اتفق أعضاء لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومى للمرأة، على أهمية قضية تنظيم الأسرة، والعمل على إيجاد حلول عملية لها، وضرورة تسليط الضوء عليها مرة أخرى، خاصة فى ظل تراجع معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة فى السنوات الأخيرة، والعودة مرة أخرى لنقطة الصفر. وأكدت الدكتورة هاجر صلاح الدين مقررة لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومى للمرأة، أن تراجع الاهتمام ببرامج تنظيم الأسرة يؤثر على محور الخصائص السكانية من خلال زيادة معدلات مرض ووفيات الأمهات والأطفال، وارتفاع نسب الفقر، وزيادة فجوة العدالة والمساواة بين الجنسين من خلال تقليل فرص تعليم ومشاركة المرأة فى الحياة العامة، وكذلك تقصير العمر المتوقع للمرأة، حيث يعتبر تنظيم الأسرة جزء مهم لتحسين صحة وسلامة المرأة، فهى تجنبها العديد من المضاعفات والأضرار والمشاكل الصحية والاجتماعية، وتزيد من فرص تمتعهن بالحياة مثمرة. كما أجمع أعضاء لجنة الصحة والسكان على أن أحد أكبر المشكلات التى تسببت فى تراجع استخدام وسائل تنظيم الأسرة، هو توقف الحملات التى كان يقوم بها رجال الدين فى المساجد، والتى تعتبر وسيلة مؤثرة جدا، بالإضافة إلى تراجع الاهتمام الإعلامى بالحملات التوعوية التى تساهم بشكل كبير فى تشجيع السيدات على تنظيم الأسرة، بالإضافة إلى تراجع الدولة فى الاهتمام بهذه القضية خلال حكم الدكتور مرسى، مشددين على أهمية تفعيل دور وسائل الإعلام فى نشر الوعى والترويج لقضية تنظيم الأسرة من جديد، بالإضافة إلى عمل منشورات وكتيبات، وإعداد إستراتيجية إعلامية شاملة توضح سبل التعاون بين الجهات المعنية، للعمل على التوسع فى نشر المعرفة حول وسائل تنظيم الأسرة، بحيث لا تقتصر فقط على الوعى بوجود هذة الوسائل، بل إلى معرفة فوائدها وطرق استخدامها من خلال وسائل التثقيف والتعليم المختلفة. وقد اقترح الأعضاء فى سبيل حل هذه المشكلة ضرورة تدريب أطباء الامتياز على خدمات رعاية تنظيم الأسرة، وضرورة أن يجتاز طالب الطب امتحان يفيد قدرته إتمام تلك الدورة، حتى يصبح هناك اهتمام من جانب الطلبة، خاصة مع امتناع طلاب التيارات الإسلامية المتشددة عن حضور أى نشاط أو تدريب يخص تنظيم الأسرة، وجعله تدريب إجبارى يخضع فى نهايته لاختبار لضمان التزامهم بالحضور، كما تم التأكيد على ضرورة أن تقوم الدولة بإمداد الوحدات الصحية والمستشفيات بوسائل تنظيم الأسرة المختلفة، والعمل على زيادة التعريف بكل ما هو جديد فى هذا المجال، كذلك أهمية تدريب أطباء المحافظات على كيفية استخدام هذه الوسائل. كما أكد أعضاء لجنة الصحة والسكان على المسئولية التى تقع على عاتق المجلس القومى للمرأة، لتوعية أكبر عدد ممكن من السيدات بحقوقها الإنجابية فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة، من خلال التنسيق بين كافة الأطراف التى ستتعاون لإنجاز هذه المهمة حتى لا يحدث قصور يتسبب فى توقف العمل .
