· لن أسيئ لأحمد فراج في مسلسلي فقد كان يبكي وهو يصلي من كثرة الخشوع ولكنه طلب مني اعتزال الفن.. فقلت له: روح لحالك طلب مني بعض أقارب وأصدقاء الإعلامي الشهير الراحل أحمد فراج - صاحب أهم وأشهر برنامج ديني في التليفزيون المصري - توصيلهم بالفنانة الكبيرة صباح، وبالدائرة المحيطة بها، المسئولة عن مسلسل «الشحرورة» الذي يتناول حياة الصبوحة وسيرتها الشخصية، وذلك لإقناعهم بعدم التطرق إلي قصتها مع الراحل أحمد فراج علي اعتبار أنها كانت حدثا عارضا هامشيا، فضلا عن أن فراج ليس فنانا، ولا علاقة له بالوسط الفني، والأهم من كل ذلك أن أسرته تخشي أن يسييء المسلسل إلي صورة الإعلامي الكبير التي ارتبطت في أذهان الناس بالمكانة الدينية وبالوعظ والإرشاد.. أكثر ما يخشونه أن ينتقل أحمد فراج في أذهان الكثيرين من هذه المكانة الإعلامية والدينية إلي كونه مجرد رجل من رجال وأزواج صباح.. ما فهمته من الفنانة الكبيرة صباح حينما نقلت إليها رغبة أسرة وأصدقاء أحمد فراج ومخاوفهم وهواجسهم، أنها لا تستطيع أن تمحو شخصيات من حياتها وتحذفها بجرة قلم، وأنها لا تخجل من شيء في حياتها، وبالتالي لا يجب أن يخجل الآخرون من دخول حياتها وإلا لماذا دخلوها من الأصل؟!.. وما فهمته من الصبوحة أيضا أنها تحترم رغبة عائلات كل الذين تزوجوها وأحبوها في حماية سمعة العائلة، ولكنها للأسف رغبة ضد الحقيقة والتاريخ والطبيعة الإنسانية، وقالت لي صباح: ومع ذلك فإن قصتها مع الإعلامي ورجل الدين الشهير أحمد فراج تحديدا هي قصة نقية تماما، وأضافت: كان زوجا متدينا متخصصا في البرامج الدينية وتزوجني وأنا فنانة، ولكنه فجأة طلب مني اعتزال الفن فقلت له: عاوزني ست بيت يعني.. لأ خليك في شغلك وأنا في شغلي لأنني أموت إذا خرجت من الفن.. وأضافت صباح: أحمد فراج كان متدينا جدا لدرجة أنني شاهدت مشهدا لم تقع عليه عيناي طيلة حياتي، وهو مشهد رجل يبكي بالدموع أثناء الصلاة من كثرة الخشوع.. هذا الرجل هو أحمد فراج، وقالت لي صباح أيضا إنها أحبته لدرجة أنها كانت تذهب معه إلي عمله أثناء تصوير حلقاته لتشجيعه ورفع معنوياته وسط الناس لأنها كانت الأكثر شهرة. المفاجأة التي علمتها من صباح أن ابنتها هويدا ترفض بشدة أن تتناول أمها حياتها في المسلسل، وأن هويدا حذرت الأم: لا أريد حتي ذكر اسمي.. وأعرف أن هويدا هي نقطة ضعف صباح، وهي حزنها الحقيقي وألمها الرئيسي.. حاولت صباح أن تصنع منها نجمة فنية إلا أن هويدا لم تحب الفن وأحبت حياة «الهيبز» الذين يمرحون ويرقصون ويعيشون وفقا لطقوس خاصة، يمارسون فيها الحرية بمفهومهم، ولذلك أحبت الحياة في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وأتوقع أن تستجيب صباح لرغبة هويدا، فهي نقطة ضعفها، إلا أن ذلك سيضعف موقف الصبوحة التي ترفض بشدة رغبات عائلات أزواجها السابقين لحذفهم من المسلسل، وسيسقط شعارها الذي ترفعه: إذا كانوا يخجلون فلماذا دخلوا حياتي من الأصل؟! فها هي ابنتها تخجل وصباح تستجيب. أهم ما نتعلمه من ذلك الجدل أن الحياة الخاصة للشخصية العامة والشهيرة ليست ملكا لها، وأن ما هو سر اليوم، قد يتحول إلي مسلسل تليفزيوني في الغد، وأن قصص الحب والزواج تظل تطارد أصحابها، ولا تستطيع العائلات أن تفعل شيئا لحذف ما لا تريده. أعرف أكثر من فنانة بدأت في كتابة مذكراتها.. وأعرف أكثر من شخصية سياسية ترتعد خوفا من ذلك. وتلك قصة أخري قد نرويها يوما ما...