قال المستشار هشام البسطويسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن «المرحلة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير لم تبدأ بعد»، داعيا إلى سرعة الوصول إلى الحكم المدنى. وأضاف البسطويسى فى ندوة عقدت، مساء أول من أمس، بمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أنه يؤيد المبادئ فوق الدستورية التى من المقرر الإعلان عنها، قائلا إنه لا بد له من اعتبار تلك المبادئ فكرة تحكم الدستور الجديد، وأساسا له، ثم تتم صياغته على هذا الأساس. وأضاف أن هذه المبادئ تضع نهاية للخلاف حول الدستور أولا أم الانتخابات، منتقدا الإصرار على الانتخابات أولا، لأن الوضع الطبيعى أن البرلمان يستمد شرعيته من الدستور، واقترح وضع دستور مؤقت وبرلمان لمدة خمس سنوات، ورئيس جمهورية لدورة واحدة، كفترة انتقالية يتم خلالها إعداد جمعية تأسيسية لوضع دستور دائم. وأوضح البسطويسى أن تغيير فكر النظام القديم فى الانتخابات يحتاج إلى وقت، مؤكدا أن الانتخابات البرلمانية على مدار السنوات الثلاثين الماضية كانت تزور بحجة الخوف من وصول الإسلاميين أو الشيوعيين. ورفض البسطويسى استمرار محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، منتقدا ما يتعرض له بعض الناشطين السياسيين من محاكمات خلال الأيام الماضية، ورفض فى الوقت ذاته إساءة الحوار مع الآخر، مؤكدا أن مصر لن تنهض، ولن يتمكن المصريون من الوصول إلى الحكم المدنى إلا بالحوار. التعليق: نصار: نيات طيبة لكنها تطيل عمر المرحلة الانتقالية وتختصر الدولة فى شخص الرئيس دكتور جابر جاد نصار، أستاذ القانون الدستورى بجامعة القاهرة: لا أوافق على هذا المقترح فهو يطيل عمر المرحلة الانتقالية خمس سنوات أخرى، ويؤصل لها ببرلمان ورئيس مستبد، ربما يجدد لنفسه لمدد أخرى، ويصبح مبارك آخر، فالإتيان برئيس من دون وجود مؤسسات ديمقراطية قوية يجعل الدولة تندرج فى شخصه، ولا بد أن نستبعد فكرة المراحل الانتقالية والدساتير الانتقالية، التى لا تؤسس لدولة عصرية وتطور ديمقراطى حقيقى، ومقترح البسطويسى، رغم نياته الطيبة، يدور فى فلك الفشل الذريع الذى منيت به المرحلة الانتقالية فى مصر بعد الثورة، الناتج من عدم وضوح الرؤية، فالقائمون على السلطة الانتقالية أرادوا تعديل نظاما كان قائما قبل الثورة، فى حين كان الشعب وما زال يرنو لتوديع النظام القديم بكل سياساته، ومن هنا جاءت ترتيبات المرحلة أقل بكثير من استيعاب آمال الشعب بعد الثورة. التحليل: الرئيس القادم «انتقالى» فى كل الأحوال.. والمقترح يؤكد مدنية الدولة واستبعاد العسكر وجهة نظر مختلفة يتبناها المستشار هشام البسطويسى، بشأن الفترة الانتقالية التى تمر بها البلاد، حيث يعتبرها لم تبدأ بعد، وأنها تبدأ مع انتخاب رئيس مدنى، يقود البلاد لفترة رئاسية واحدة، يستكمل خلالها خطوات التحول الديمقراطى، فوجهة نظر البسطويسى نابعة من اقتناعه بأن مصر حديثة العهد بالحرية والديمقراطية، والتى عانت على مدار عهود طويلة من نظم حكم استبدادية استطاعت أن تفسد الحياة السياسية والاجتماعية، ما زالت البلاد بحاجة لفترة انتقالية أطول من تلك التى حددها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكن دون أن يكون للعسكر أى دور سياسى خلالها، وربما تأتى الفكرة عوضا عن أطروحات كثيرة لم ينفذ أى منها، كانت مجملها تصب فى اتجاه ضرورة وجود سلطة مدنية لإدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية، من بينها الدعوة لانتخاب مجلس رئاسى مدنى، أو إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، تأتى برئيس يتولى إدارة الفترة الانتقالية وليس المجلس العسكرى. هذا كله، بجانب تخبط الإدارة السياسية للمجلس العسكرى، جعل البسطويسى يتبنى هذا الطرح، الذى بغض النظر عن إقراره من عدمه، فالرئيس القادم ستحتم عليه الظروف السياسية، أن يلعب دور الرئيس الانتقالى، والمعبر عن مصالح جميع التيارات السياسية والفكرية.