سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ألغاز قضية سرقة مطبعة البنك المركزي.. وتفاصيل التحقيق مع المتهمة الرئيسية بعد 15 يوما من التعذيب المتواصل لها ولزوجها ونجلها طالب الجامعة في قسم شرطة العمرانية محمد سعد خطاب يكتب:
· ما نشرته الصحف عن اعترافات المتهمة بالسرقة بعيد تماما عن واقع القضية وأسرارها التي مازالت مغلقة.. ومحامي المتهمة لاحظ وقوعها تحت تأثير مخدر ما عند اقتيادها للتحقيق أمام نيابة الأموال العامة الثلاثاء الماضي صدرت جميع الصحف وفي صفحتها الأولي خبر القبض علي فادية عبدالحليم الشرقاوي مسئولة الخزينة بمطبعة البنك المركزي بالهرم بتهمة الاستيلاء علي 8.2 مليون جنيه وأنه تم القبض علي المتهمة يوم الاثنين 24 مايو وجاء البيان الذي وزعته وزارة الداخلية ليكشف عن أن المتهمة قامت بعمل جمعية للموظفين بالبنك وأنها أعطت قيمة الجمعية 40 ألف جنيه من الاموال المسروقة وأنها تتعامل مع محل مشغولات ذهبية بشبرا وأنها مدينة له ب7 ملايين جنيه، وقد اعترف صاحب محل الذهب بأنه تعامل معها وتربح من ورائها مبلغ 5.19 مليون جنيه ولذلك قام بسداد 250.1 في مباحث الاموال العامة وباقي المبلغ سدده صاحب ورشة ذهب بالجمالية كانت تتعامل معه المتهمة وسدد مبلغ مليون جنيه. القضية تابعتها «صوت الأمة» منذ بدايتها من داخل قسم شرطة العمرانية وفي منزل الاسرة المنكوبة بشارع الورشة بحي شبرا بالقاهرة، وبعيداً عن سير التحقيقات لنا بعض الملاحظات أولا: المتهمة لها ابنة بالصف الثاني الثانوي تدعي ريهام وابنها طالب بكلية الهندسة بالفرقة الثانية وزوجها محاسب محروس شلبي يعمل بالاتحاد التعاوني الاسكاني والاسرة سمعتها طيبة في محل سكنهم ميسورة الحال لامتلاك الزوج مساحة كبيرة من الأرض بحكر أولاد شلبي بالحافظية بحي الساحل. السيدة فادية تم القبض عليها منذ أسبوعين وتعرضت لكل أنواع التعذيب والضرب من تعليق علي فلكة وضربها علي قدميها ووجهها والصورة التي نشرت في الاخبار في صفحتها الاولي تلاحظ منها تورم وجه المتهمة بوضوح وقد رأي كاتب هذا التحقيق آثار الضرب والتعذيب بنفسه وأيضا الزوج تم القبض عليه ومكث في حجز القسم لمدة عشرة أيام وتعرض لما تعرضت له زوجته من ضرب وإهانة وتعذيب حتي الابن طارق فقد تم القبض عليه وحجزه لمدة ثلاثة أيام في قسم شرطة العمرانية وتعرض للضرب بل وتم منع المحامين من مقابلتها طوال فترة حجزها في قسم الشرطة ولم يتمكنوا من ذلك إلا في اليوم الاخير بعد أن وقعت علي اعترافاتها فقد أفهموها بأنهم لن يفرجوا عن زوجها أو نجلها الا بعد أن تعترف بل ان زوجها أفرج عنه يوم الثلاثاء ظهرا من قسم شرطة العمرانية وقد أرسل أشقاء الزوج عدة استغاثات إلي كل المسئولين. ثانيا: موظفة تعمل في بنك وشكلها بسيط جدا هل يوجد صاحب محل ذهب بسيط يمكن أن يمنحها ب7 ملايين جنيه مشغولات ذهبية في ثلاثة أشهر أي أكثر من 35 كيلو ذهب بدون سداد أي مبالغ وأي بنك هذا يعمل به 14 موظفة يستطعن تداول 35 كيلو ذهب بينهن في ثلاثة شهور فنقود الجمعية التي تم تحريزها ليست من ضمن المبالغ المسروقة فهي مبالغ طلب من أخت المتهمة احضارها للقسم وسلمتهم بيدها لضباط الاموال العامة الذين جعلوا من قسم شرطة العمرانية موقعا لعملياتهم. كل هذا التعذيب طوال 14 يوما اقتيدت المتهمة أمام كاتب هذا التحقيق من حبسها وهي تحت تأثير البرشام المخدر من قسم شرطة العمرانية في سيارة ميكروباص إلي نيابة الاموال العامة بالتجمع الخامس في الساعة الثانية صباحا ليتم سماع أقوالها وكان التحقيق بمعرفة المستشار معتز الحميلي وقد حضر معها الاستاذ إبراهيم عبدالحميد المحامي الذي لاحظ تورم وجهها من آثار الضرب والتعذيب فضلا عن انها تتكلم تحت تأثير المخدر فسارع بتقديم طلب لنقل المتهمة من محبسها بقسم شرطة العمرانية إلي أحد السجون حتي لاتكون تحت تأثير ضباط الاموال العامة المرابطين في القسم. أما ما رأيته خلال الفترة الماضية في قسم شرطة العمرانية فيستحق توجيه نداء للواء حبيب العادلي وزير الداخلية أن يطلب من مدير أمن الجيزة وضباطه أن يكون مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر وضباطه مثلا يحتذي به لهم، فلقد رأيت رئيس مباحث قسم العمرانية ويدعي مدحت فارس يمسك بمحامية للمستشار نجيب جبرائيل من أعلي ذراعها بأسلوب فج ويدفعها أمامه وهي تصرخ «أنا محامية» وهو يتحسس ذراعها وعندما اعترضت علي أسلوبه ونزلت معها لتحرير محضر بالقسم نبه علي الضباط والامناء بالقسم بعدم تحرير أي محاضر لأي شخص بالقسم. فهذا الضابط مثال سيئ جداً لرجل الشرطة الذي يتعامل مع الجمهور بوسائل الضرب المبرح الذي يمارسه مع المتهمين حتي في أبسط القضايا، فقط لاثبات أنه نشيط ويهتم بعمله وفي النهاية هل ستكون لدينا «حبيبة» أخري التي سبق واعترفت تحت وطأة الضرب والتعذيب والتلفيق بقتل زوجها رغم براءتها التي اثبتها القضاء بعد قضاء سنوات في الحبس ظلما ونصرها الله سبحانه وتعالي عندما ذهب من قتل زوجها ليبيع ساعة يده الذهبية في حي الجمالية ليتم القبض عليه بالمصادفة ويعترف بقتل زوج الممثلة حبيبة القطري في الوقت الذي كان مر عليها في السجن خمس سنوات. الجدير بالذكر أن زوج المتهمة ترك منزله بشبرا هو وأولاده بعد أن طالبه رجال المباحث بسداد المبالغ محاولاً الإختفاء وأبناءه عن أذي رجال الأمن.