يبدو أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة - الذي يستمد شرعيته من الثورة - قد بدأ بعض جنرالاته لأن خلقهم ضيق وروحهم في مناخيرهم، خصوصاً في الأيام الغبرة دي، يضيقون ذرعاً - كما يقول إخوانا بتوع النحو - بالعيال الصيع، اللي كل شوية يطلعوا علي التحرير، وكل واحد فيهم ينصبله خيمة غير مطابقة للمواصفات، ومن غير تصريح من البلدية، ولا فيها سباكة ولا صرف صحي ويقف علي باب الخيمة ولا عنترة، ويقولك لازم وحتماً نحاكم الرئيس السابق اللي مستموت فيها، وكل لحظة يقولك أنا عندي سرطان.. ساعة يروح.. وساعة ييجي، ودكتور.. الحقني.. المغص جوه في بطني، ومحاكمة قتلة الشهداء، مع أنهم بهوات وأسياد الناس، يعني العيال دي لا عندها دم.. ولا ضمير.. ولا وفاء لأي بيه من البهوات، اللي كانوا بيضربونا بالجزمة، مع أن جزمهم غالية. ويبدو أن بعض الجنرالات الذين وجدوا أنفسهم فجأة شغالين بروحين، يعني بيمارسوا الدور العسكري والدور السياسي في نفس واحد، قد زهقوا وروحهم طلعت من المعارك التي تأخذهم علي خوانة، زي معركة الجمل، ومعركة العباسية الأولي، ومعركة مرج دابق الشهيرة بموقعة العباسية الثانية، فقالولك العيال دي مش ناوية تجيبها البر، ودول لا بتوع ثورة ولا نيلة، دي عيال غاوية تناكف في خلق الله.. علشان كده.. خليهم في الميدان.. يطفحوا كنتاكي وحمص الشام، ويصوتوا زي الولايا ويطلعوا بعد صلاة العشا، وشوف مين اللي هايسأل فيهم ولا يعبرهم حتي، لذلك.. إذا طالب الثوار بالغاء مجلس الشوري الفاسد، والذي ليس له نظير ولا حتي في الصومال، قالولك.. مجلس الشوري عادة وربنا ما يقطعلنا عادة، وناسه بركة وذوق، وإذا طالبوا بأن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية، حتي لا يحتل حرامية الحزب الوطني قبة سيدنا الولي، قالولك.. خير الأمور الوسط، يعني نص بالقايمة.. ونص فرداني، وعشان ما حدش يخاف.. هانعلم بتوع الحزب الوطني بختم علي قفاهم، عشان الناس تعرفهم، مع إن البديهي، أن أي ثورة في الدنيا، لابد أن يواكبها رد فعل ثوري، وليس تخديري، من باب.. اصبر علي جارك السو.. لا يرحل.. يا تجيله مصيبة تاخده. وهؤلاء الجنرالات الذين ظلوا يحذروننا من محاولات الوقيعة بين الجيش المصري العظيم والشعب، هم أول من بدأوا الوقيعة، حيث بدأوا بالتهديد والوعيد، ثم تخوين حركة 6 ابريل وكفاية وبقية العيال الصايعة في التحرير، دون أن يعلنوا وثائق التخوين.. علي الأقل نقسم معاهم، بدل ما احنا مش