الكوادر الإعلامية في التليفزيون قررت الانفجار، وأقامت اعتصاما هو الأول في تاريخه، فوجد الوزير أنس الفقي نفسه فجأة أمام الطوفان في مواجهة عنيفة وعاصفة باغتته فجأة ولم يكن مستعدا لها، أشار عليه المقربون بمواجهة مرنة ومريحة ومرضية لكل الأطراف، أعاد هيكلة الأجور، وأراح الجميع، ولكن المذيعين وقفوا حجر عثرة في طريقه وظلوا كاللقمة في الذور، فمعظمهم لا يعملون ولا يحصلون علي مكافآت إضافية في حين يستعين أسامة الشيخ بمذيعين ومستشارين من الخارج يحصلون علي آلاف الجنيهات، بل لن نبالغ لو قلنا ملايين، وأبناء التليفزيون يبقي لهم الفتات، ولكي ينتهي من هذا الصداع أغدق عليهم من المكافآت وملأ بهم الشاشة في الساعات الأخيرة من الليل!! 5- أما عن انفصال القنوات الإقليمية الست وإعادة هيكلتها واستقلالها تحت اسم " قنوات المحروسة" فهو قرار تأخر كثيرا، ورغم ذلك فقد سعدنا وسعد الإقليميون بالقرار، وتولي عادل معاطي رئيس القطاع هذا الملف، وربما تم التمديد له بعد السن القانوني من أجله، وتم الإعلان عن حفل استقلال هذا القطاع أكثر من مرة، أخرها كان مزمعا مطلع يناير الحالي، وها نحن في أواخر يناير والقطاع غير جاهز، والهيكلة لم تتم، والمحروسة لن تري النور إلا بعد شهور قد تطول، ولا نعرف مداها، إلا إذا كانوا يقصدون يناير 2012 . 6- كانت لقطة البث الجماعي للقنوات المصرية جميعها سواء كان علي مستوي تليفزيون الدولة أو التليفزيون الخاص ومبادرة وزير الإعلام في الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بعد أحداث كنيسة القديسين لقطة استثنائية وخاصة جدا، وذلك لأن الحدث كان جللا وخطيرا، والحماسة التي رأيناها في الاستجابة لهذه المبادرة انطلقت من قلب الحدث، ولو أننا دققنا النظر قليلا في العلاقة بين الإعلام المصري والخاص سنجد انها علاقة منافسة ضارية وأحيانا تصل لعلاقة عدائية، ولم يستطع إعلام الدولة علي مر هذه السنوات واختلاف القيادات أن يمتص الإعلام الخاص ويحتويه لكي يكون هناك انسجام في الخطاب الإعلامي المصري، ولا نعلم بعد هذه المبادرة الحماسية التي جذبت إعجاب الجمهور وأحدثت حالة عاطفية نأمل ان تمتد، هل لدي الوزير أنس الفقي والمهندس أسامة الشيخ باعتبارهما أصحاب القرار الوحيدان في هذه المنظومة أجندة تحتوي الإعلام في مصر وتصهره في بوتقة واحدة، وتكون تلك المبادرة نواة تلك الأجندة؟ 7- كيف يمكن أن نقيم تجربة التليفزيون المصري في استغلال الشيوخ والسلفيين علي شاشه تليفزيون الدولة خاصة بعد تكرار ظهورهم في برامج غير متخصصة وفتاويهم في الاقتصاد والصحة والعلم والطب؟ خاصة بعد أن تم إغلاق القنوات الدينية والسلفية التي قادت المجتمع نحو الهاوية والجاهلية والأمية الدينية، هل يكرر التليفزيون هذه التجربة ويسهم في طمس الثقافة الدينية المعتدلة، ويقود المجتمع بشيوخه نحو هاوية جديدة؟ 5- إذاعة القرآن الكريم ربما تكون هي الإذاعة الوحيدة التي ظلت لدي المستمع من بقايا الإذاعات المصرية التي دخلت كهف النسيان بعد أن عجزت عن المنافسة مع الإذاعات الجديدة والقنوات الفضائية، وتبقي إذاعة القرآن الكريم محمية بإرادة إلهية لكل مستمعيها، إحدي محطات البث الهامة جدا لهذه الإذاعة موجودة في مدينة السنطة بمحافظة الغربية، محطة إرسال عمرها 35 عاما، تعمل ويعمل بها ما يزيد علي 150مهندسا ومشرفا وفنيا وعاملا، وموظفا، فجأة وبدون سابق إنذار وبجرة قلم، وبدون مبرر أو ضرورة، قرر رئيس قطاع الهندسة الإذاعية نقل هذه المحطة إلي منطقة ( باترا) في مدينة المنصورة، بجرة قلم قرر مسئولو الاتحاد تشريد 150أسرة، تعمل في هذا المكان منذ أكثر من 35 عاما، دون مراعاة لتلك الأسر وظروف عائليها، وبدون منطق معلن ستنقل محطة الإرسال التي تكلفت منذ 35 عاما ملايين لإنشائها، وستتكلف مليارات لنقلها، في سلسلة لا تنتهي من سياسات إهدار المال العام، الرئيس في كل خطاباته يوصي بتخفيف الأعباء علي كاهل محدودي الدخل ولكن يبدو أن المسئولين في مؤسسات الدولة ليس لديهم تقييم حقيقي ولا يعرفون من هم محدودو الدخل، والنتيجة اننا قريبا سنشاهد 150 أسرة بنسائها وأطفالها ورجالها معتصمين امام مبني ما سبيرو مطالبين برفع الأعباء وربما يحرق بعضهم نفسه فداء لأهله وزملائه.