يقول المثل الشعبي «إن جالك الطوفان حط ولادك تحت رجليك».. المعني واضح إن شعرت بالخطر واشتد عليك.. واجهه بكل قوة.. بكل ما تملك من غال ونفيس.. هذا بالنسبة للفرد.. فما بالنا إذا كان الخطر يهدد الوطن كله.. فما بالنا إذا كان الخطر يهدد الحاضر والمستقبل.. فهل نضع ايدينا علي خدودنا.. ونكتفي بموقف المتفرج أم نواجه الموقف - حكومة وشعبا- بكل شجاعة وحسم حرصا علي مستقبل هذا البلد .. للأسف موقف الحكومة «مايع» جدا!.. في وقت الخطر لا تنفع حكاية «البسكوتة» والحنية الزيادة عن اللزوم!.. مواجهة الانفلات الاخلاقي لبعض الفئات تتطلب حسما ولا يمكن مواجهة هؤلاء بالحنية والطبطبة!.. الانفلات الاخلاقي نتيجة طبيعية ومنطقية لغيات الأمن!.. قلنا وكتبنا وطالبنا اكثر من مرة بضرورة تفعيل دور الامن وعودته إلي ممارسة مهامه في حدود القانون! يعامل المواطن الملتزم باحترام.. ويواجه المنفلت والبلطجي بكل حزم مضت ستة شهور علي قيام الثورة. وكل يوم تزداد الامور سوءا بسبب انتشار البلطجة والفوضي في شوارعنا!.. بسبب الانفلات الاخلاقي تحولت شوارعنا وطرقنا الرئيسية إلي مقالب للقمامة ومخلفات البناء! أي «عربجي» أو سائق سيارة نقل يفرغ الحمولة في أقرب مكان إليه .. ولا تفرق معه إن كان هذا المكان شارعا رئيسيا أو ميدانا! بسبب الانفلات الاخلاقي تحولت الميادين الرئيسية إلي أسواق للباعة الجائلين يعرضون فيها بضاعتهم من الملابس الجاهرة والاحذية إلي الموبيليا!.. شارع الهرم يقف فيه سائقو التوك توك بعد النفق مباشرة في تحد واضح وصريح للجميع.. «واللي مش عاجبه يضرب دماغه في حائط النفق! نفس الحال بالنسبة لشارع السودان عند مزلقان ناهيا الذي اغلقه سائقو الميكروباص.. هذه الفوضي ليست قاصرة علي شوارع الجيزة وحدها ولكنها في كل شوارع المحافظات من الاسكندرية حتي اسوان!.. بسبب الانفلات الاخلاقي انتشر البلطجية علي الطرق السريعة يهددون المسافرين يسرقون متعلقاتهم ومن يعترض منهم يقتل في الحال! بسبب الانفلات الاخلاقي زادت حوادث الاغتصاب وأصبح كل رب أسرة غير آمن علي بناته! وكله كوم وما يحدث عند مبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو كوم آخر! كل من له مطلب خاص ينصب خيمة ويقطع الشارع ويمنع السيارات من المرور!.. هذا مجمل أو ملخص للهم العام.. هم ننام عليه ونصحو عليه وعندما تميل الاوضاع إلي الاستقرار نوعا ما.. نفاجأ بحادث بسيط يشعل النار من جديد! تارة بسبب فتنة طائفية وتارة أخري بسبب مطالب فئوية! والغريب ان كل فريق يريد تحقيق مطالبه الآن وإلا! كل هذا والحكومة تطبطب وتدلع! والاستثمارات تتراجع والموجود يحاول الهروب.. والعمل والانتاج متوقف! وللأسف يساهم بعض وزراء حكومة شرف في ذلك.. منهم من لا يتخذ قرارا ولا يوقع قرارا! وتحولت الحكومة علي أيدي هؤلاء إلي حكومة وقف الاعمال بدلا من تسييرها وتيسيرها!.. هذا الكلام أوجهه للمجلس العسكري والدكتور شرف.. لأن التدخل الجراحي بالبتر يكون ضروريا في بعض الاحيان .. قبل استفحال الامر!.. علي الجانب الآخر من المشهد العام هناك صراع علي الظهور في الكادر.. مرشحون للرئاسة .. واحزاب جديدة في طريقها إلي الاضواء .. تيارات وأطياف سياسية مختلفة وصراع فضائي وأرضي بين فريق يريد الدستور أولا وفريق آخريقسم بكل المقدسات أن تكون الانتخابات أولا!.. كل هذا والمواطن العادي غائب تماما عن المشهد! الحكومة وضعت بينها وبين المواطن حجابا .. لا تصارحه بالحقيقة! عندما وقعت أحداث الفتنة الطائفية بامبابة صدرت تصريحات من بعض المسئولين مفادها ان هناك من يقف وراء هذه الاحداث.. وهناك من ينفخ في النيران لتزداد اشتعالا! وتوقعنا كمواطنين ان الحكومة ستخبرنا عمن يقف ورائها.. ومرت الايام ولم نعرف حتي تاريخه حقيقية الموضوع! وبالأمس حدثت موقعة مسرح البالون وما صاحبها من أحداث في ميدان التحرير! وشاهدنا أعدادا كبيرة من الشباب يركبون دراجات بخارية! وقال بيان الداخلية ان الاحداث قام بها بعض البلطجية ومن المؤكد ان اعدادا ألقي القبض عليها! فهل آن لنا أن نعرف حقيقة الاحداث أم أن الايام ستمر كالعادة ولا نعرف شيئا! في اعتقادي ان الحكومة اكتفت بتقديم نفسها لنا عن طريق رئيسها دكتور عصام شرف الذي ذهب إلي أحد مطاعم المهندسين وصاحبته عدسات المصورين وهو يأكل الفول! وعلي نفس المنوال ذهب واحد من المرشحين لرئاسة الجمهورية الدكتور عمروموسي إلي أحد مطاعم محطة الرمل بالاسكندرية وتناول الفلافل السكندرية الشهيرة! أشعر كأننا كمواطنين دخلنا إلي إحدي دور العرض لتتوالي علينا المشاهد بينما نجاح الصاوي