«مسيرة البلاطى لأطهر مكان فى مصر». كان شعار مئات الأطباء، الذين شاركوا فى جمعة «رد الشرف لحرائر مصر»، أمس. المسيرة خرجت من أمام مقر نقابة الأطباء، نهاية شارع «قصر العينى»، وانضم إليها الآلاف من طلاب كلية الطب جامعة القاهرة، منطلقين صوب «ميدان التحرير»، منددين بمحاولات منع الأطباء من توثيق الإصابات ضد المتظاهرين السلميين، خصوصا الإصابات بالرصاص، واحتجاز وتهديد أطباء فى مقرى مجلسى الشعب والوزراء، فى ما سموه «ممر الهلاك». الأطباء، الذين كانوا شهودا على المذابح التى ارتكبت بحق المتظاهرين، خلال الأيام الماضية، خرجوا للتظاهر رغم الخطف والتهديد المستمر، من جانب قوات الأمن وعناصر من الجيش، ليثبتوا أن الموجودين فى الميدان ليسوا بلطجية. أحد الأطباء المشاركين فى المسيرة، الدكتور عاطف مرسى، أستاذ العظام فى كلية الطب، قال ل«التحرير» إن الهدف الرئيسى من خطف الأطباء «منع توثيق الإصابات، خصوصا أن المستشفى الميدانى، هو الشاهد على جميع الإصابات» التى لحقت بالمتظاهرين السلميين. مشيرا إلى أنه خلال ثلاث ساعات فقط، من يوم الجمعة قبل الماضى، وصلت الإصابات إلى «أكثر من (300) مصاب، فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الصحة، أن العدد لا يتجاوز المئة. فضلا على أن العسكر أرادوا ترويع المصابين، وأهالى الشهداء، لعدم توثيق الإصابات، التى كانت بسبب رصاص العسكر»، وفق قوله. مرسى، طالب بمحاكمات عاجلة للقتلة، مستنكرا تأجيل محاكمة قتلة شهداء ثورة يناير، وموجها رسالة إلى المجلس العسكرى «الرحمة بالشعب المصرى.. يكفى هذه الدماء». عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتورة منى مينا، استنكرت المطاردة المستمرة للأطباء، سواء بالتهديدات أو بالخطف أو بالتعذيب، أو بحرق المستشفيات الميدانية. وأدانت محاولات قوات الجيش اقتحام ما تبقى من المستشفى الميدانى فى مسجد عمر مكرم. مضيفة أن ما فعله جنود المجلس العسكرى «انتهاك لكل الأعراف والمواثيق الدولية، الحامية للأطباء حتى فى الحروب بين الدول»، مشددة على أن الأطباء «لن يبيعوا دم الشهداء». مقرر لجنة «الحريات وكرامة الطبيب» فى نقابة الأطباء، الدكتور عبدالله الكريونى، قال ل«التحرير» إن النقابة تلقت شكاوى من الطبيبين الشابين: فريدة هانى الحصى، وكريم محمد عبد الحليم، توضح أنهما تعرضا للسحل والتعذيب والاعتقال، داخل مجلس الشعب ومجلس الوزراء. وطالب الكريونى بالتحقيق فى ملابسات اختفاء ثلاثة أطباء، منهم عضو مجلس النقابة الدكتور أحمد حسين. وشدد على ضرورة أن يقدم المجلس العسكرى، اعتذارا للأطباء «عن استخدامه العنف، بهذا الشكل المهين، ضد الطبيبات والأطباء، وأن يتعهد بعدم تكرار تلك الممارسات فى المستقبل، والانتهاء من المرحلة الانتقالية للوصول بالوطن إلى بر الأمان». نقابة الأطباء كانت قد طالبت بمعاقبة قوات الشرطة العسكرية، التى اعتدت على أطباء المستشفى الميدانى، فى أثناء تأدية عملهم الإنسانى والمهنى، وقدمت بلاغا إلى النائب العام، إثر حرق خيام المستشفى الذى أقامته النقابة فى ميدان التحرير، وإلقاء الأدوية والمستلزمات الطبية فى الشارع، بالإضافة إلى انتهاك حرمة المصابين والمرضى.