أثناء فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كان الطلب متزايدا علي شراء السيارات من قبل الأمريكيين و أغري ذلك مغامرين كثيرين علي الدخول لعالم صناعة السيارات .من بين هؤلاء الجدد كان جليني دافيز " و سيارته التي تحمل اسمه هما الأكثر غرابة . انشأ دافيز شركته بكاليفورنيا عام 1947 . وكانت أبرز ملامح السيارة أنها عجلاتها الثلاثة : واحدة في المقدمة واثنتان في المؤخرة . رغم أن هذا النوع من السيارات لم يكن يتمتع بشعبية تذكر ، إلا أن تاريخ السيارات الطويل شهد ظهورة واختفائة عدة مرات . فالسيارة الأولي عملت بالبخار عام 1769 والتي صممها المهندس الفرنسي نيكولاس كوجونت كمركبة مدفعية كانت بثلاث عجلات وكذلك كانت سيارة كارل بنز الأولي التي عملت بمحرك احتراق داخلي عام 1885 . واشتهرت مورجان البريطانية أيضاً بسياراتها ذات الثلاثة عجلات. اعتمدت سيارة دافيز علي تصميم سيارة قام بتصنيعها فرانك كورتيس صانع سيارات السباقات الأمريكي عام 1941 واشتري جلين دافيز الشركة لهذا الغرض واعتمد علي موردين خارجيين للحصول علي معظم مكونات سيارته . استعانت السيارة بعدة محركات صغيرة ثبتت في المقدمة واستخدمت معها نظم نقل يدوية من فورد . وتشابة التصميم الميكانيكي مع الطائرات نظرا لخبرة دافيز في عالم صناعة الطائرات كمهندس . وصنع هيكل السيارة من الألومنيوم وهو أيضا مستوحي من عالم الطائرات ولتوافره عن الصلب خلال تلك الفترة . وفي تلك السيارات اختفت المصابيح الأمامية خلف صغيرة وكان السقف مصنوعا من الصلب وبإمكانية نزعة وقيل أنة صمم ليتحمل انقلاب السيارة . كانت السيارة متوسطة الحجم بقاعدة عجلات بلغ طولها 2.74 متر وبطول إجمالي وصل إلي 4.87 متر ومن الداخل جهزت بمقعد عريض يسع لأربعة أشخاص وصنعت سيارة أخري لأغراض الدعاية تستوعب 7 أشخاص علي صفين من المقاعد ولكنها لم تنتج علي الإطلاق. ظهرت السيارة "دافيز" في 12 نوفمبر 1947 بلوس انجلوس واستقبلها الجمهور بحماس ملحوظ مع بعض التحفظات الخاصة بثبات السيارات ذات الثلاث عجلات ولطمأنة الناس بشان سلامة السيارة قام حليني دافيز بأداء بعض حركات المناورة والدوران بالسيارة أمام محكم مستقل متخصص في اختبارات القيادة . والحقيقة أن احد مميزات تلك السيارة التي لم يقم بأجراء اختبارات القيادة عليها سوي صحفي واحد فقط أن زاوية دورانها كانت كبيرة وكان ذلك يسهل من تركها في مناطق الانتظار دون عناء . بلغت السرعة القصوي لموديل دافيز حسبما قالت الشركة بينما أثبت اختبار القيادة أن السرعة القصوي في حدود 161كم/ساعة . أما استهلاك الوقود فكان واقعياً عند حدود جالون لكل 35 ميل . وكانت الميزة الأكثر وضوحا هي السعر الذي جاء أقل من ألف دولار حسبما أعلن . طاف جليني دافز الولاياتالمتحدة ترويجاً للسيارة الجديدة وجمع حوالي مليون دولار من وكلاء السيارات ليبدأ الإنتاج ولكنة لم يتمكن من ذلك لنقص رأس المال خلال عامي 1948 و 1949 لم تتمكن الشركة من إنتاج أكثر من 17 سيارة لعدم توافر المال واضطرت بعدها لإغلاق أبوابها ، وفي أعقاب ذلك رفع العاملون بالشركة دعاوي قضائية علي جلين دافيز مطالبين برواتب متأخرة بلغت قيمتها قرابة ربع مليون دولار . ورغم المستقبل الذي بدا مشرقاً انتهت الشركة كصفحة صغيرة في تاريخ السيارات لتنضم إلي قائمة طويلة من الشركات الأخري التي لم تظهر علي الساحة سوي لفترات قصيرة اختفت بعدها إلي الأبد .