زمان.. كان الإنجليز يصرون علي أن تظل مصر المحتلة مجرد زكيبة قطن، ونورت ياقطن النيل.. ياحلاوة عليك ياجميل، أو مجرد شوال بطاطس، أو قفة خضار إن شاء الله حتي برسيم، لأنه ليس هناك حاجة لاقامة أي نوع من الصناعة حتي لو كانت صناعة القباقيب، فهم عندهم المصانع.. وأحنا عندنا الفلاحين وابوقردان، وكفاية علينا أغنية محمد أفندي.. محلاها عيشة الفلاح متطمن قلبه ومرتاح، ولذلك.. عندما قامت الثورة، قررت أن تصبح دولة صناعية وجحا أولي بلحم طوره، ورفعت شعار البدلة الشعبية.. أحسن من الجلابية وأحلف بالمدنة وبالمصنع وبدأنا عصر الصواريخ، مثل الصاروخ القاهر والظافر، وبعدين الظاهر إن حد ابن حرام سرقهم وباعهم خردة في وكالة البلح. ثم جاء الرئيس المؤمن.. وقرر أن مصر لازراعية ولاصناعية، أحنا خدنا منهم ايه غير الفقر وقلة الراحة، لذلك.. مصر هاتبقي انفتاحية، يعني إيه يامؤمن.. قالك. يعني أي مواطن يقدر يفتح خزنة ويلهف اللي فيها.. حلال عليه، وأي وليه تنفتح علي العرب وتلهف الدنانير اللي معاهم حلال عليها، اما المواطن السماوي اللي هايقعد يبص لغيره في اللقمة من غير ما يعرف يفتح أوينفتح علي أي حاجة هايفضل طول عمره حافي ومش لاقي ياكل ثم خبط بعصاه ثلاث مرات.. فانفتحت مصر علي البحري واللي يطول حاجة يسرقها، ويدعي للمؤمن ربنا يطول عمره ويزهزه عصره. وينصره علي مين يعاديه.. هاي هييه. ثم جاء صاحب الطلعة الجوية.. اللي فتحت باب الحرية،وقالك.. لازراعية ولاصناعية ولا انفتاحية ولانيلة، أنا والعيال طافحين الدم طول النهار وانتو نازلين سرقة في البلد! ثم سرح قليلا.. وقال.. لامؤاخذة بقي ياجماعة.. كفاية عليكم اللي سرقتوه وربنا يباركلكم فيه خلينا بقي نعرف نعلم الأولاد ونشوف لهم أي شغلانة عدلة، يعرفوا ياكلوا منها عيش، خصوصا أنهم ماخدوش حظهم من الدنيا، يادوب جمال خد شقة في المعادي،وشقة في مصر الجديدة، وفتحهم علي بعض وعلاء مشارك شوية عيال صيع، وأنا والمدام يادوب بنلاقي ناكل، ولولا المدام بتوفر من مصروف البيت وهي بتشتري الخضار من السوق، ماكناش لقينا العيش الحاف.. وأنا راقد قدامكم أهه.. لاعارف أدفع مصاريف المستشفي، ولا عارف ادفع بقشيش للتمرجي اللي بيديني الحقنة يعني كل الحكاية.. قرشين طلعنا بيهم من الدنيا، وفي الآخر اتنازلنا عنهم عشان شوية عيال صيع بتقول محمد الرفاعي