كل من هب ودب علي الساحة الحزبية أو قل السياسية يدعي الوطنية لو أطلق العنان للسانه أو أمسك بالميكروفون أو كان ضيفا علي برنامج لأي قناة فضائية.. ويتصور نفسه وكأنه الثائر ارنستو جيفارا أو المجاهد عمر المختار أو الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ويتصور البعض بأنه البطل الهمام أو حامل السيف البتار ضد كل طاغي يعشق الطغيان يستعرض الأحوال وكأن مصر بالفعل تتهاوي وتنهار تحت الأقدام! من قال هذا رغم وجود بعض الأوضاع التي تستلزم اتخاذ قرار يعيد لمصر حالة الانسجام وبتعامل يرقي إلي الوقار!! أنا في حال من الذهول لدور خطير تمارسه بعض المنظمات والجمعيات وأياً كانت المسميات التي ترتع الآن علي الأرض المصرية رغم أن دورها لا يتعدي سوي إصدار الكتيبات والبيانات والقيام بالمظاهرات وكتابة التقارير التي لا تودي ولا تجيب.. هذه المنظمات تناست أنه يوجد الآلاف من النبهاء وبالمناسبة هم ليسوا من البلهاء لهم رؤاهم وأفكارهم بل عندهم الحلول لكل المشاكل وهم ليسوا من هواة الطنطنة بالكلام في أي وسيلة من وسائل الإعلام. يا سادة يوجد في رحاب الجامعات المصرية أساتذة من الأفاضل ليسوا من الأراذل فمن يمنع ظهورهم ولا يصح أن ندفنهم في الجحور ونطلق العنان لكل فرفور أو كركور من هواة الشهرة والتلميع ليصدعوا الرؤوس بالكلام المنفوش والمنقوش مسبقا في الرؤوس وبفعل فاعل! معقول.. من لا يفقه في القانون يتحدث عنه ويعتقد أنه «كانون» ومن يتحدث عن السياسة رغم أن تصرفاته بعيدة عن الكياسة. . ومن يتحدث عن الدين مع أنه لم يسبق له قراءة أي سورة ولو سورة «يس» ومن يتحدث عن الفضيلة مع أنه يرتكب بل يمارس الرذيلة! ومن يتحدث عن التعليم والتربية مع أنه معدوم «التربية»! ومن يعتقد أنه «الفيلسوف» مع أنه فلفوص! مصر ليست في حاجة إلي الكلام بل في حاجة إلي من يقدمون الأعمال لا مجرد ترديد الكلام.. وعفوا كل من يسطر مقاله يعتقد أنه كاتب وكل من يدلي بحديث يتصور أنه ابن النفيس رغم أن كلامه فطيس ويؤكد التدليس.. من يريد التنفيس عليه أن يكون «حصيف» ولا غرابة لأن هناك من يعشق الآن سماع أغاني «أبوالليف» وقل معايا يا لطيف ممن يعشقون ممارسة السياسة بأساليب البهرجة والتدليس ولو من خلال الترقيعات أو جمع التوقيعات!