توقيع الحكومة السورية أول من أمس على بروتوكول يقضى بالسماح لمراقبين عرب بدخول سوريا للاطلاع على الأوضاع هناك، نجح فى إلغاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى كان مقررا عقده اليوم فى القاهرة لمناقشة إحالة الملف السورى إلى مجلس الأمن الدولى، وهو ما يعد نجاحا سوريا فى تجنب مزيد من العقوبات الدولية. التوقيع الذى تم فى القاهرة بعدما جرى إدخال تعديلات تطمئن الحكومة السورية، بحسب وزير الخارجية السورى وليد المعلم، لم يأتِ بالتنسيق مع المجلس الوطنى السورى المعارض الذى اعتبر بروتوكول الجامعة العربية فرصة جديدة للنظام السورى للتهرّب من مسؤولياته، على حد تعبير برهان غليون رئيس المجلس. وبعد إعلان توقيع نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد ونائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلى، بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى، بروتوكول المراقبين فى القاهرة، أعلن العربى أن طلائع هؤلاء المراقبين ستتوجه إلى دمشق خلال 72 ساعة، «للتحقق من تنفيذ خطة الحل العربى وتوفير الحماية للمواطنين السوريين العزّل»، وهى العبارة التى أخّرت التوقيع السورى قبل أن يُتّفق على تحويل عبارة «المدنيين إلى مواطنين عُزَّل». وزير الخارجية السورى من جانبه اعتبر أنه من المفروض أن تُرفع العقوبات عن سوريا، لكنه أكد «نحن لن نستجدى أحدا». أما رئيس الدبلوماسية السورية فأكد أنه ليس هناك أى تغيير فى موقف روسيا المساند لسوريا، كاشفا عن أن دمشق وقّعت البروتوكول بناء على نصيحة روسيا. التطور الإيجابى العربى السورى لم يمنع المعلم من مهاجمة «بعض العرب»، معتبرا أن من يرد مصلحة الشعب السورى لا يفرض عليه عقوبات اقتصادية ويسعى إلى تدويل الأزمة عبر مجلس الأمن الدولى، وما حدث كشف نوايا بعض العرب». وبالنسبة لردود الفعل على التوقيع السورى، اعتبر رئيس المجلس الوطنى السورى برهان غليون أن هذا التوقيع هو مجرد مراوغة سورية لمنع إحالة الملف السورى إلى مجلس الأمن الدولى. وقال إن «الجامعة العربية أتاحت للنظام السورى التهرب من مسؤولياته»، مطالبا الجامعة العربية بأن «تأخذ مواقف أقوى». موقف المعارضة جاء متسقا مع الموقف الأمريكى الذى شكك فى صدق نيات نظام دمشق، وهو الموقف الذى تزامن مع تبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين انتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا. أما الإشادة بالخطوة السورية فقد صدرت من موسكو التى رأت أن الوثيقة الموقّعة فى القاهرة تتيح الفرصة لتوفير السلامة للشعب السورى واستقرار الوضع. فى المقابل، اقتصر الرد الفرنسى على الإصرار على أن يتمكن المراقبون العرب من القيام بمهمتهم على الأرض بأسرع وقت. كذلك رحّبت إيران، على لسان نائب وزير خارجيتها أمير عبد الله، بتطور يوم أول من أمس، واصفا المبادرة العربية بأنها «مقبولة». ميدانيا، تزامن التوقيع السورى مع خروج «عشرات الآلاف» من المؤيّدين للأسد فى ساحة السبع بحرات بدمشق، بحسب وكالة «سانا». فى المقابل، أفاد «المرصد السورى لحقوق الإنسان المعارض عن مقتل ستة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية فى درعا ودير الزور، فضلا عن الإشارة إلى أن عشرات من الجنود المنشقين قتلوا بإطلاق النار عليهم لدى فرارهم من مراكزهم فى منطقة جبل الزاوية فى محافظة إدلب.