تغيرت الحسابات وانقلبت الأمور وعاد المشهد الانتخابي بأسوان إلى نقطة الصفر بعد أن تساوت جميع الأطراف على خلفية الحكم التاريخي الذي حصل علية الروبي جمعة -المرشح الأهم لحزب الأحرار بأسوان- بوقف إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب بأسوان على مستوى القائمة التى اجريت الأسبوع الماضي وحسمها أحزاب «الحرية والعدالة» و«النور» و«الكتلة المصرية» فى الجولة الأولى. القرار الصادر بحسب الروبى جمعه جاء بسبب الخطأ الذي وقعت فية اللجنة اللجنة العليا للانتخابات بإدراج قائمة حزب «الأحرار» فى انتخابات مجلس الشعب باسوأن تحت مسمى حزب «المصريين الأحرار». القرار زاد الأمور تعقيدا حيث فرض نفسه بقوة على الشارع الأسوانى قبل ساعات من إنطلاق جولة الاعادة للانتخابات على مستوى مقعدى الفردي الذى يتنافس عليه 4 مرشحين من بينهم مرشحين للحرية والعدالة ومرشح للتحالف الأسلامى والمحسوب على حزب النور، والنائب الوفدي المستقيل محمد العمدة جولة الإعادة هى الأقوى لتاريخ المحافظة بالنسبة للانتخابات البرلمانية؛ حيث يدور فلكها لأول مرة بين ثلاث مرشحين إسلاميين ونائب مستقل بقوة محمد العمدة بعد أن تصدروا الجولة الأولى بجدارة واستحقاق والتي جمعتهم مع 100 مرشح آخرين من مختلف الإنتماءات السياسية وأصبح حزب «الحرية والعدالة» بعد قرار القضاء الإدارى بقنا بوقف إعلان النتائج في موقف حرج، وأنه لا بديل لدية سوى حشد قوته لحصد مقعدى الفردى الفئات والعمال رافعا شعار «عصفورين فى اليد ولا عشرة على الشجرة». الكل يتنافس من أجل حصد مقعدى «الفئات والعمال» بالدائرة الوحيدة التى تجرى عليها الانتخابات؛ للوصول إلى حلم البرلمان خاصة أن معظم المرشحين لم ينالوا من قبل شرف الوصول إلى البرلمان ماعدا النائب السابق محمد العمدة، الذى تم إقصاءة فى آخر انتخابات برلمانية والتى لم تكتمل بفعل فاعل وشبهة تدبير من امين لجنة السياسات بالحزب الوطني «المنحل» جمال مبارك وأمين تنظيمه أحمد عز. المنافسة بالتأكيد ستنحصر ما بين كل اثنين من المرشحين الذين بلغوا المربع الذهبي للجولة النهائية عبدالرازق حسن -مرشح الحرية والعدالة ابن النوبة واحد علماء الدعوة الإسلامية بالمحافظة- ينافسة محمد العمدة المستقل على مقعد الفئات، ومحمد ابو العلا حسين -المرشح الثانى للحرية والعدالة- الذي يعود إلى قبيلة الجعافرة ينافسه الشيخ فرج الله جاد الله ابن قبيلة العبابدة -مرشح التحالف الإسلامي المحسوب على حزب النور السلفى- على مقعد العمال. وقبل إنطلاق جولة الإعادة كانت اجتماعات مسئولي أحزاب الحرية والعدالة والنور السلفي في انعقاد مستمر لوضع الترتيبات واللمسات النهائية؛ لحشد تأييد الناخبين والمناورة على كل الجبهات لحصد المقعدين. أما النائب السابق محمد العمدة فأصبح يعتمد على التاريخ والقبول الجماهيري الذي يستحوز علية بين أبناء المحافظة، حيث لجا انصاره خلال الساعات الماضية إلى التحرك واستمالة ابناء القبائل الأخرى، التي خرج مرشحوها من السباق مبكرا في المرحلة الأولى خاصة قبائل العباسين والأنصار وبنى هلال وأبناء المحافظات الأخرى المقيمين بأسوان، وخاصة أبناء قبائل محافظتى الأقصر وقنا بإعتبار أن العمدة تعود اصولة إلى قومية الرزيقات بأرمنت الأقصر. كما ظهر جليا أن هناك شبه توافق بين قبيلة العمدة وقبيلة العبابدة التى يعود إليها مرشح حزب النور الشيخ فرج الله جاد الله باعتبار أن المرشحين لو استطاعوا التربيط الانتخابى وعقد تحالف قوى فيما بينهم لحصدوا مقعدى الفئات والعمال. وعلى جانب المرشح الرابع الشيخ فرج الله -ابن قبيلة العبابدة مرشح حزب النور- الذي ينتمي في الأساس إلى الجماعة الإسلامية فلجا هو الآخر إلى معقلة الأساسي الذي نشأ من خلاله وهو الجماعة الإسلامية بإعتبارة أحد رموزها وقيادتها، حيث أعلن الشيخ خالد إبراهيم القوصى مسئول الجماعة الأول بالمحافظة دعمه لمرشحه ومرشح حزب النور بالكامل من خلال الصولات والجولات الماكوكية التي قام بها على مدار الأسبوع الحالي إلى مدن وقرى المحافظة؛ للتنسيق مع قيادات ومسئولى الجماعة الإسلامية لحشد التأييد لمرشحة. كما أن الشيخ خالد القوصى -مسئول الجماعة الإسلامية الأول- جعل من مسجد الرحمن بمنطقة النفق بمدينة أسوان معقل الجماعة الإسلامية بالمحافظة مقر لإنطلاق حملات الدعاية الانتخابية لمرشحة، بإعتبار أن فوزه بالمقعد سيعود إلى الجماعة الإسلامية عهدها الذهبي.