انها معادلة متداولة ومعترف بها في بلدان العالم.. فعندما تمتلك القوة العسكرية والقوة السياسية فأنت سيد المنطق وصاحب القرار وتملك الحق بما تريد ولنرجع سويا إلي التاريخ القريب في الحرب العالمية الثانية عندما احتلت ألمانيا أجزاء من تشيكوسلوفاكيا وبولندا ودول البلطيق لم تحرك انجلترا وفرنسا ساكنا لنصرة هذه الشعوب المسحوقة بل وافقت وساندت ألمانيا في حقها في ضم أجزاء من هذه الدول لمجرد وجود أقليات ألمانية فيها، والآن الناتو يتدخل في شئون الدولة الليبية وطرد القذافي ليس لأنه كان ديكتاتورا وظالما لشعبه وإنما ليستعرض قوته ويفرض سيطرته وكأنه الراعي الأكبر للحق والعدالة، ولو كان هذا صحيحا فأين كان الناتو عندما مسحت إسرائيل غزة ولبنان ورأينا رءوس أطفالهم تتطاير؟ هذا الغرب الذي يحكم العالم وأوله مجلس الأمن والجمعية العامة وكل مؤسسات الأممالمتحدة التي يفترض لها أن تدافع عن حقوق الإنسان فأين هذا مما يحدث في غزة وما تقوم به الدولة الصهيونية من قبح وبشاعة وظلم وعدواة؟ وعندما يتكلم العالم عن السلاح النووي الكوري والإيراني لا نجد أحدا أبدا يتكلم عن إسرائيل.. العالم كله بهيئاته والأممالمتحدة والباحثون عن العدل والحق والمساواة لا يري ولا يسمع ولا يتكلم عن إسرائيل.. انه لمنطق قذر وعالم كاذب مخادع يخضع فقط لإرادة ومصالح الغرب وسيطرة الأمريكان ولو رصد الغرب أي نشاط نووي في دولة عربية فإن الدنيا تقوم ولا تقعد إلا بعد نزعه كما حدث في العراق وليبيا وسوريا والآن التلميح عن مصر، فأين العدل أيها العالم السفيه الذي يحير العقول؟.. أين العدل يا دعاة العدل والديمقراطية وحقوق الإنسان؟.. ولن يكون هناك عدل وقوة لدولتنا وبعد ما حدث من إسرائيل في قتل الشهداء إلا عندما نملك سلاحا نوويا معادلا لما لدي إسرائيل أو يتدخل العالم كله في نزع السلاح النووي من إسرائيل.. فإسرائيل دولة قميئة ولكن ما يجعلها تستأسد وتتعدي حدودها أنها تملك القوة العسكرية. وأعود وأنبش في الماضي القريب عندما وقع الرئيس أنور السادات معاهدة السلام وأنا أقول معاهدة الاستسلام أو بمعني أصح هي سلام لإسرائيل واستسلام لنا، فهي معاهدة تخالف الدستور ولقد عرضت علي البطل الزعيم جمال عبدالناصر بإرجاع سيناء مقابل السلام ورفضها ورفض أن يقوم بأي تنازلات «رحمه الله وأسكنه جنات الخلد» أما أنور السادات فقد خالف الدستور ووضع يده في أيدي الإسرائيليين لتعود سيناء لنا بشروط تفقدنا السيادة عليها، والأمن القومي وقسمت إلي ثلاث مناطق آخرها محاذ لإسرائيل والمسماة بالمنطقة «ج» ولم يسمح لمصر بالتواجد إلا بسبعمائة وخمسين شرطيا وبالسلاح الخفيف ولتغطية 220 كم وأصبحت سيناء مرتعا لإسرائيل لتهريب الحشيش والمخدرات والتجسس وإفساد عقل وقلب وذراع مصر فلم تعد سيناء ذات يوم ومنذ أن احتلت لنا بل أصبحت مصدرا للشقاء وعدم الأمان واختراق مصر ولم يعد مقبولا الآن وبعد الثورة «ثورة 25 يناير».. فلم تكن الأحداث خيرة مفاجأة بل هي متوقعة من إسرائيل لذا أحسست بأن روح الزعيم البطل عبدالناصر تحوم حول الشباب في احتشادهم وغضبهم وثورتهم وهم يحطمون الحواجز ويتظاهرون حول سفارة إسرائيل وينزلون العلم ويحرقونه، كان معهم وبينهم الزعيم جمال عبدالناصر الغائب الحاضر دائما يمدنا بالعزة والكرامة، فهو الذي علمنا الكرامة حتي ونحن مهزومون، أما السادات والمخلوع حسني مبارك فقد جرعانا الذل والهوان والنصر الزائف. كان عبدالناصر يقول دائما ان أمن مصر يمتد من جبال طوروس في تركيا شمالا لحدود اليمن جنوبا ومن المغرب غربا إلي عمان شرقا، أما السادات ومبارك فقبلا أن تتقزم مصر التي قادت العرب وإفريقيا والعالم الثالث والعالم الإسلامي لتكون لها السيادة الكبري وتصبح أم الدنيا وقوقعانا علي مشاكلنا الداخلية من فقر وذل ونهب لثروات البلد. ما أكتبه الآن هو الموقف الصحيح لكل الثائرين الشرفاء محبي مصر وأرض مصر ومصلحة مصر، فلابد من النظر لإسرائيل علي أنها العدو اللدود والأخطر علي أمن مصر وهي ليست ولن تكون دولة صديقة كما تعامل معها العميل المخلوع حسني مبارك الذي تحالف مع إسرائيل وأمريكا من أجل توريث ابنه ومصالحته الشخصية. ولابد من سحب السفير المصري وطرد السفير الإسرائيلي، وهذا أقل ما تستحقه مصر بعد الثورة، لذا فإن الشعب المصري الآن علي عتبة ثورة عارمة سوف تكون وقودا للتغيير المطلوب والحتمي القادم بإذن الله، فسوف تتغير ثقافة الدولة والشعب هو صاحب القرار وصاحب الأرض وهو الذي يملك ما في باطن الأرض وما فوقها ويملك أجهزة الدولة وأجهزة الإعلام وهو سيد القرار.