بعض الإعلام المصري يصر علي أن يتنفس النفاق بدلاً من الهواء النقي.. كما يصر علي الكذب وعلي سياسة مسح الجوخ.. وعلي رأي الست دي أمي " يموت الزمار وإيده بتلعب ".. .وفي مصر لا يستطيع الزمار الإعلامي أن يوقف أصابعه.. فإذا ما استمعت إلي "الراديو" يصدمك المذيع بنفس عبارات النفاق والغش والتدليس التي تسبح بحمد الحاكم - أي حاكم- كل ما في الأمر أنهم قد استبدلوا اسم الرئيس السابق"مبارك".. ووضعوا مكانه اسم الرئيس الحالي وهو" المجلس العسكري" رغم أن المجلس العسكري لم يطلب منهم ذلك النفاق.... وهذا الأسلوب السيء هوالذي قتل رؤساء مصر السابقين جميعاً.. ومع ذلك يصر بعض الإعلاميين علي أن يتبعوه..حتي في أحداث قنا.. تلك المحافظة التي تعتبر من أشد المحافظات معاناة من الظلم السياسي والاجتماعي والفتنة الطائفية.. وقد ثار أهلها بسبب اختيار محافظ لها سبق فشله وفقاً لوجهة نظرهم.. فتجمع الآلاف متظاهرين فلما لم يستجب لهم أحد اعتصموا.. فلما ازداد التجاهل لهم قاموا بعصيان مدني..ثم تطور الأمر إلي ما لا يحمد عقباه، كل ذلك ولا تجد أمامك إلا إعلاماً صامتاً أومرتعشاً أوخائفاً أومنتظراً علي الأبواب، فإذا ما قام المجلس العسكري بتغيير المحافظ فسوف تنطلق حناجر هؤلاء الإعلاميين بالمديح في هذا القرار.. وتبدأ مانشيتات النفاق مثل "المجلس العسكري يحقق آمال شعب قنا ".. ومثل " تغيير المحافظ جاء تلبية لإرادة الجماهير التي شعر بها "المجلس العسكري".. ومثل "المسيحيون والمسلمون يشكرون المجلس العسكري".. وهذا الأسلوب في الحقيقة هوأقصر الطرق لصناعة الطواغيت والفراعنة.. والقنوات الفضائية المصرية تنافس الآن الصحف في هذا الأسلوب..فإذا ما تم تغيير المحافظ فإنك لن تجد محاوراً في برامج الكلام الفضائي إلا مستضيفاً لواحد من شعب قنا ليسأله عن شعوره بعد أن استجابت الوزارة واستجاب المجلس العسكري معها لنداء الشعوب.. ونحن بهذه المناسبة نسأل أهل النفاق جميعاً، بل ونرجوهم أن يرحلوا عنا وأن يتركوا المجلس العسكري في حاله وأن يبحثوا عن التسلق والنفاق في منطقة أخري..فالشعب المصري الذي مازال يطالب بتغيير المنافقين في الإعلام.. يعرفهم بالاسم ويفهمهم من حركاتهم بل ويشير إليهم بالأصابع ويطالب بإبعادهم مذيعاً مذيعاً.. وصحفياً صحفياً.. ومذيعةً مذيعةً..ومحافظاً محافظاً..كل هؤلاء المنافقين ظلوا يرددون طوال الأيام الماضية أن عدد المتظاهرين في قنا لا يزيد علي مائة وخمسين متظاهراً..وهونفس الأسلوب المقيت الذي كانوا يتبعوته قبل الثورة...أما قناة الجزيرة كالعادة وبعض القنوات الأخري قد أظهرت الحقيقة وحاورت شعب قنا والذي تعدي عدد المتظاهرين فيه الثلاثين ألفاً.. وطبعاً لا تجد في وجه أحد من هؤلاء المنافقين حمرة الخجل..ولا أي حمرة أخري.. أما ما يجب أن يقال لمجلس الوزراء ورئيسه وللمجلس العسكري فهوأنهم ليسوا أحراراً في تعيين المحافظين أوالوزراء.. ذلك أنهم يعملون في أماكنهم لتسيير الأمور نيابة عن الشعب ومن هنا فيجب أن تخضع فلسفتهم في الاختيار لإرادة الشعب وليس للوكيل أن يخالف رغبة موكله ولا إرادته.. ولذلك فليس من حق مجلس الوزراء تعيين المحافظين الذين تم اتهامهم في قضايا تعذيب سابقة..وقد فعلوا.. وليس من حقهم اختيار محافظين ليست لديهم القدرات الإدارية والخبرة اللازمة لذلك.. حتي ولو امتلكوا القدرات القضائية الواسعة.. وقد فعلوا وكذلك ليس من حقهم تعيين وزراء سبق أن شاركوا في تزويير الإرادة الشعبية.. ولا حتي اختيار أحدهم لتمثيل مصر، لأننا بذلك نعبر عن فلسفة النظام السابق وليس فلسفة الثورة.. وقد فعلوا ذلك أيضاً... فقد مضي العهد الذي كان يتم فيه اختيار المحافظين علي أساس الولاء للنظام.. حتي ولوكانوا من القتلة والفاسدين .وانتهي العهد الذي كان يصر فيه رئيس الجمهورية علي اختيار الجوقة والحاشية من الأراجوزات ومن بين الذين يمدحون حكمته في أنه يختار أفشل الوزراء.. وأقلهم علماً وثقافة.. بل إن من الوزراء السابقين من لم يكن قد أكمل تعليمه.. فلما سألنا المنافقين عن حكمة الرئيس السابق في تعيين وزراء لم يتموا مراحلهم التعليمية الأولي.. أجاب المنافقون: " سيادته متعاطف مع الأمية "..