ كثير من النقاط والمباريات لفريقه، وأصبح حديث الجميع عن ثبات مستواه، وهو أهم نقاط الفريق دفاعيا، يتفوق الأتليتى بالقدرة على التنظيم وقلة الخطأ على عكس تشيلسى الذى لديه بعض الهفوات التى أثرت كثيرا على مستواه، والحفاظ على الصدارة، ناهيك بطرفى ملعب الأتليتى، لن تجد مثلهما حاليا فى الليجا الإسبانية، وأتصور أن خط دفاع الأتليتى وحارسه هما مصدر قوته، وإعطاء الثقة للمدرب الأرجنتينى سيميونى، وأتصور اليوم أن مورينيو سيلعب على التأمين ثم التأمين، حفاظا على شباكه التى أصبحت مفتوحة على مصراعيها، وتحديدا فى الشهر الأخير، بعد أن تلقى أكثر من 10 أهداف، وهذا رقم كبير على جوزيه. الوسط أيضا يتفوق فيه الفريق الإسبانى بأربعة لاعبين، لديهم شكل تكتيكى أعتقد أنه غير موجود فى الفرق الثلاث الأخيرة، عدا البايرن نسبيا، فتنظيميا هم الأعلى، ومن حيث تنفيذ المهام هم الأفضل، الدور الدفاعى هم الأقوى، بالإضافة إلى إمكانية مساعدة الهجوم والتحرك بين المناطق الخطرة على عكس تشيلسى، إذا غاب مباراة غاب شكل الفريق. عدم مشاركة جون أوبى ميكيل فى كثير من المباريات أثر كثيرا، كبر سِن لامبارد، لم يتبق سوى البرازيلى دافيد لويز دفاع الفريق، وأتصور أنه غير كاف دفاعيا على فريق بحجم وسط ملعب الأتليتى. أخيرا الخط الأمامى، صحيح أن تشيلسى يمتلك ثلاثيا مرعبا، ليليان أوسكار هازارد، إلا أن دييجو كوستا أفضل هدافى العالم حاليا يتفوق على الرباعى الهجومى فى معدل إحراز الأهداف، ولذا أعتقد أن النسبة الأرجح تأتى لفريق الأتليتى على حساب تشيلسى، ومع كل هذا اللقاء يغلب عليه الشكل الدفاعى، الهجمة المرتدة التى يجيدها الفريقان، وإن كان الأتليتى أفضل، والضربات الثابتة مصدر خطورة الفريقين، الصراع البدنى والروح العالية بين البرتغالى صاحب التاريخ ودييجو سيميونى الذى يسطِّر التاريخ.