يمكن إعتبار موديل 2CV المرادف الفرنسي لفورد موديل T الأمريكية و فولكس فاجن بيتل الألمانية و أوستن سيفن البريطانية. فقد تمتعت تلك السيارة بنفس ما تمتعت به السيا رات الأخري من أداء إقتصادي و سعر معقول يلائم الغالبية العظمي من الفرنسيين أضف إلي ذلك ما تمتعت به تلك السيارة من صلابة. لم تختلف تلك السيارة من يحث الجودة عما أنتجته مصنع ستروين من سيارات حيث بدأت قصة هذا الصانع الفرنسي الشهير علي يد أندريه ستروين مؤسس الشركة الذي درس الهندسة في مدرسة الفنون التطبيقية بباريس وبدأ حياته العملية بإنتاج سيارات قذائف الدفعية و مكونات السيارات قبل أن يبدأ في إنتاج سيارة تحمل إسمه عام 1919. تميزت سيارات ستروين بروعتها الهندسية و لهذا حققت شعبية كبيرة في فرنسا منذ الأعوام الأأولي لظهورها و خلال عقد من الزمان صارت ستروين من بين الثلاثة الكبار لصناعة السياراتفي فرنسا مع رينو و بيجو. أهلت ستروين العالم في عام 1934 عندما كشفت عن نظامها المتطور للدفع علي العجلات الأمامية فيموديل "تراكسيون أفان" و كانت مزودة بالعديد من التقنيات المتطورة حينها و منها نظام التعليق المكون من قضيب إلتوائي و الهيكل الأحادي. و الواضح أن هذا الموديل رغم روعته كان سببا في إرهاق ميزانية الشركة و أدي في العام التالي إلي إنتقال ملكيتها لشركة ميشلان أكبر دائني ستروين في تلك الفترة. و في غضون عام من ذلك توفي أندريه ستروين حزنا علي ما حدث لشركته. في عام 1936 قرر أندريه بولاندر مدير عام الشركة أن ستروين في حاجة لسيارة رخيصة و قوية و ذات تصميم بسيط و أوكل إلي المهندس أندريه ليفيبفر تلك المهمة. كان العنوان الرئيسي للتصميم بسيطا، فالمطلوب أن تكون السيارة الجديدة عبارة عن "أربع عجلات أسفل مظلة" و كان النموذج التجريبي الأول جاهزا بحلول عام 1938 و تم التخطيط لتقديم الموديل في معرض باريس للسيارات عام 1939 و لكن تدخلت الحرب العالمية الثانية في التوقيت و لم يظهر الموديل قبل معرض عام 1946. إستفاد الموديل من هذا التأخير خاصة بعد إكتشاف ثلاثة نماذج تجريبية عام 1955 يعود تاريخ إنتاجها لفترة ما قبل الحرب و كانت تلك النماذج من بين 250 نسخة أنتجتها الشركة وتم إخفاؤها قبل أن يستولي الجيش اللأماني علي مصنع ستروين عام 1939. و رغم الحظر الذي فرضه النازي علي إنتاج أو تصميم السيارات غير أن مهندسي ستروين عملوا في الخفاء لتطوير موديل 2CV خلال أعوام الحرب. بطبيعة الحال إختلفت تلك النماذج التجريبية عن السياري التي قدمتها الشركة بالفعل عام 1946 حيث كانت تلك السيارة مزودة بمحرك يعمل بتبريد الهواء و كان ذي سلندرين و اخذت فيه رؤوس السلندرات شكل نصف دائرة و تم تزويده بمبرد للزيت. بلغت سعة هذا المحرك 375 سي سي ولم تتجاوز القوة تسعة أحصنة يتم نقلها للعجلات الأمامية ن طريق نظام نقل لأربع سرعات. وحتي هيكل السيارة غلبت عليه البساطة و لم يكن يحتوي علي الكثير من الإنحناءات لتسهيل عملية التصنيع كما كانت أجزاء الهيكل محكمة الربط ببعضها البعض لضمان الصلابة كما كان بالإمكان لف السقف القماشي بسهولة أو نزعه خلال النزهات الخلوية. أما نظام التعليق فكان مستقلا لكل من العجلات الأربعة و ساعد علي توفير مريح داخل المقصورة و لكن كان من عيوبه إسهامه في دوران السيارة بشكل مخيف عند المنحنيات و تطلب ذلك تصميم المصابيح بعيدة عن الهيكل وبحيث يمكن تحريكها عند تجاوز المنعطفات. وتجلت بساطة هذا الموديل أيضا في وزنه الخفيف الذي لم يتجاوز 500 كيلوجراما. إعتبرت الصحافة الموديل مجرد نكتة عند تقديمه و لكن علي عكس التوقعات أحب الناس 2CV وزاد الإقبال علي الموديل حتي وصل الإنتاج اليومي إلي ألف سيارة عام 1950 وطالت قوائم الحجز إلي ست سنوات قادمة. وعلي مدار السنين طالت التحسينات 2CV وشملت الأداء. ففي عام 1982 تم طرح الموديل بمحرك سعة 602 سي سي بقوة 29 حصانا و كان بإمكان الموديل الوصول لسرعة قصوي تبلغ 108 كم / ساعة و لم يتجاوز إستهلاك الوقود جالونا واحدا لكل 50 ميل. و لم توقف ستروين إنتاج الموديل قبل يوليه 1990. ورغم قيام الشركة بطرح نسخ فاخرة من الموديل ولكن صار الموديل قديما للغاية مقارنة بالسيارات الأأخري المنافسة. وعلي مدار أكثر من 42 عاما أنتجت ستروين حوالي 7 ملايين نسخة من هذا الموديل الرائع الذي أحبه الملايين في فرنسا و خارجها ولا يزال الكثير من الناس مصرين علي الإحتفاظ بالأضحوكة التي تحولت إلي تحفة أسطورية.