· شالي الأثرية تتعرض لغزو تتاري حديث ممن يرفعون إعلام الاستثمار السياحي! · الطيور المهاجرة تستمتع بالتواجد بإحدي بحيرات سيوة العذبة تزداد واحة «سيوة» راحة وهدوءا وجمالا ويكفي وداعة وسماحة أهلها.. وكل الخوف ممن يحاولون تغيير عاداتها وتقاليدها وطباعها التي توارثها الأبناء والأحفاد عن الجدود وبلا حدود.. سيوة.. أو «شالي» القديمة المبنية «بالكرشيف» وهو عبارة عن أحجار مشبعة بالملح ثم يوضع عليها الطين المأخوذ من الأرض وعندما يجف هذا الخليط يصبح «صلبا» ولا تبدده أو تزيله الأمطار حتي ولو كانت سيول! وقد يستغرب البعض منطوق كلمة «شالي» وهي في اللغة السيوية تعني «المدينة» وكانت في الماضي حصنا منيعا وسبق وتعرضت في القرن الحادي عشر لهجوم غازي من الغزاة والقبائل.. وهي تمتاز بشوارعها الضيقة وتقف شامخة وتطل علي الميدان الرئيسي ل«سيوة» الآن.. للأسف هذه المدينة الأثرية تتعرض لغزو تتاري حديث ممن يرفعون إعلام الاستثمار السياحي.. فيتم شراء أي مكان محيط بها حتي ولو مساحة صغيرة لا تتعدي الأمتار.. والأمر يستلزم بالفعل اتخاذ قرار وإزالة كل ما يحيط بتراث «شالي» من تعديات ولو كانت مباني تم اقامتها وتم التحايل بأن تكون مماثلة لها في البناء لأن هناك غرضا خبيثا والمفترض أن تتنبه الأجهزة لما يقوم به بعض المستثمرين حيث تكثر الأقاويل وتتردد الحكايات لأن ما يتم علي أرض «سيوة» الآن يتماثل مع ما كان يفعله اليهود علي أرض فلسطين حيث الشراء للأرض ثم كان ما كان.. و«سيوة» كواحة من الواحات الواعدة سياحيا حيث الاستشفاء والعلاج البيئي الذي لايوجد له مثيل في العالم كله.. خذ مثلا ما يمارسه الآن الشيخ شريف السنوسي هو وأولاده حيث «مرادم» الرمل الشافي من الأمراض بالقرب من جيل الدكرور.. هذا الشيخ الوقور ولكونه من المتعلمين ومن رجال التعليم يمارس مهنة الأجداد بالجدية والنشاط وبدون ملل أو كلل.. ويوفر لزائريه كل الأمكانيات المعيشية حيث الإقامة وتناول المشروب والوجبات الساخنة ولمدة ثلاثة أيام فقط.. طبعا يوم العلاج البيئي يبدأ من الساعة الثانية بعد الظهر حيث يذهب الشخص إلي مكان دفنه في الرمال بالسيارة ويجد الحفرة المعدة لدفنه والتي تقدح فيها الشمس الساخنة وتقف أمام حفرتك ثم تستعد للمكوث بها وجسمك مغطي بفوطة وبمجرد جلوسك وتمددك النوم علي ظهرك يتم ردمك وإهالة التراب علي جسدك جميعه وحتي الرقبة وتظلك شمسية .. وبالطبع تكون ذراعاك مفرودتان ومغطاة أيضا بالرمال الساخنة.. ثم تشعر بسريان الدم في جميع انحاء جسدك وفي سريانه تشعر بنبضك وكأن هناك سباقا داخليا لسرعة تدفق الدم.. في الأوردة والشرايين ويتصبب من جسدك المدمون العرق الذي يخرج من مسام الجسد وعلي الفور يتم استبدال الرمل المبلل بالرمل الساخن ولمدة لاتتجاوز ال30 دقيقة أو ال25 دقيقة تظل مدفونا إلي أن تحين ساعة نفض الرمال وتلتحف بالبطانية الصوف حتي لاتتعرض لتيار الهواء وتخطو زاحفا لتدخل خيمة محكمة الغلق فتجد المشروبات الساخنة وتتجرعها ثم تستلقي علي الرمال وأنت بداخل الخيمة وتمكث قرابة ال15 دقيقة وترتدي ملابسك ثم تخرج من الخيمة لتعود إلي مقر اقامتك وانت ملتحف ايضا بالبطانية الصوف وتدخل غرفتك فتجد ايضا مشروباتك الساخنة ثم تتجرعها وتستلقي إلي أن تغفو في النوم.. ثم تستيقظ وتزيل الرمال من علي جسدك وما عليك إلا أن تغسل وجهك وذراعيك وقدمك لأن الرمال تكون قد جفت علي جسدك وما عليك إلا نفضها.. هكذا الحال ولمدة ثلاثة أيام.. ويعقب ذلك تناولك للطعام وفي اليوم الأخير وإذا رغبت في عمل «الحجامة» فلا مانع ثم يعقب ذلك تدليل جسدك جميعه بزيت الزيتون! وفي اليوم السادس من بدء الردم تقوم بالاستحمام. بالمناسبة انت لن تشعر بالضيق لأن الجسد يكون نظيفا وبلا رائحة وقبل الاستحمام .. عموما للحديث بقية لأن الحديث عن «سيوة» لن ينتهي. وإلي الأسبوع القادم.. إن شاء الله.