كانت مبيعات الحلي الذهبية تشهد انتعاشا كبيرا في العادة في مصر خلال الأيام القليلة السابقة على عيد الفطر. لكن الارتفاع لهائل في أسعار الذهب عالميا علاوة على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر في الوقت الراهن كان من نتائجهما تراجع كبير في الإقبال على شراء الذهب بكل أشكاله في الآونة الأخيرة بالعاصمة المصرية. وقال هشام سمير تاجر الحلي الذهبية في خان الخليلي انه لا يكاد يبيع شيئا هذه الايام، وان حصيلة ما يبيعه لا تكفي لتغطية مصاريف اليوم من نور واجور عمال وضرائب لتأمينات. وارتفع سعر اوقية (اونصة) الذهب 400 دولار منذ تموز/يوليو وسجل ارتفاعات قياسية متعاقبة بعدما زادت جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن نتيجة الأزمة الاقتصادية الأمريكية وأزمة الديون الأوروبية الطاحنة. لكن سعر البيع الفوري تراجع على مدى الأيام القليلة الماضية في أعقاب بيانات اقتصادية أمريكية أفضل من المتوقع. وهبط الذهب الفوري إلى 1739 دولار للأوقية (الأونصة) في لتعاملات المبكرة يوم الخميس أي نحو 350 جنيها مصريا للغرام . ويتوقع خبراء الذهب أن يستمر سعره في الارتفاع على المدى المتوسط. وذكر تاجر آخر للذهب في خان الخليلي أن الاتجاه الغالب حاليا في السوق هو قيام الناس ببيع ما لديهم من مشغولات ذهبية للاستفادة من ارتفاع الاسعار. وتحول بعض الحرفيين في مجال صناعة الحلي إلى استخدام النحاس الأقل سعرا ليتمكنوا من مواصلة العمل في ظل الركود الحالي في سوق الذهب. ويتوقع المحللون أن يحقق الاقتصاد المصري في السنتين الماليتين الحالية والمقبلة أبطأ معدل نمو له منذ أعوام. ويقول حبراء الاقتصاد إن الثورة التي أنهت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك ما زالت تداعياتها تؤثر على السياحة والاستثمار. كما يرون أن حالة عدم اليقين السياسي ستواصل تأثيرها على السياحة والاستثمار على الأقل حتى إجراء الانتخابات التشرعية والرئاسية في وقت لاحق هذا العام.