· نزل بالفندق إدوارد السابع ملك بريطانيا وتشرشل ورئيسا الولاياتالمتحدة روزفلت وهوفر وملوك بلغاريا وإيطاليا وقامت بزيارته الملكة «أوجيني» · كانت الإقامة فيه مريحة للأعداد المتزايدة من السياح ومسافري الترانزيت من أوروبا للشرق الأقصي والهند ضمن موضوعاتنا عن الفنادق التاريخية المصرية، كان من الضروري أن نبدأ بفندق شبرد العريق الذي عرفه العالم تماما كمعرفتهم بالأهرامات وأبوالهول فالأمر الذي لاشك فيه هو أن فندق شبرد كان ولايزال أهم الفنادق في تاريخ مصر ومنذ ستين عاما تقريبا كتب أحدهم أن أهمية فندق شبرد لاترجع إلي ضخامته ففي الدنيا مئات من الفنادق الأضخم والأفخم ولكنه فندق تاريخي فمن شرفته أطلت أوروبا علي مصر لأول مرة وفي جنبات الفندق القديم، كانت السياسة الشغل الشاغل لكثير من الزعماء والقواد الذين أمضوا فيه بعض الوقت علي مدار مائة عام.. بداية الفندق القديم الذي كان موقعه في شارع إبراهيم «الجمهورية حاليا» بالقرب من حديقة الأزبكية وميدان الأوبرا تعود إلي عام 1841 حينما جاء صامويل شبرد إلي مصر للبحث عن قطعة أرض تصلح لإنشاء فندق واختار موقع قصر قديم متهالك استخدمته الحملة الفرنسية خلال وجودها في مصر وكان هذا القصر المقر الذي تولي قيادة الحملة الفرنسية بعد عودة نابليون بونابرت إلي فرنسا كان هذا القصر مقرا لقيادة الحملة وفي ساحته لقي كليبر مصرعه علي يد سليمان الحلبي.وقبل أن يصبح هذا المبني فندقا، كان قصرا للأميرة زينب ابنة محمد علي وكان حينها يطل علي بركة الأزبكية ثم جعله محمد علي مقر لمدرسة الألسن ومنه نقلت المدرسة إلي مكان آخر واستأجره بعدها صامويل شبرد بشراكة مع بريطاني يدعي هيل واسمياه الفندق البريطاني الجديد. وفي فنائه حفر حماما للسباحة وبمرور الوقت اتسع الفندق وزادت مبانيه وتم تجديد محتوياته كان الهدف من الفندق في البداية هو توفير إقامة مريحة للأعداد المتزايدة من السياح إلي مصر ومسافري الترانزيت من أوروبا إلي الشرق الأقصي والهند ونظرا للخدمة المتميزة التي تمتع بها نزلاء هذا الفندق، اكتسب صموئيل شبرد وفندقه سمعة عالمية حتي إن هذا الفندق كان حديث الصحافة العالمية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر فمجلة أخبار لندن المصورة الشهيرة كتبت عنه في عام 1875 قائلة.«ربما لايمكن لك بأي فندق في العالم أن تري هذا الخليط من البشر ذوي المكانة المرموقة من مختلف دول العالم كما يري المرء بشكل يومي لو جلس علي منضدة في الصالون الرئيسي بفندق شبرد.. في عام 1869 نزل بالفندق عدد كبير من الشخصيات العالمية التي جاءت لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس بدعوي من الخديوي إسماعيل وكان علي رأس الزوار الملكة الفرنسية «أوجيني» التي استقبلها الخديوي إسماعيل في فندق «شبرد» وأقام مأدبة ضخمة علي شرفها وبعدها صار الفندق المكان المفضل لإقامة الزعماء والملوك والرؤساء والشخصيات البارزة في العالم ولايتسع المجال لذكر اسماء من نزلوا بهذا الفندق الذي يشمل كتابه الذهبي آلافا من مشاهير العالم منهم ملك بريطانيا إدوارد السابع ورئيس وزرائها الأسبق ونستون تشرشل ورئيسا الولاياتالمتحدة السابقان تيودور روزفلت وهوفر وفيصل ملك العراق وملوك بلغاريا وإيطاليا وأعضاء وفود الدول العربية الذين جاءوا إلي مصر لحضور مراسم افتتاح جامعة الدول العربية في اربعينيات القرن الماضي وكثرين غيرهم.. من المعلومات التي لايعرفها كثيرون عن هذا الفندق الذي صار آثرا بعد عين أنه احترق مرتين، الأولي في عام 1868 حينما أتت النيران علي الفندق بالكامل وأعيد بناؤه مرة أخري والمرة الثانية أثناء حريق القاهرة وهو الحريق الذي أدي لتدميره وبعدها انتقل إلي مكانه الحالي بالقرب من كوبري قصر النيل.. تمتع سجل النزلاء في شبرد القديم بشهرة غير عادية، ففي هذا السجل الذي يبدأ من عام 1851 كان علي النزيل أن يسجل اسمه وإسم الشفينة التي ابحرت به من الميناء الأجنبي إلي ميناء مصر ويرسم أمام الاسم علم السفينة الذي يميز الدولة التابعة لها.. لم يقتصر نزلاء الفندق علي الشخصيات العالمية فحسب بل كان ايضا ملتقي للطبقات الراقية من سياسيين ومفكرين وأبرزهم في القرن الماضي سعد زعلول ومصطفي النحاس إضافة إلي اعضاء مجلسي النواب والشيوخ وكبار رجال الاقتصاد، فقد كانت شرفة هذا الفندق الفسيحة هي المكان المفضل للعظماء لتناول فنجان الشاي. ولم يتوقف الأمر علي ذلك حيث كان الفندق مقرا لقيادة قوات الحلفاء خلال الحربين العالميتين الأولي والثانية.. عاد الفندق بعد حريق القاهرة إلي الوجود مرة أخري ولكن في مكان مختلف وبشكل جديد ففي عام 1957 تم افتتاح المبني الجديد للفندق في الحي الذي يعد اليوم حي السفارات بالقرب من السفارات الأمريكية والبريطانية والإيطالية وتم تجديده في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وهو اليوم يتكون من 302 غرفة