عدت من محافظة قنا بعد أسبوع عشته في ألم وحزن وخوف وحيرة... أنا بنت من قرية الكرنك - محافظة قنا. كنت كلما ضقت من زحام القاهرة هربت إلي قنا أسبوعا أو أكثر فهي بلد جميلة وعروس الصعيد بعد أن نقلها اللواء عادل لبيب محافظها السابق إلي مدينة حضارية نظيفة خضراء وباب مكتبه مفتوح لكل قناوي واحتوي الجميع وجمع الهوارة والأشراف والعرب في نسيج واحد. قنا في عهده كانت مزاراً للسياح ولمن كان يريد مشاهدة معجزة النهضة والحضارة. الاعلام سلط الضوء وتحدثت جميع البرامج والقنوات التليفزيونية عن جمال قنا نعم وتمنيت أن تكون جميع محافظات مصر لديها هذا الرجل الذي أكن له كل تقدير واحترام واعتزاز، أحببت قنا أكثر وفخرت بها وزرتها كثيراً وكنت ومجموعة من سيدات قنا نسهر في النادي النهري أو الكورنيش حتي منتصف اليل ونعود سيراً في شوارعها دون خوف كنت أندهش ولكن من معي كن يضحكن قائلات انت في أمان والكل هنا يسهر حتي الصباح.. كان القبطي والمسلم يعيشان مع بعض ويعملان في كل المجالات ولا نسمع كلمة هذا مسلم أو هذا قبطي حتي جاء اللواء أيوب المحافظ السابق سمعت عنه الكثير ومعه تراجعت قنا في النظافة والهدوء وحدثت حوادث كثيرة وكانت قنا كغيرها تعاني من الإهمال والتجاهل في الخدمات والمشروعات ومن يكون مغضوب عليه يرحل إلي الصعيد نعم عاني الصعيد.. قامت الثورة الكل شعر بأنه سيكون أفضل وله صوت ورأي وجاءت حركة المحافظين وصدم القناوية وانفجر البركان مع خيبة أمل وثار الأهالي ورفضوا هذا المحافظ فسافرت إلي قنا لمعرفة الموضوع وعندما سألتهم لماذا؟ قيل لي إنه رجل بوليس كان يحارب ثورة 25 يناير ويضرب المتظاهرين في الجيزة كرهنا أن يكون محافظنا ضابط شرطة ولم نرفضه لأنه قبطي ولكن لأنه رجل غير سياسي وله موقف متعصب .. تذكرت حادث العمرانية والاتهامات التي نالته ثم قال أحد الشباب حصلنا علي سيرته الذاتية وهذه عادة لدي الصعايدة من يأتي علينا ويعيش معنا لابد أن نعرف اصوله وتاريخه هو رجل شرطة بكل ما تحمله الكلمة من فساد وقسوة سارت الأحداث يوم يمر وآخر يبدأ والأمور مشتعلة والأصوات تصرخ بالرفض. حقيقي حدثت اجتهادات من رجال الدين والمثقفين من حوارات وغيرها وتحولت القضية أن سبب رفضه أنه قبطي !! لا يا كرام رفض في البداية لأنه شرطي ومحسوب علي النظام الفاسد ( المقيمين في سجن طرة) هذا المحافظ قمع المتظاهرين في الجيزة بالماء والرصاص الحي. مرت الأيام وتعالت الاصوات تستنكر علي أهالي قنا موقفهم في الرفض ثار الشباب الذي تصور أنه مهمش اشتعلت المظاهرات وقطعت المواصلات .. في رأيي هذا خطأ ولكن التجاهل ورفض مجلس الوزراء التحرك معتبرين هذا لي ذراع وقرروا بقاء هذا المحافظ المرفوض (ميخائيل) هذا القرار غير المدروس جعل الخلايا النائمة تنشط وتخرج الجرزان من الجحور ومعهم المعارضين للثورة وفلول الحزب الوطني وبعض السلفيين المتشددين يستخدمون كل طرق التخريب واختلط الحابل بالنابل والحق مع الباطل الكل يقول نحن ناس درجة ثانية هل نصرخ عشرة أيام دون حوار معنا هل نحن ليس لنا حق عند الحكومة وقد علق الشيخ محمود عبده نحن ظلمنا وأَهملنا كثيراً في عهد اللواء مجدي أيوب إنه أتلف وأهمل ما فعله عادل لبيب نحن نريد حياة كريمة ونظرة عدل من رجال الثورة إننا انتقضنا ورفضنا إسلوب قطع الطريق وهذا ليس من طبيعة القناوية ، أهالي قنا لا يعرفون لي الذراع ولكن الجرزان والمعارضين للثورة كان صوتهم أعلي. كنت أشارك وأنا متفائلة بأن قراراً سوف يصدر يهدء الأهالي لكن مع الايام شعرت بالاستخفاف بنا وتركت قنا وحكاية محافظ مرفوض مازالت قائمة وقلت من أخرج الجرزان والعفاريت عليه صرفهم ثم صدر قرار بتجميد المحافظ ثلاثة شهور وعرفت أن الحياة عادت طبيعية في قنا وفك حصار المواصلات والكل يتساءل لماذا ثلاثة شهور جمد فيها المحافظ هل هي نهاية فترة رئاسة هذا المحافظ ؟ كما كان حال الرئيس المخلوع إنه قرار غريب ولكن شعب قنا ينتظر وانا معهم أحاول فهم هذا القرار لماذا ثلاثة شهور؟ وأنا عاتبة علي الدكتور شرف وأستاذي الدكتور الجمل علي عدم لقاء أهالي قنا حتي علي سبيل جبر الخاطر، حقيقي أنا زعلانة.. زيارة قنا كانت سوف