دعت كاثرين سامبا بانزا رئيسة جمهورية إفريقيا الوسطى الدول الأوروبية والإفريقية إلى إرسال مزيد من القوات العسكرية لمساعدة بلدها في استعادة النظام. واتفق وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي يوم الإثنين على إرسال تعزيزات قوامها 500 جندى إضافي، غير أن الرئيسة الجديدة تراها غير كافية لاستعادة الأمن والنظام، بحسب تصريحاتها لبرنامج (نيوزداي) لبي بي سي. وتقول سامبا بانزا "من المهم أن يستمر أصدقاؤنا من دول الاتحاد الإفريقي في إمدادنا بالمزيد من القوات. علمت أيضا أن دول الإتحاد الأوروبي تعتزم المشاركة في التعامل مع القضايا الأمنية في إفريقيا الوسطى، ونحن نشجعهم على مساندة فرنسا في تلك المهمة". وكانت فرنسا، قد أرسلت قوة عسكرية قوامها 1600 جندي للعمل جنبا إلي جنب مع نحو 4000 جندي تابعين لدول إفريقية. يذكر أن نحو مليون مواطن، ما يعادل 20 في المئة من تعداد السكان، قد هجروا منازلهم من جراء العنف الطائفي المستمر منذ عدة أشهر. وقد صرح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بأنه جرى العثور علي مقبرة جماعية جديدة تضم 15 جثة بالقرب من العاصمة بانغي. وعبرت سامبا بانزا عن ثقتها بقدرتها على تحقيق المصالحة بين الأطراف المتناحرة قائلة "اشتهرت بالوسطية وبقدرتي على لم الشمل. ونحن نحتاج في الوقت الحالي لشخص لديه تلك المؤهلات". وتعزو سامبا بانزا العنف الطائفي الدائر بين المسيحيين والمسلمين في بلدها إلى الفقر، وتقول "عندما تشعر فئة من المجتمع بالحرمان وانعدام تكافؤ الفرص من حيث الانتفاع بالموارد الاقتصادية مقارنة بمواطنين آخرين، يتولد لديها إحباط وتتقوقع داخل هويتها ومن ثم يحدث الإنفجار.. وهناك من يستغل ذلك بالتأكيد من الناحية الدينية". وانتخب البرلمان المؤقت سامبا بانزا البالغة من العمر 59 عاما يوم الإثنين، ويعرف عن الرئيسة الجديدة حيادها السياسي، فهي مسيحية تحظى بقبول الطرفين، المسيحيين والمسلمين، كما شهدت بذلك تجربتها الأخيرة كعمدة لبانغي. وجاء انتخابها لرئاسة الجمهورية بعد استقالة ميشيل جوتوديا، أول رئيس مسلم لجمهورية إفريقيا الوسطى، في 10 يناير/كانون الأول بعد ضغوط من فرنسا وزعماء أفارقة اتهموه بالفشل في كبح جماح الأزمة. وقتل ألف شخص على الأقل جراء العنف الطائفي في إفريقيا الوسطى منذ الشهر الماضي مما دعا البعض إلى التحذير من إبادة جماعية. وقتل رجلان مسلمان فضلا عن إحراق جثتيهما في ميدان في العاصمة بانغي يوم الأحد.