أثناء أعقاب الحرب العالمية الثانية، بدأت كثير من الشركات في وقف إنتاجها من السيارات وتكريس جهودها الإنتاجية للمجهود الحربي. وعندما انتهت الحرب، عادت الشركات إلي إنتاج السيارات مرة أخري. وكان الأمر ينطبق علي الشركات الأمريكية والألمانية والفرنسية والبريطانية والإيطالية وغيرها. في تلك السنوات القليلة التي أعقبت الحرب، كانت بريطانيا وألمانيا وفرنسا أحد أكثر الدول تضرراً، ولهذا اتبعت سياسات تشجع علي تصدير منتجاتها كي يمكنها النهوض علي قدميها مرة أخري. ففي بريطانيا اتبعت الحكومة سياسة مفادها "إما التصدير أو الموت" وكانت أحد وجهات الصادرات البريطانية هي الولاياتالمتحدة، وكانت أبرز تلك الصادرات هي السيارات. كانت السيارات البريطانية الأولي التي تم إنتاجها في أعقاب الحرب العالمية الثانية عبارة عن نسخ من سيارات فترة ما قبل الحرب وبالتالي كانت تلك السيارات غير ملائمة من حيث السرعة لدولة تمتد علي مساحة قارة كاملة كالولاياتالمتحدة. وسرعان ما بدأت الشركات البريطانية في تطوير تقنيات سياراتها وبرز ذلك في موديلي أوستن ديفون ودوريست عام 1948 وسرعان ما صارت الولاياتالمتحدة هي أكبر أسواق تصدير السيارات البريطانية. ربما كانت أحد أندر السيارات وأكثرها غرابة خلال تلك الفترة هي جافلين التي أنتجتها شركة جويت المحدودة التي اتخذت من برادفورد في مقاطعة يورك شاير مقراً لها. ونظراً لأن تلك السيارة كانت ذات ملامح فنية غير عادية فقد استقبلها الجميع بترحاب. ترجع أصول تلك الشركة إلي بنجامين ووليم جويت عندما انشأ كلاهما شركة لصناعة الدراجات في برادفورد أوائل القرن الماضي. وبعدها بسنوات بدأت الشركة في التوسع بإنتاج الدراجات النارية. وفي عام 1906 قامت الشركة بإنتاج النموذج التجريبي لأول سياراتها. وكانت تلك السيارة مزودة بمحرك ذي سلندرين مثبت بوضع أفقي، وهو وضع المحرك الذي التزمت به الشركة لمدة 50 عاماً تقريباً. لم تقم الشركة بإنتاج السيارات بشكل فعلي قبل عام 1910، ولم يأخذ هذا الإنتاج شكلاً جدياً قبل نهاية الحرب العالمية الأولي عندما أقامت الشركة مصنعاً جديداً لها في أيدل وهي إحدي ضواحي برادفورد. وفي عام 1936 قامت الشركة بتقديم محرك جديد ذي 4 سلندرات واستمر في نفس الوقت إنتاج المحرك القديم للشركة. وعندما انخرطت الشركة في العمل العسكري أثناء الحرب العالمية الثانية، وجدت الشركة بعض الوقت للبدء في تصميم سيارة لفترة ما بعد الحرب وكانت النتيجة سيارة سيدان بأربع أبواب أطلق عليها اسم جافلين. وتم الانتهاء من النموذج التجريبي في عام 1944 ولكن لم يبدأ الإنتاج قبل عام 1947. استلهم المصممون خطوط السيارة من موديل لينكولن زيفير، وكان الملمح غير العادي الوحيد في الموديل هو استخدام أبواب مثبتة في اتجاه المؤخرة. وبخلاف ذلك كانت السيارة عصرية للغاية من حيث التصميم. تم تجهيز الموديل بمحرك ذي 4 سلندرات بصمامات علوية وبلغت سعة هذا المحرك 1486 سي سي وتم تثبيته أمام خط مركز المحور الأمامي. وربما كان من غير المألوف تثبيت مبرد الماء خلف المحرك. كان المحرك عصرياً من حيث التصميم حيث صنعت السلندرات من الألومنيوم وكانت قوته معقولة حيث بلغت حوالي 50 حصاناً. وكانت تلك القوة تصل إلي العجلات من خلال ناقل يدوي لأربع سرعات. أما نظام التعليق فكان مستقلاً في المقدمة وعبارة عن قضيب التوائي عرضي في المؤخرة. أما الفرامل فكانت تقليدية في المؤخرة وهيدروليكية في المقدمة ثم صارت هيدروليكية تماماً في عام 1951. لم يتجاوز وزن جافلين 998 كجم وبلغ طول قاعدة العجلات 2591 ملليمتر بينما بلغ طولها الإجمالي 4276 ملليمتر. ووفقاً لاختبارات القيادة التي أجريت علي السيارة في عام 1953 بلغت السرعة القصوي لها 133 كيلومتراً في الساعة. ونتيجة للتوزيع المثالي للوزن بين المقدمة والمؤخرة، حققت السيارة بعض النجاحات في سباقات السيارات حيث فازت بسباق مونت كارلو لفئة 1500 سي سي عام 1949 وبعدها بأشهر قليلة فازت بسباق السيارات السياحية سعة لترين ببلجيكا. بدأ طرح الموديل في أسواق أمريكا الشمالية في عام 1950 بكميات كبيرة ورغم ذلك لم تنتشر السيارة هناك بشكل كبير حيث عاني توزيع السيارة من مشكلات وكذلك ظهرت بعض الصعوبات الميكانيكية خاصة ما تعلق بنظام نقل السرعات. تم إنتاج السيارة بين عامي 1947 و1953 وكانت ذات ملامح ميكانيكية تسبق عصرها بمقاييس تلك الفترة. وحدث ذلك رغم أن الشركة كانت خاضعة لسيطرة من البنوك منذ عام 1947 ورغم عدم توافر الموارد اللازمة لاستمرار التطوير الهندسي والتسويق الشرس اللازم للصمود أمام المنافسة الحادة من الشركات الكبري. لم تستمر الشركة كثيراً حيث توقف الإنتاج وبيع المصنع إلي شركة هارفستر الدولية في عام 1954 لتنتهي قصة شركة صغيرة حاولت منافسة الكبار لمدة 50 عاماً.