في إطار اهتمام الحكومة خلال الشهور القليلة الماضية, بالملف الخارجى, خاصة الأفريقى على مستورى الدبلوماسية المصرية, وزيارات رئيس الوزراء م. "إبراهيم محلب" لعدد من الدول الإفريقية الفاعلة في القارة, جاءت جولاته الخارجية في الفترة الخيرة لكل من "تشاد" و"تنزانيا" و"غينيا الاستوائية" مستغلا في ذلك علاقاته الشخصية مع رؤساء بعض الدول الأفريقية, بحكم شغله السابق لمنصب رئيس مجلس إدارة "المقاولين العرب", وما تقوم به من مشروعات تنمية بهذه الدول, ولمعرفة أهمية تلك الجولات, كان لنا هذا الحوار مع السفيرة "منى عمر" مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية, وأمين عام المجلس القومى للمرأة, والتى تطرقنا معها لدور المرأة في الفترة القادمة ومشاركاتها السياسية بدءا بالانتخابات القادمة. . بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء لكل من "تشاد" و"تنزانيا", ما هى قراءتك لمستوى ما وصلت إليه العلاقات على المستوى الأفريقى, وما يمكن أن يعود على "مصر" من هذه الزيارة؟ اختيار الدولتين كان موفقا جدا, ف"تشاد" من أهم الدول الأفريقية بالنسبة ل"مصر", خاصة أنها دولة إسلامية يتحدث مواطنوها اللغة العربية, وبها أكبر عدد من المبعوثين للدول الأفريقية من "الأزهر الشريف", وتحتفظ بعلاقات تاريخية مع "مصر", وساعدناهم على إنشاء قسم للغة العربية فى الجامعة التشادية, كما أن الرئيس التشادى من أقدم الرؤساء الأفارقة وأكثرهم تأثيرا فى القارة, مما سينعكس على لقاء رئيس الوزراء به فى توضيح حقيقة الأحداث بعد "ثورة 30 يونيو", بما يسمح بعودتنا لممارسة أنشطتنا فى "الاتحاد الأفريقى". ول"تشاد" أهمية كبرى من الناحية الأمنية, لأنها تتصل بحدودها معنا عند رأس مثلث الحدود مع "السودان", وفى وقت من الأوقات كان الوصول إليها بالطريق البرى, وهى عضو مع "مصر" فيما يسمى ب"تجمع الساحل والصحراء", والذى يضم مجموعة من الدول الواقعة فى الصحراء الغربية, والتى تواجه مجموعة من المشاكل الأمنية الخطيرة وعلى رأسها التطرف والإرهاب, بدءا من الحزام الإسلامى الذى يبدأ فى "مالى" ويصل حتى "سيناء" فى "مصر", وكذلك عمليات الاتجار فى البشر وتهريب السلاح والمخدرات؛ كما أن ل"تشاد" دور كبير من خلال العلاقات القبلية, فيما يجرى فى "دارفور" ب"السودان", والتى تعتبر امتداد الأمن القومى المصرى. وهناك عدد من الشركات العاملة فى كثير من المجالات التى يأتى على رأسها المقاولات, وهناك "شركة القلعة" التى تنفذ مشروع السكك الحديدة بين "كينيا" و"تنزانيا", بالإضافة إلى بروتوكولات تعاون فى مجالات التعاون الزراعى, والثروة السمكية والحيوانية, كما عرضنا الخبرة المصرية فى "نهر تشاد". . وهل يسمح الوزن السياسى للدولتين بالفعل بالضغط لتفعيل الدور الأفريقى ل"مصر"؟ "تنزانيا" هى احدى دول حوض النيل, وكان قد أصاب العلاقات بها نوع من الفتور بعد توقيعها على الاتفاقية الإطارية أو "اتفاقية عنتيبى", وتأتى هذا الزيارة خطوة فى شرح وجهة النظر المصرية وتوضيحها فيما يخص "مشروع سد النهضة", واستقطاب الرأى العام فى دول حوض النيل. . وهل اعتمد رئيس الوزراء فى زيارته على كونه رئيسا سابقا لمجلس إدارة "المقاولين العرب" بما لها مند فروع عملاقة فى أغلب الدول الأفريقية تقوم بمشروعات تنموية فيها؟ بالتأكيد, ولذلك وضعت الحكومة فى جدول زياراتها الأفريقية, زيارة إلى دولة "غينيا الاستوائية", واختيار هذه الدولة نابع من الدور الذى تقوم به "المقاولون العرب" وتأثيرها البالغ فى المشروعات المهمة فيها, كما أن علاقات م. "إبراهيم محلب بالرئيس الغينى علاقات قوية. . لكن ما رأيك فى تصريح رئيس الوزراء من أن أزمة "سد النهضة" سهلة ويمكن حلها ببساطة, وهو ما استهجنه خبراء فى الملف المائى؟ أنا شخصيا متفائلة بإمكانية حل أزمة "سد النهضة", ولكن كان على م. "إبراهيم محلب" وهو يدلى بهذا التصريح, أن يوضح ما هى رؤيته لكيفية الحل, ويقدم تفاصيل حول هذه الرؤية. . بحكم شغلك منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية سابقا, ماذا كان موقف الحكومة فى النظامين السابقين "مبارك" و"مرسى" من هذا الملف؟ الاهتمام ب"أفريقيا" لم يكن موجودا على مستوى القيادة السياسية العليا للدولة فى ", رئاسة الجمهورية", وبحكم أنه كل القرارات كانت فى يد رئيس الجمهورية فى النظام الأسبق وتنبع منه, فلم يكن لدى بعض الوزراء نفس القدر هذا الاهتمام أيضا, وإن كنا قد شهدنا نوعا من الاهتمام وطفرة فى العلاقات مع "أفريقيا" فى حكومة د. "أحمد نظيف".. لكن الأسلوب الذى تم تناول ملف "سد النهضة" به, لم يتحرك بالوتيرة السريعة المطلوبة, واعتقد أنه بعد اتمام انتخابات رئاسة الجمهورية سيكون هناك تطور سريع فى هذا الملف. . هل كان تحذير الأجهزة الأمنية ل"مبارك" من حضور مؤتمرات القمة الأفريقية بعد محاولة اغتياله فى "أديس أبابا" فى محله؟ لا طبعا, لم يكن فى محله, كيف يكون رئيس الجمهورية مهددا فى كل مكان يزوره؟.. فعدم حضور تلك المؤتمرات كان يفسر على انه نوع من الإهمال من قبل "مصر" للدول الأفريقية, وكان عدم حضوره يقصينا عن أية لقاءات على مستوى القمة, فى حين ان طبيعة العلاقات مع دول القارة يحركها مثل تلك اللقاءات أكثر من أى شئ آخر. . من التصريحات التى أثارت جدلا فى الوقت الحالى, تصريح وزير الخارجية السفير "نبيل فهمى" من علاقة "مصر" ب"أمريكا" علاقة زواج شرعى, فما رأيك فى التصريح وطبيعة العلاقات وما أثير حول كل ذلك؟ لا أعتقد أن وزير الخارجية كان يقصد المعانى التى ذهب إليها الكثيرون, وقد يكون اللفظ خانه التوفيق فيه.. وأعتقد أن لدينا من القضايا الضخمة فى "مصر" ما يجب أن ننشغل به عن تصريح مثل ذلك, خصوصا أن وزير الخارجية سبق زيارة "أمريكا" بزيارة إلى "روسيا". البعض وجه لوزارة الخارجية المصرية انتقادات حادة وحملها مسؤولية الإخفاق فى عرض الأوضاع فى "مصر" بعد 30 يونيو, فكيف تقيمين ذلك؟ التقصير ليس لا علاقة بوزارة الخارجية, ولكن دور الإعلام المصرى في الخارج غائب, حتى التليفزيون المصرى, والناس لا تجد سوى "قناة الجزيرة" والتى تعرض الصورة على غير حقيقتها. خلال فترة عملك بالخارجية, هل لمستم وجودا ملحوظا ل"لإخوان" فى بعض الدول الأفريقية؟ بالفعل "الإخوان" لها وجود فى بعض الدول الأفريقية من خلال التعاون مع بعض الجماعات الإرهابية أو التى تتفق معها فى الأهداف, وما تشاهده من إرهاب فى القارة الأفريقية لا يحتاج إلى دلالات, وعلى سبيل المثال ما تقوم به جماعة "بوكو حرام" فى "نيجيريا" ليس ببعيد, وما يحدث فى "كينيا" وفى "مالى", وفى "ليبيا" وما سبق أن حدث فى "الجزائر". نحتاج لجهد دولى وأفريقى حتى لا تتحمل "مصر" وحدها مواجهة هذه الجماعات وموجاتها الإرهابية, لأنها وإن كانت متمركز حاليا فى "أفؤيقيا" إلا أنها ستنتقل بعد فترة قليلة إلى باقى القارات. إذا انتقلنا لملف المرأة فى "مصر" بحكم كونك أمين عام "المجلس القومى للمرأة", فى ظل الاستعداد للانتخبات الرئاسية القادمة, ما هى مطالبكم من الرئيس القادم؟ "المجلس القومى للمرأة" نظم عمل لقاءات من كلا المرشحين الرئاسيين "عبد الفتاح السيسى" و"حمدين صباحى", وتحدثنا معهم بقوة بالنسبة لمطالب المرأة وموقفهما منها فى برنامجيهما الانتخابيين, وما يمكن أن يقدموه لها, وكان من أولويات مطالبنا تفعيل مواد الدستور التى جاءت صريحة جدا بالنسبة لحقوق المرأة وحقها فى تولى المناصب القيادية والتشريعية والقضائية وغيرها. هل سيقوم المجلس بنفس الدور الذى قام به فى الترويج للدستور للحث على المشاركة فى الانتخابات القادمة؟ المجلس نم العديد من الدورات التدريبية للمرأة من أجل إعدادها للترشح للبرلمان, ونقوم بإعدات مؤتمرات شعبية فى كل المحافظات لحل المرأة على المشاركة فى الانتخابات, والمعايرر التى عليها أن تراعيها فى المرشح الرئاسى, وذلك دون توجيه له حول اى المرشحين سوف تختار, لأننا غير منحازين لأى من المرشحين. مع تكرار حالات العنف ضد المرأة وما لوحظ فى الفترة الأخيرة من تزايد حالات الاغتصاب, هل لدى المجلس إحصائيات حديثة فى هذا الصدد؟ المجلس يجرى حاليا الدراسات الحديثة اللازمة, ولكن لم تكتمل بعد, ولم نصل إلى الأرقام النهائية