مازالت مأساة رأفت مصطفي أحمد عبده المعروف إعلاميا ب «مدرس المشانق» تلقي بظلالها خاصة أنه تعرض خلالها وأولاده للضرب والاهانة كلما أراد لها حلاً حتي أنه صرح في حوار مسجل ل«صوت الأمة» بأنه يطلب حق اللجوء السياسي لإسرائيل بعدما شعر بأن هذه البلد - علي حد قوله - كترنا عليها وهي مش عاوزه عبيد تاني. وتعود قصة رأفت مصطفي إلي بداية الاعتصام الذي نظمه أطفاله الثلاثة عمر وفارس وفرح علي رصيف مجلس الشعب بسبب عدم السماح لطفلته بالصعود من رياض الأطفال إلي الصف الأول الابتدائي في العام الدراسي 2009 / 2010 أسوة بطفلين آخرين أقل منها بشهر. وجاءت تسميته بمدرس المشانق لأنه نفذ فكرة رمزية اعترف هو بأنها صادمة إلا أنه أراد بها - علي ما ذكره - أن يبين للناس أن الحكومة هكذا تفعل بالمواطنين لعلها تكون ملفتة للنظر فاشتري أحبالا ونصبها علي شكل المشانق وربطها في أعناق الأطفال. ويقول: كنت أتصور أن الاعتصام سيكون لمدة يوم أو يومين ويكون لدي المسئولين ضمير عندما يرون أولادي فيصعبون عليهم لكن الاعتصام استمر 32 يوما أمام مجلس الشعب دون أن يرد علينا أحد من المسئولين وعندما أخذت الأولاد واللافتات واعترضت طريق رئيس المجلس د. فتحي سرور لعله يرانا ويكون هناك رد، قالوا بيرمي أولاده تحت العربية، وبصوت اليائس قال مصطفي: أحسست أن البلد دي كترنا عليها وأن المسئولين مش عاوزين عبيد تاني وعاوزين يموتونا كل يوم رغم أن الأرحم يموتونا مرة واحدة، وفكرت في اللجوء لأي بلد أعيش فيه فتوجهت إلي السفارة السعودية لتقديم طلب حق اللجوء للسعودية لكن الأمن والاستعلامات بالسفارة رفضوا السماح لي بمقابلة السفير أو القائم بأعماله وقالوا: معندناش الكلام ده، وطردوني. ويتابع: اعتصمت علي الرصيف المقابل للسفارة وهو رصيف مدرسة أسماء فهمي بالدقي لمدة يومين وفي اليوم الثالث حضرت أنا والاطفال لمكان الاعتصام فوجدت أمناء الشرطة وقد أخرجوا خرطوم مياه من مدرسة أسماء فهمي ورشوا الرصيف حتي لا أعتصم، فوجدت مكاناً في الرصيف لم تصله المياه فجلست أنا والأطفال فيه فغرقونا بالمياه. بعدها بخمس دقائق - والكلام لرأفت مصطفي - وجدت ضابط أمن دولة ومعه 7 أو 8 من أفراد الشرطة وسألني بتعمل إيه هنا، قلت له أنا معتصم هنا فقال: مفيش اعتصام هنا، قلت له: ده حقي الدستوري قال لي: .... أمك علي... أم الدستور، وقال لمن معه أنتوا حتتفرجوا علي، فسحلوني علي الأرض وضربوني بالشلاليت وبكلوة اليد علي دماغي وحملوني فقذفوني في العربية وأنا أصرخ علي ولادي وولادي يصرخوا وذهبوا بي إلي قسم شرطة الجيزة وبعدها بربع ساعة جابوا أولادي في تاكسي وضربوهم وشتموهم. ويضيف: دخلت حجرة نائب المأمور وقابلني الضابط الذي كان في مكان الاعتصام، وقلت له: أنا معتصم والاعتصام حق دستوري قال مرة ثانية: ....أمك علي... أم الدستور، وأنا أدوس عليك وعلي الدستور بالجزمة، قلت له: أنا مش هاقعدلك في البلد أنا هاطلع علي السفارة الإسرائيلية وأطلب حق اللجوء السياسي لإسرائيل قال: هو أنت تقدر تهوب من هناك، دا إحنا نضربك بالنار.. والله العظيم أضربك أنت وعيالك بالنار لو عديت ناحية هناك، أنت يا.. أمك لو عايز تدخل الجيزة تاني لازم تجيب تأشيرة.