وائل عبد الفتاح لجريدة الدستور «أنت متطرف» هذا ما قاله الرئيس مبارك للدكتور محمد السيد سعيد ...في نهاية الحوار الشهير مع المثقفين في معرض الكتاب عام 2005 وكان ملخص كلام الدكتور (نشرته أمس): المطالبة بدستور جديد لا يجعل السلطة المطلقة في يد الرئيس. الرئيس رد : «..هذا غير صحيح أنا ليس عندي سلطات مطلقة.. الحكومة هي التي تعمل معظم الحاجات..». وقال الدكتور محمد السيد سعيد : «علي فكرة ياريس هذا ليس صحيحاً بالمطلق أيضاً.. إذا رجعنا إلي دستور 1971 لا يوجد شيء اسمه الحكومة. يوجد رئيس دولة يساعده نظام وزاري. مجلس الوزراء ليس له كيان دستوري. هناك تعبير أوسع هو السلطة التنفيذية..». ويحكي الدكتور محمد السيد سعيد أن هذه النقطة مرت وأكمل كلامه: «نحن لا نريد حكماً مطلقاً.. نريد برلماناً قوياً ونقابات قوية والحرية يكون لها حماية دستورية. وحضرتك تشكو من «أنك مش لاقي وزراء» وهذه ظاهرة تسمي في المجال السياسي «انكماش النخبة السياسية». وتحدث لأن قنوات المشاركة علي جميع المستويات مغلقة. نحن ليس عندنا أحزاب حقيقية ولا نقابات حقيقية ولا جمعيات أهلية حقيقية. وبالتالي لابد من دستور يفتح القنوات المغلقة. ويكون الحماية الحقيقية لمصر. وسيكون لدينا نخبة خرجت من باطن المجتمع تعرفه جيداً تتبني طموحاته وآماله. كان هذا جوهر كلام المثقف ( محمد السيد سعيد ) الذي شعر أن لقاء الرئيس لا يعني رفع مطالب، ولكن إعلان موقف واضح لا ينقصه شجاعة ولا شعور بالندية الحقيقية مع الرئيس. الرئيس وصف الدكتور محمد السيد سعيد بالتطرف عندما قال قبل خروجه: «..ما تضيعوش البلد من إيديكم.. الذين يطالبون بالإصلاح يريدون العودة إلي ما قبل 1952 عندما كانت تشكل حكومة كل 6 أشهر.. هل تريدون هذا الوضع».. ود محمد السيد سعيد :«..يا ريس المشكلة قبل 1952 لم تكن في الدستور الديمقراطي.. لكن في الانقلاب علي الدستور الديمقراطي. إحنا شفنا 7 انقلابات دستورية في مصر وهذا هو السر في مشكلة عدم الاستقرار قبل 1952». لم يعتبر محمد السيد سعيد أن لقاء الرئيس منحة أو نيشان أو فرصة للابتسام والتصوير بجوار صاحب السلطة، ولكنه رأي فيه مناسبة لإعلان وجهة نظر كاملة لا يسمعها الرئيس في العادة، لأن القريبين من أذن الرئيس في العادة لا يقولون إلا ما يعجبه، أو يستطيعون به الوشاية. المؤسسات التي تحشد المثقفين للقاءات من هذا النوع كان رد فعلها فورياً، ورن تليفون الدكتور محمد وأبلغه موظف في هيئة الكتاب: كل نشاطاتك في المعرض ألغيت. وكان التفسير: قرار من فوق. بعدها لم يطلب الرئيس لقاء المثقفين... إلا قبل يومين.. وكانت حصيلة اللقاء أن المثقفين المختارين خرجوا ليطمئنوا الشعب علي صحة الرئيس... وأنه استجاب لمطالب الدكتور جابر عصفور بزيادة ميزانية المركز القومي للترجمة والأستاذ محمد سلماوي لميزانية صندوق علاج اتحاد الكتاب....وبعد أربع ساعات التف وفد ال11 حول الرئيس وابتسموا لمصور الرئاسة ابتسامة عريضة ...عريضة جداً.