مصر الغالية في وضع مخاض ثوري نقي بفضل ثورة شباب 25 يناير الطاهر والنقي والاصلاحي والمتطلع لمصر الحرة وهي أغلي «درة».. للأسف توجد نماذج متسلقة ومتسلطة وغير صادقة سبق واستكانت ونافقت وهادنت وتسلقت وتبجحت وتظهر الآن حاملة للصولجان رغم ما كانت تفعله وتمارسه من ممارسات البهتان. وتوجد أيضاً نماذج ارتضت بحصول الدعم المادي والتأييد من جهات غربية وأمريكية وتدعي الآن الاستقلالية.. نماذج كئيبة ولا يتشرف كل مصري شريف أن تتحدث باسمه.. والغريب أن هناك من ظهرت عليه أعراض الفروسية والشجاعة رغم أنهم كانوا في منتهي الصفاقة والبلاهة والتناحة وثبت أنهم في منتهي «البجاحة»! ونجد الآن أيضاً أصحاب المصالح الجدد من المخادعين والمضللين والمبتزين ومن كنا نظنهم رجالاً فأثبتوا لنا أنهم «صبيان» أو قل «أطفالاً».. منهم البكاش والفشار.. ومنهم من «خان» العيش والملح والعشرة وهذه هي الحسرة.. ثم تبين لنا من كان يتظاهر بالنبل والوفاء واتضح أنه مدمن للغش والخداع.. في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الوطن تجري الآن التحقيقات والاستدعاءات والمحاكمات للبعض من كبار المسئولين والوزراء السابقين والبعض أيضاً من رجال الأعمال ومهما كانت السخونة والاثارة للقصص والحكايات فيما يتعلق بالبلاغات وتوجيه الاتهامات فإن «أي» متهم سيظل بريئاً حتي يقرر القضاء البراءة أو الإدانة لأن الحكم هو عنوان للحقيقة.. وعليه فليكن النقد ولو كان قاسياً دون الإهانة الشخصية والإنسانية للشخص «المنقود» لأن الكلمة أمانة ولا يصح أن نغمسها بالإهانة ولابد أن تكون جمل الكلمات في النطاق الصحيح لا أن تكون علي غرار سموم الفحيح.. لا نريد حواديت وقصص «التخوين» أو عن كلام الممارسات الجنسية وإهانة سمعة من كانوا يعملون في رئاسة الجمهورية لأن هناك شرفاء وفضلاء ولا يعنينا من أصابهم هذا الداء! خصوصاً أن لكل «مقال» مقام!! وما تسرده بعض الصحف الآن يذكرني بمحاكمة وموقف صعب تعرض له كاتبنا الصحفي الراحل مصطفي أمين منذ أكثر من 45 عاماً وفي بدايات ومنتصف «الستينيات».. هذا الصحفي الجليل تعرض للحط من قدره بالإذلال والإهانة وتعرض للتعذيب وتحمل ولكنه «بكي» وانهارت دموعه «أنهاراً» عندما سبوه «بأمه».. والملاحظ الآن وللأسف أن الصحف والمجلات وللغرابة الصحف «القومية» وأيضاً بعض البرامج الفضائية حيث استعراض لقطات الوزراء المحبوسين في محبسهم وحتي داخل أقفاص المحاكمات الحديدية والشماتة والاستهزاء دون مراعاة للشعور الإنساني النبيل وبعد أن كانت هذه الصحف «تفرد» الصفحات لصورهم وأحاديثهم.. فقط مطلوب الموضوعية.. يا سادة هناك من فقد الحياء الواجب والتعامل الصحفي المفترض داخل بلاط صاحبة الجلالة وهذه هي الحالة! ولا يصح أن تكون هناك الشماتة لأنهم مثل خيال المآتة وأيضا هناك من تبدلت مواقفهم في ثانية.. وتبدلت جلودهم «كالثعابين» وركبوا موجة «الثورة» مع أن العديد من هؤلاء من أصحاب العورات وتشابهوا مع الراقصات في الزفة اللاتي يتمايلن ويطرقعن بالصاجات! ثم لماذا لا يتم استعراض مواقف الرجال من الكتاب والصحفيين الذين كشفوا المفاسد ونبهوا علي خطورة «التوريث» من ينسي إبراهيم عيسي وعبدالحليم قنديل ووائل الإبراشي وجمال فهمي وأمين هويدي والآخرين.. هؤلاء يستحقون «التحية» لأنهم لا يهللون الآن بمثل ما يهلل البعض ممن كانوا ممسكين بالعصا من المنتصف.. ثم من ينسي أو يتناسي الملتزم الدكتور «ضياء رشوان» ابن الأهرام الذي وللأسف ابتلي ومنذ سنوات بمجموعة وافدة من المنتفعين فوصلت الأحوال الآن للوضع الأليم.. وبالمناسبة أنا أحيي الأمين زميلنا «محمد صابرين» و«محمد السعدني» الرزين أصحاب المواقف التي لا تتغير ولا تتبدل وبعكس كدابي الزفة بالأهرام الذين يتسابقون في الظهور علي الشاشات الفضائية وكتابة المقالات في أي صحيفة وعلي طريقة رقص أي «غازيّة»!.