تشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية إلي زيادة انتشار ظاهرة سرقة السيارات عن طريق إعداد الأكمنة سابقة التجهيز في الطرق السريعة.. وتشير الإحصائيات نفسها إلي ظهور نوع جديد لاختطاف السيارات براكبيها مؤخراً داخل المدن وخارجها.. إلا أن ما تعرض له الناشط السياسي عمرو حمزاوي والممثلة الشابة بسمة منذ أيام يعتبر حادثاً مختلفاً شكلاً وموضوعاً بكل المقاييس .. خاصة مع تناقض الأخبار التي جري تداولها في معظم صفحات الحوادث.. ووفقاً لمحاضر الشرطة وتحريات المباحث فقد تم استيقاف سيارة بسمة ال BMWالسوداء علي طريق المحور عندما كانت برفقة الدكتور عمرو حمزاوي في طريقهما لتناول وجبة السحور في منطقة الشيخ زايد.. ووفقاً لأقوال بسمة أنها فوجئت بثلاثة أشخاص يعترضون طريق سيارتها ويخرجون منها عمرو حمزاوي بعد سرقة أمواله وهاتفه المحمول وساعته.. ثم اختطفوها شخصياً بالسيارة وتركوها بعد ساعة علي الطريق السريع الذي استقلت منه سيارة أجرة لتحرير محضر في قسم شرطة أكتوبر.. ومنذ تلك اللحظة اختفي كلاهما تماماً وأغلق كل منهما تليفونه.. إلا أن والدة بسمة تحدثت في إحدي الصحف عن الحادث مؤكدة أن بسمة ترفض الحديث بسبب الصدمة العصبية التي أصيبت بها بعد اختطافها مطالبة في الوقت نفسه بانتهاء الانفلات الأمني منعاً لخطف الفتيات وتعرضهن للاغتصاب.. وعلي الجانب الأخر نفي عمرو حمزاوي تماماً اختطاف بسمة.. ولعل هذا التضارب الصريح في الأقوال يثير العديد من التساؤلات التي فرضتها بسمة وحمزاوي أنفسهما علي الأحداث بسبب رفضهما الرد علي المكالمات الهاتفية.. أولاً لماذا نفي حمزاوي اختطاف بسمة؟.. ثانياً إذا لم يتم اختطافها وتواجد كلاهما معاً فما سر هذا التناقض الكبير في تصريحات الأخير؟.. ثالثاً تؤكد الأحداث ذهاب كل منهما إلي قسم الشرطة منفرداً وفي توقيت مختلف طبقاً لمحاضر الشرطة.. وهو ما يؤكد وجود خل في أقوال حمزاوي تحديداً بعد تأكيد بسمة ووالدتها لاختطافها.. لنصل في النهاية إلي الأسئلة الأكبر التي دارت في عقول الجميع منذ إعلان الخبر: هل تم اغتصاب بسمة؟ ولماذا قرر حمزاوي نفي الاختطاف رغم تأكيدها ووالدتها؟ هل أراد الطرفان نفي الاغتصاب لكن تضارب تصريحاتهما لعدم اتفاقهما مسبقاً؟ هل خافت بسمة علي مستقبلها المهني ونظرة المجتمع لها في حال إقرارها اغتصابها؟ وأخيراً لماذا قرر حمزاوي نفي شائعة ارتباطه ببسمة الآن فقط رغم تداول الشائعات لهذا الموضوع منذ فترة؟ لذا توجهنا بهذه الأسئلة إلي الدكتور هاني السبكي أستاذ علم النفس الذي قال في البداية ان هناك عدة أبعاد لهذا الحادث، فإما أن يكون هناك بعد سياسي نظراً لمواقف بسمة وحمزاوي مؤخراً تجاه النظام السابق الذي أراد أن يعطي كليهما درساً، أو أن ما حدث عمل إجرامي بحت يدل علي غباء المنفذين نظراً لشهرة حمزاوي وبسمة وأضواء الإعلام التي ستسلط علي الحدث، فقد كان من المفترض أن يتركها الجناة فور اكشافهم لشهرتهما، وهو ما يؤكد احتمالية تدبير الحادث كنوع من "قرص الودن" كما حدث من قبل مع الدكتور عبدالحليم قنديل، وبسؤاله عن التحليل النفسي للخاطفين في التعامل مع أنثي مخطوفة لمدة ساعة زمنية فقد أكد أن كثيراً ما يتعرض معتادو الإجرام إلي صدمة عندما يكتشفون أنهم أمام شخصية معروفة ويقعون في حيرة كبيرة بحثاً عن حل، وقد تصل المناقشات بينهم إلي خلاف ومحاولة أحدهم فرض رأيه علي الجميع، ويكون هذا النقاش أمام الضحية نفسها، وبسؤال الدكتور السبكي عن احتمال اتخاذ الخاطفين لقرار اغتصاب الأنثي المختطفة من عدمه، أكد أن هذا يعود إلي الحالة الذهنية التي يكون فيها الخاطفون حال اختطافهم لأنثي، خاصة إذا كانوا تحت تأثير مخدر أو كحوليات وهو ما يجعلهم في خلاف مستمر كلما زاد عددهم، وبالاستفسار منه عن وجود بعض حالات اغتصاب رفضت الضحايا فيها التصريح باغتصابها فقد أكد أن معظم ضحايا الاغتصاب بشكل عام يفضلون الصمت خوفاً من نظرة المجتمع لهن وخوفاً من انتقام الجناة الذين عادة ما يهددون الضحية بعدم الحديث، لكنه أكد في الوقت نفسه صعوبة التكهن باغتصاب بسمة تحديداً، مشيراً إلي أن الوقت الزمني للاختطاف والذي وصل إلي الساعة